ما لم تحدث مفاجآت، تبدو فرص كل من عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح فى نظر الكثيرين هى الأكبر فى الفوز بانتخابات الرئاسة، مقارنة ببقية المرشحين، بل ويذهب الكثير من التوقعات إلى أن الرجلين سوف يخوضان سويا انتخابات الإعادة..
عمرو موسى يطرح نفسه مرشحا ليبراليا، تسنده خبراته الطويلة كرجل دولة ناضج، يمتلك علاقات دولية متميزة، وهو وإن كان محسوبا فى نظر أعدائه على نظام مبارك، فإنه أيضا كان من الذكاء الذى جعله يبتعد بمسافة ما عن هذا النظام، كما لو كان معارضا له فى بعض سياساته خاصة فى علاقة مبارك الوطيدة مع إسرائيل.
أما أبوالفتوح، فهو يمثل الاسلام الوسطى الذى يتسم بالسماحة وقبول الآخر، وهو ما أكده فى تصريحاته المختلفة، التى وعد فيها بالتعاون مع كل التيارات الليبرالية واليسارية، واحترام حقوق الأقباط والمرأة وضرورة مشاركتها فى الحياة السياسية، إضافة إلى صفاته الشخصية التى تتسم بالصدق والإخلاص والنزاهة. لكنه وإن كان يحظى بدعم تيارات ليبرالية عديدة، إلا أنه يتعرض لهجوم ضار من بعض هذه القوى التى تتهمه بان انتماءه للإخوان لايزال مستمرا، وأنه سيكون ظل المرشد فى القصر الجمهورى، لا يتحرك إلا بإذنه أو مشورته، أو على الأقل بمباركته.
ومن المؤكد أن زيادة فرصة الرجلين فى المنافسة حتى الأمتار الأخيرة من السباق الانتخابى، ترجع إلى استنادهما أيضا إلى قواعد جماهيرية وانتخابية قوية. ففى حين يستند موسى إلى تأييد كتل تصويتية من أعضاء ما يسمى بـ«حزب الكنبة» الذين يتطلعون إلى رجل قوى يستطيع إعادة الاستقرار الى حياتنا السياسية، فان أبوالفتوح أصبح الآن المرشح المفضل لغالبية فصائل السلفيين والجماعة الإسلامية، إضافة إلى قطاعات كبيرة من شباب الاخوان المسلمين.
وقد يأخذ الفريق أحمد شفيق حصة معتبرة من الأصوات التى يراهن عليها عمرو موسى، بقدر ما سيأخذ كل من محمد مرسى أو سليم العوا من الحصة التصويتية التى يراهن عليها أبوالفتوح، إلا أن ما سيرجح فوز احدهما إذا ما خاضا جولة إعادة، هو أصوات اليسار الحائرة بين أربعة مرشحين وهم أبوالعز الحريرى وهشام بسطويسى وخالد على وحمدين صباحى، والتى قللت من فرص دخول أحدهم غمار المنافسة الحقيقية!
قد يكون أبوالفتوح هو الأقرب للرئاسة، ولكن من يستطيع الآن أن يتوقع شيئا فى مصر ويطمئن له قلبه، وكل مفاتيح اللعبة السياسية فى مصر تنتقل بين السادة البلطجية والسادة الفلول وبينهما السادة المتواطئين على الثورة.. رغم الغضب المشتعل فى كل ميادين التحرير بمختلف محافظات مصر!