مطلوب إلغاء عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:27 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مطلوب إلغاء عضوية إسرائيل فى الأمم المتحدة

نشر فى : الأحد 30 يونيو 2024 - 6:00 م | آخر تحديث : الأحد 30 يونيو 2024 - 6:00 م

 تتم محاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية فى محكمة العدل الدولية ICJ، كما أن ذات المحكمة الآن تنظر فى قانونية الاحتلال العسكرى الإسرائيلى طويل الأمد، ونحن بصدد أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية ICC قريبا أوامر اعتقال ضد نتنياهو وجالانت وغيرهما من مجرمى الحرب الذين ينكلون بالشعب الفلسطينى بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. حقيقة محاكمة إسرائيل فى هذه المحاكم الدولية، وفى إهانتها للأمم المتحدة والدول الأعضاء فى المنظومة الدولية وقراراتها والمواقف الشاذة المخالفة لكافة القوانين والمواثيق الدولية، ألا تؤكد إسرائيل أنها دولة الإرهاب المنظم؟ هذه الدولة حصلت على شرعيتها بالاعترافات الدولية من خلال منظمة الأمم المتحدة، وها هى تهين وتقلل من شأن ذات المنظمة الدولية التى منحتها الوجود الدولى، ومن هنا نتساءل ألا يتوجب على الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة التزام النظر فى مدى جدوى بقاء اعتماد دولة إسرائيل فى المنظومة الدولية، كدولة جزء ملتزم بقواعد النظام العالمى.

يخرج سموتريتش للاستفزاز بمزيد من الاستيطان وضم الأرض وضرب كل ما له علاقة بالنظام الدولى فى مواجهة صريحة ليس فقط ضد الشعب الفلسطينى، ولكن ضد المجتمع الدولى الذى يتبنى حل الدولتين. احتراما لمسئولياتها الأخلاقية، يجب على الدول الأعضاء بعد الاعتراف بدولة فلسطين، وإنهاء الاحتلال العسكرى الذى طال أمده، أن تقوم بمحاسبة وتحجيم لدولة إسرائيل، فإسرائيل تجاوزت كل الحدود، وانتهكت جميع الاتفاقيات، بما فيها اتفاقيات السلام الموقعة منذ بداية التسعينيات، إثر الدومينو فى الاعترافات المتوالية من أيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا، مهم للغاية لبعث رسالة لإسرائيل مفادها أن دول العالم لن تستمر بالصبر على مخالفات إسرائيل لمعايير العمل فى المنظومة الدولية، بل ستتخذ الخطوات اللازمة المتوافقة مع القانون الدولى للحفاظ على السلم فى المنطقة والعالم.

بعد جريمة الإبادة فى قطاع غزة فقدت إسرائيل سمة الضحية التاريخية التى طالما تحججت بها أمام العالم. لقد خسرت إسرائيل كل الدعم والتعاطف الدولى الذى حصلت عليه كونها ضحية الهولوكوست جريمة الجرائم ضد البشرية فى القرن العشرين التى تم ارتكابها ضد اليهود. هذا العذر والحجة التاريخية انتهت إلى الأبد بعد ارتكاب دولة إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ضمن جرائم موثقة على الشاشات وبعد المرافعات وإحالة الملفات القانونية فى المحاكم الدولية.

السؤال الذى يجب أخذه مأخذ الجد اليوم، ألا ينطبق مصطلح دولة الإرهاب المنظم على دولة إسرائيل؟ خاصة فى ظل مخالفاتها القانونية الصريحة لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية ومعاداتها لكافة المواد والشرعيات الدولية؟

حرب الإبادة التى أعقبت ٧ أكتوبر فضحت الصورة الحقيقية لإسرائيل، الدولة التى طالما تغنت بالديمقراطية فى الشرق الأوسط والتفوق التكنولوجى ودعم الشباب والريادة، إلى صورة الحقيقة بالإرهاب وبالإجرام ضد الإنسانية. هذه الحقيقة بدت جلية للعالم أجمع الآن، وبرغم الخسائر البشرية ومعادلات الدمار والخسارة التى لحقت بالأرواح البشرية الفلسطينية إلا أن حقيقة تشويه صورة إسرائيل وظهور حقيقتها الإجرامية الموثقة علانية للعالم هى خسارة إسرائيلية استراتيجية من المستحيل تعويضها تاريخيا.

اليوم ومن خلال هذا المقال دعوة للأمين العام للأمم المتحدة وأصحاب الاختصاص للنظر فى تطبيق الدبلوماسية القسرية ضد إسرائيل، ومحاسبتها وإيقاف إفلاتها من العقاب بطرح موضوع إلغاء الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة عضو فى المنظومة الدولية وجاءت إلى الوجود باعتراف الأمم المتحدة.

دلال صائب عريقات

جريدة القدس الفلسطينية

التعليقات