هذا العنوان الغريب ينطبق على جميع الظروف التى تحيط بفيلم اليوم، بل نحن أمام أكثر من فيلم سواء فى السينما المصرية أو الأمريكية، أولى المضحكات أن عناوين الفيلم على الشاشة تشير إلى أن الكاتب هو عبد العزيز سلام وأن النص مقتبس من الكاتبة الأمريكية كاترين كوك، وهو ما يعنى أن سلام قد رجع الى النص المسرحى الأمريكى واقتبسه، والحقيقة أن الفيلم المصرى مقتبس من فيلم أمريكى جرى إنتاجه 1959، وبالرجوع الى عناوين هذ الفيلم سنجد أن اسم كاترين كوك غير موجود بالمرة على الشاشة وأن المؤلفين الثلاثة على التوالى كلود ماجنير، جاك فيلفريد، جان جيرولت، أى إن سلام لم يكن أمينا حتى فى نقل اسم المؤلفين الأساسيين، وهم ــ كما نرى ــ كتاب غير معروفين فى المسرح الأمريكى، والدليل أن مجدى حافظ مخرج فيلم اليوم هو واحد من الذين قدموا أفلاما ضعيفة فى السينما المصرية أغلبها مقتبس، منها مطاردة غرامية، الفيلم الذى نتحدث عنه منقول بشكل أقرب الى التطابق من النص الأمريكى الذى قام ببطولته كل من جلين فورد وديبى رينولدز، وقد حكى الفيلم الأول عن مخرج تليفزيونى متزوج حديثا وفى شهر العسل يجد نفسه وقد قتل شخصا غريبا لا يعرفه فيضطر أن يدفنه فى حديقة الفيلا التى يقيم بها مع عروسه ويواجه العديد من المتاعب عندما تتلف الوصلات الخاصة بمياه الرى ويصبح كل همه هو إخفاء الجريمة وقد قام عبد العزيز سلام بإضافة موضوع الثأر حيث يأتى العم من الصعيد ويبلغ المخرج أن عليه ان يتفادى ابن القرية الذى سيأتى ليقتله انتقاما لأسرته أى أن موضوع الثأر مناسب أكثر فى الفيلم المصرى الذى لم يكن أبدا جذابا مثلما حدث فى الفيلم الأمريكى، وهناك نقاط تشابه بين الفيلمين، ففى نهاية الخمسينيات عمل جلين فورد أمام ديبى رينولدز أكثر من مرة، وفى بداية الستينيات كانت سعاد حسنى نجمة جديدة عملت أيضا أمام أحمد مظهر فى أكثر من فيلم وأذكر أنها قد كشفت مفاتنها وهى فى المطبخ كما لم يبدُ منها بعد ذلك، وهذا المشهد موجود حتى الآن.
معذرة للقارئ أننا نكتب عن فيلم قليل القيمة، كثير النجوم لكن السبب الآخر هو أن السينما الأمريكية لم تلتفت الى هذه القصة سوى مرة واحدة فقط، أما السينما المصرية فقد قامت بإعادة اخراج هذه القصة مرة أخرى بعنوان جريمة إلا ربع عام 1990 إخراج يس إسماعيل يس، بطولة فؤاد المهندس وشويكار بعدما نالت منهما السن، علما بأن هذا المخرج قد دأب طوال حياته على اقتباس القصص البوليسية الساذجة وتحويلها الى أفلام قليلة القيمة، كما أنه كان فى بعض الأحيان يقوم باقتباس نفس القصة مرتين فى عام ويبيعها الى أكثر من منتج ثم يقوم بإخراجها، وفى فيلم جريمة إلا ربع لم يكن هناك نجوم كبار سوى الثنائى الذى دهمته السنون فخلا العمل من الضحك، ورأينا المخرج التليفزيونى وقد وقع فى براثن القلق، وهو الحائر فى دفن الجثة بأرض الحديقة، فى الفيلم الأول كان المخرج التليفزيونى نوعا جديدا من البطل الذى تعرفه السينما، باعتبار أنه 1960 تم إنشاء التليفزيون المصرى وما لبثت الدراما دخلت حياة الناس، اما فى عام 1990 فكان قد مر ثلاثون عاما على هذ التاريخ، ويبدو أن الشيخوخة قد كست أجواء السينما المصرية التجارية، ليس لدى كناقد ما أقوله إلا أن أضع فى هذا العمود المزيد عن فيلم يعرض كثيرا على القنوات الفضائية ونستمتع فيه بالمقام الأول ببساطة نجومه ومنهم عبد المنعم إبراهيم ومحمد رضا وميمى شكيب وسعيد خليل وآخرين.