«بوابة جهنم» - محمد سعد عبدالحفيظ - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 4:24 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«بوابة جهنم»

نشر فى : الأحد 30 أغسطس 2015 - 6:15 ص | آخر تحديث : الأحد 30 أغسطس 2015 - 6:15 ص

لم تكن مبايعة 7 مجموعات إخوانية لتنظيم داعش، مفاجأة للمراقبين، فمحاضن التنظيم التربوية أسست أفراده على ثقافة العمل السرى وقيم الجندية، فوضعتهم بذلك على أول طريق «الداعشية».

سقوط دولة الجماعة فى زلزال 30 يونيو الشعبى، وما أعقبه من أحداث، دفع عددا من شباب الإخوان إلى الكفر بـ«استرايجية التسلل» للوصول إلى الحكم، فتحللوا من بيعة مرشدهم، واندفعوا فى اتجاه الحركة النموذج التى أنجزت وأقامت دولة الخلافة على طريقتها فى أقل من 3 سنوات.

المجموعات السبع، لن تكون الأخيرة، فالباب مفتوح أمام مجموعات جديدة مستعدة لنقض بيعة بديع وإعلان الولاء لأبوبكر البغدادى، فكلما تصاعد الخلاف بين قادة الإخوان فى السجون والخارج وزاد التراشق بين الفريقين، تسرب أفراد الصف باحثين عن حاضن جديد ليحقق لهم حلم العودة إلى حكم مصر حتى ولو تحت راية «الخلافة الداعشية»، ويشبع رغبتهم فى الانتقام ممن سلبوهم سلطتهم.

وبالرغم من أن مركز خلافة «داعش» فى الشرق «العراق، وسوريا» فإن شباب الإخوان ضبطوا بوصلتهم نحو الغرب، حيث الالتحاق بمعسكرات التدريب فى صحراء ليبيا والاندماج مع المليشيات التى بايعت أبوبكر البغدادى، والتى للمفارقة تحارب قوات «فجر ليبيا» القريبة من جماعة الإخوان.

الخطر يكمن فى أن تتحول حدود مصر الغربية مع الوقت إلى «بوابة جهنم»، فالعناصر المدربة فى معسكرات «داعش»، تستغل أى ثغرة لتتسلل بأسلحتها لتنفيذ عمليات تهدف إلى تقويض الدولة وضرب استقرارها.. السيطرة على تلك الحدود الممتدة لمسافة 1000 كيلومتر، أمر أقرب إلى المستحيل، خاصة مع توتر الأوضاع فى الجهة الأخرى، وانسحاب قوات حرس الحدود الليبية من عدة نقاط.

ما يزيد الطين بلة أن عناصر «داعش» الكامنة فى الداخل، والذين لم يتمكنوا من الانخراط فى معسكرات التدريب فى الغرب أو من المشاركة فى الحرب السورية، يتحينون الفرصة وينتظرون نقل المعركة إلى «أرض الكنانة».. هؤلاء ليسوا قلة، فكل من تم شحنه من شباب الإخوان بنيران الكراهية والانتقام والثأر جاهز للانفجار.

الأسبوع الماضى صدر عما يسمى الهيئة الشرعية لجماعة الإخوان دراسة فقهية تؤصل لممارسة العنف والقتل واستهداف كل من ينتسب للنظام الحاكم، الدراسة المنشورة على إحدى المواقع الإخوانية شددت على ضرورة مواجهة النظام بكل الطرق، معتبرة أن ذلك واجب شرعى، مطالبة انصارها بـ«عسكرة الثورة».

تلا دراسة الهيئة، بيان صادر عن عدد من شباب الجماعة بسجن مزرعة طرة أعلنوا فيه تبنيهم لـ«نداء الكنانة» الذى «شرعن» قتل كل من شارك ودعم نظام 30 يوينو، وطالبوا فيه «إخوانهم فى الميادين بالمقاومة والثأر حتى لو حدثت بعض الخسائر»، رافضين أى حديث لقيادات الجماعة عن الصفح والمصالحة أو التفاوض والمراجعات.. البيان كشف مدى استهانة الشباب باستمرار وتماسك التنظيم الذى تربوا على التعبد إلى الله بالحفاظ عليه، ولوحوا بالتضحية به «إذا عجز فى لحظة من اللحظات أن يخدم أهداف الثورة»، بحسب نص البيان.

إذن الطريق إلى «تدعيش» ما تبقى من شباب الجماعة يتم التمهيد له بدراسات فقهية وبيانات صادرة من السجون وممن يرونهم علماء بالخارج.. والتضحية بالتنظيم الذى مر على تأسيسه أكثر من 80 عاما فى ظل الصراع الدائر بين شبابه وشيوخه، ليس أمرا مستبعدا، والاستعداد للانخراط فى مليشيا مسلحة مرتبطة بداعش أو غيرها ينتظر ساعة الصفر، فهل يدرك النظام الحاكم وأجهزته عواقب ما يجرى؟، وهل يُفتح الباب أمام من يريد أن يعود لممارسة حياته دون ملاحقة أو محاكمة طالما لم تلطخ يداه بالدم؟.. أم تستمر سياسة التضييق والخنق.. فتفتح «بوابة جهنم» وحينها نبدأ رحلة بحث قد يطول عن طوق نجاة.

 


محمد سعد عبدالحفيظ
saadlib75@gmail.com

التعليقات