بحسب استجواب للنائب أشرف بدر الدين تجاهله مجلس الشعب.. بلغت ميزانية ما يسمى بـ«الصناديق الخاصة» فى مصر 1272 مليار جنيه، يتم تحصيلها من جيوب الفقراء بطرق بسيطة مثل تذكرة دخول مستشفى، غرامات، رسوم طريق، وغيرها.
وكما يؤكد النائب، ففى العام الماضى فقط رصد الجهاز المركزى للمحاسبات مخالفات بلغت 3990 مليون جنيه فى هذه الصناديق وهو رقم رغم ضخامته، يعتبر تافها بالنسبة لرواتب المسئولين عنها، حيث يبلغ جملة ما يحصل عليه هؤلاء المحظوظون مائة مليار جنيه، إضافة إلى عدة مليارت أخرى يصرفونها فى تجديد السيارات والتكييفات وديكورات مكاتبهم بجانب التعازى والتهانى لكبار كبار المسئولين!!
وأنا لا أدرى من أين حصل النائب على هذه الأرقام، ولكن إن كانت بالفعل صحيحة، فهذا يعنى أننا نعيش تحت «حكم المافيا» وليس تحت حكم من المفترض أن يكون ديمقراطيا.. فمثل هذه المليارت تستطيع أن تحل مشكلة الفقر فى مصر إلى الأبد، كما أنها بالتأكيد ستريحنا من «تفنينات» وزير المالية بطرس غالى الذى يمارس صقوس المماليك فى جباية الأموال من المصريين.. رغم تجاهله غير المبرر تحصيل متأخرات ضريبية على كبار رجال الأعمال والصحف القومية تصل إلى ستين مليار جنيه!
الحكومة بلا شك تدرك أن مليارات هذه الصناديق تستطيع أن تحل أزمة العلاوة السنوية وأن توفر البنزين بأسعار فى متناول يد المصريين، أو أن تجعلها تعطى موظفيها أجورا عالمية تناسب الأسعار العالمية التى تعتبرها الحكومة هدفا قوميا ينبغى أن تحققه حتى تحصل على رضا المؤسسات المالية الأمريكية..
إلا أن هذه الحكومة التى تتجاهل اتهامات موجهة لها بالتستر على هذه الصناديق، تتجاهل أيضا تقريرا صدر مؤخرا لمنظمة الشفافية الدولية بأن الفساد يكلف مصر 50 مليار جنيه، والتهرب الضريبى والجمركى 14 مليار جنيه، واحتكار الحديد والأسمنت 6 مليارات جنيه، إضافة إلى مليار جنيه خسائر إقامة مشروعات حكومية بدون دراسات جدوى، فضلا عن تهريب 6 مليارات جنيه للخارج.. كما قدر المركزى القومى للبحوث خسائر الرشوة والاختلاس والكسب غير المشروع بنحو 99 مليار جنيه فى السنوات العشر الأخيرة.
هذه الحكومة التى تحكمنا بمسميات مختلفة منذ 40 عاما منحت أراضى لكبار رجال الأعمال مجانا أو بأسعار رمزية تزيد قيمتها على خمسمائة مليار جنيه، وتصدر الغاز الطبيعى لإسرائيل وغيرها من الدول بأسعار أقل من سعر التكلفة يضيع على مصر أكثر من مائة مليار جنيه.
ومع كل هذه الأرقام.. هل لازال أحد فى الحكومة يسأل لماذا يكره المصريون حكامهم.. ولماذ يقفز شبابنا فى البحر مجازفين بحياتهم هربا إلى إيطاليا..؟
mesmat@shorouknews.com