نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتبة شيماء المرزوقى تناولت فيه أهمية التفاؤل والأمل وتأثيرهما الإيجابى على جودة الحياة.. نعرض منه ما يلى.
نشر موقع «جالوب» لاستطلاعات الرأى، وهو ينسب للإحصائى الأمريكى، الدكتور جورج جالوب، الذى أسس ما أسماه المعهد الأمريكى للرأى العام، فى ولاية نيوجيرسى، عام 1935، وكان هذا المعهد نواة لمنظمة جالوب الشهيرة فى الاستطلاعات للرأى العام، أن الأفارقة هم الأكثر إيجابية تجاه مستقبلهم، رغم العوز والفقر الذى يحيط بهم، ورغم التنمية المتعثرة والاقتصادات غير القوية.
ووجدت هذه المنظمة أنه من الدول الـ 15 الأكثر تفاؤلا فى العالم بالمستقبل كانت 14 دولة إفريقية، وهذا يعنى أن الأفارقة اختاروا التفاؤل والأمل بغد أفضل وأجمل من الواقع الذى يعيشونه فى عقبات وصعوبات، أيضا هذه الروح المتفائلة المستبشرة بالمستقبل تتجاوز كثيرا من دول العالم الأكثر رفاها ونعيما والمتقدمة بأشواط طويلة. قد يسأل أحدهم، عما يحققه التفاؤل والأمل من نتائج للإنسان الذى يعانى. والحقيقة أن النتيجة كبيرة وبالغة الأهمية، ويكفى أن واحدة من أهم النتائج تتعلق بجودة الحياة نفسها؛ لذلك ترصد الكثير من الدراسات تطورات وتقدما يتحقق فى كثير من الدول الأفريقية، وأن هناك مؤشرات لتطور وتقدم يتحقق على أرض الواقع فى تلك الدول الأفريقية. وهذا دون شك له دلالة عظيمة على الأثر البالغ والمهم جدا للتفاؤل فى حياتنا البشرية، هذا الأثر الذى يمكن ملاحظة نتائجه الإيجابية على مستوى الدول والمجتمعات وأيضا على مستوى الأفراد.
ومثل هذه الحالة توضح لنا بشكل كبير أثر التفاؤل ووقعه الإيجابى على الإنسان، وبالتالى على إنتاجيته، فى حاضره ومهاراته وعلى مستقبلة، وهو أثر إيجابى سعيد.
لذا نحن نحتاج للتفاؤل، بمختلف أجنحته وأدواته وفروعه، مثل الأمل، الاستبشار، السعادة، الرضا، وغيرها الكثير، لا تتوقع بأن تختار التفاؤل وألّا يكون لديك جملة أو حزمة من القيم الجميلة السعيدة.
لذا يجب علينا على المستوى الفردى الخاص، أن نتعلم ونتدرب على التفاؤل، وأن نضعه جزءا من حياتنا، وأن ننمى حضوره فى حياتنا؛ لأننا بهذه القيمة الإيجابية، نتجاوز العقبات والعثرات، وتبقى لنا جولات أخرى نستطيع فيها الإبداع والابتكار، وأيضا نستطيع السعادة بعملنا وبمنجزاتنا. ولو قدر وحدث إخفاق أو فشل أو تعثر، فإن إيجابية التفاؤل ستدفع بنا نحو المحاولة مرة أخرى، وستكون بمثابة الطاقة الاحتياطية التى تشتغل عندما تنفد طاقتنا الرئيسية لأى سبب من الأسباب.
أعلِ من قيمة التفاؤل، واجعله جزءا من حياتك، وشكّل به مستقبلك.