بعد غيابه فى السجون الإسرائيلية، لمدة ٢٣ عاما، يلتقى بأمه لأول مرة، وجدها قعيدة ولكن حضنها لم يتغير، فما زال فيه الدفء والحنان، لقد أخذت السنون منها مأخذًا، آه من الفراق، وآه من عظمة الكفاح.
كان كلما عاد إلى منزله أهدى زوجته الشابة وردة حمراء، لم يقطع عادته أبدًا معها حتى اعتقل، محمد زايد اعتقله الإسرائيليون بعد زواجه بعدة أشهر وأفرج عنه فى الصفقة الأخيرة فوجد ابنه بلغ العشرين عاما، أهدى زوجته الصابرة وردة حمراء مجددا عهده معها، قبَّل ابنه ومدح زوجته العظيمة «امرأتى أصيلة كريمة ربت ابنى حتى صار شابًا صالحًا».
فى الوقت الذى يهلل ويفرح قرابة نصف مليون فلسطينى يسيرون على أقدامهم نحو شمال غزة وهم يكبرون وينشدون الأناشيد يبكى الجنود الإسرائيليون وهم ينسحبون من محور نتساريم حيث كانوا يظنون أنهم مخلدون هناك، وسيبنون المستوطنات هناك كما وعدهم بن غفير العنصرى المتعطش للدماء، هؤلاء عطشى لدماء العرب وأوطانهم.
«عائدون» هى أجمل كلمة أمل يعيش على وقع آمالها الفلسطينيون، واسم «العودة» يطلقه الفلسطينيون على كل شىء، على المدارس والجامعات والطرق والمستشفيات، وهل يستوى صاحب الأرض واللص المجرم؟.
فى الطريق إلى شمال غزة، ورغم طول ووعورة الطريق، كانت هناك سيدة مسنة يجرها ولدها على كرسى متحرك وهى تزغرد منشدة أغنية فلسطينية «يا حلالى ويا حالى بدى أرجع على دارى» وأخرى تقول «أحلى فرحة عودتنا لدارنا ومخيمنا، الحمد لله، آه ما أحلى الرجوع إلى الوطن، ما أغلى الدار حتى لو كانت محطمة».
فى طريق العودة إلى شمال غزة هناك شاب حمل والده المسن على ظهره وسار به رغم طول ووعورة الطريق، ما أجمل العودة تحت ظلال بر الوالدين.
سيدة تجرى نحو شمال غزة فى فرحة كبيرة ومن فرحتها الشديدة أسرعت فسقطت ابنتها التى تجرها على الأرض، الكل يردد الحمد لله، الفرحة كبيرة.
شعب أيرلندا شجع الروسى المسلم عثمان نور محمدوف ضد مواطنهم الأيرلندى لأن عثمان يشجع أهل غزة ضد العدوان الصهيونى، امتن نور لذلك وقال «نحن نحب أيرلندا وشعبها لأنكم دعمتم شعب فلسطين» شهد المباراة وتابعها 7 ملايين متابع، كلهم شجعوا البطل الفائز عثمان، الحقيقة أن أيرلندا ضربت أعظم المثل فى نصرة قضية فلسطين حتى إنها طردت السفير الإسرائيلى ومنحت مبنى السفارة لمتحف فلسطين، سلام على الأحرار، وتحية للمصارع العظيم عثمان نور وأساتذته وزملائه.
وثقت فيديوهات كثيرة عمليات سرقة الجنود الإسرائيليين للنقود والذهب من بيوت غزة، وبعضها وثق تفجير المنازل الفارغة، وإنزال مئات الألغام ووضعها فى منازل ليس فيها أحد ولا تمثل خطرا عسكريا، وأخرى توثق تحطيم الجنود للأثاث فى البيوت، وأخرى وهم يعذبون الأسرى المدنيين، كل ذلك صوره الجنود الإسرائيليون بأنفسهم ولزملائهم، وهم يضحكون بهستيريا مجنونة، إنهم يدينون أنفسهم بأنفسهم وخاصة أنهم وضعوا الصور على منصات التواصل الاجتماعى، الجيش الإسرائيلى لا يعرف الأخلاق ولا القيم ولا الانضباط العسكرى، وذلك بشهادة خبراء عسكريين من دول كثيرة وكذلك جنرالات متقاعدين إسرائيليين، الجيش الإسرائيلى وإسرائيل نفسها رسبت أخلاقيا أمام العالم كله.