توفي اللورد جاكوب روتشيلد، الممول وعميد عائلة روتشيلد المصرفية، عن عمر يناهز 87 عامًا، وفي بيان يوم الاثنين، وصفت عائلته اللورد روتشيلد بأنه "ذو حضور بارز في حياة الكثير من الناس".
بدأ حياته المهنية في بنك العائلة NM Rothschild & Sons، قبل أن يبدأ صندوق إدارة الثروات الخاص به. وكان معروفًا أيضًا بأعماله الخيرية.
كما شارك أيضًا في تأسيس مجموعة جي روتشيلد للتأمين، التي أصبحت الآن سانت جيمس بليس، في عام 1980. ومن بين أدوار أخرى وشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة ما كان يعرف آنذاك بتلفزيون بي سكاي بي.
وفي القطاع الثقافي كان رئيسًا لمجلس أمناء المعرض الوطني بلندن ورئيسًا لصندوق تراث اليانصيب الوطني.
تزوج جاكوب روتشيلد منذ أكثر من 50 عامًا من سيرينا، التي توفيت عام 2019. ولديهما أربعة أولاد، هانا، وبيث، وإيميلي، ونات، والعديد من الأحفاد.
ما هي عائلة روتشليد؟
ويعد جاكوب امتدادًا لعائلة روتشليد أشهر الأسر المصرفية الأوروبية، التي مارست لمدة 200 عام تأثيرًا كبيرًا على التاريخ الاقتصادي، وبشكل غير مباشر، على التاريخ السياسي لأوروبا، بحسب الموسوعة البريطانية.
أسس العائلة، ماير أمشيل روتشيلد في القرن الثامن عشر، ونمت العائلة إلى امبراطورية اقتصادية ذات مكانة بارزة في عهد أبنائه الخمسة: ناثان ماير، وجيمس ماير، وسالومون ماير، وكارل ماير، وأمشيل ماير، حيث كان يعتقد ماير أمشيل أن إبقاء الشركة في نطاق العائلة يضمن نجاحها في المستقبل.
قامت عائلة روتشيلد باستثمارات مربحة وبات لها سمعة في الإدارة المالية في جميع أنحاء أوروبا. وأصبحوا روادًا في تطوير التمويل الدولي، وكان لهم فروع في لندن وباريس وفيينا ونابولي، بالإضافة إلى موطنهم الأصلي فرانكفورت.
من شركة صغيرة تعمل في تجارة السلع والعملات الأجنبية، طورت عائلة روتشيلد أنشطتها التجارية لتشمل الخدمات المصرفية التجارية والخاصة، وإدارة الأصول، وعمليات الدمج والاستحواذ والديون السيادية.
حافظت عائلة روتشيلد على نفوذها المالي حتى اليوم. وتستثمر أموالها في مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل الجسور والأنفاق والسكك الحديدية. ولعل من أبرز مشاريعها هي تمويل شراء بريطانيا لأسهم في قناة السويس.
في وصيته، ترك ماير روتشيلد تعليمات صارمة بأن الألقاب والممتلكات لا يمكن أن تنتقل إلا من خلال الورثة الذكور، مما شجع الزواج بين أفراد الأسرة.
وتقول بعض المصادر إن عائلة ورتشليد هي أغني عائلة في التاريخ، حيث كانت تمتلك ثروة تترواح بين 500 مليار دولار إلى 1 تريليون دولار، ويقال إنها تتبرع بملايين الجنيهات الاسترلينية للقضايا اليهودية والتعليم والفن، وفقًا لأسوشيتد برس.
امتلكت العائلة أكبر ثروة خاصة في العالم خلال القرن التاسع عشر، حتى في تاريخ العالم الحديث، لكن ثروة العائلة تراجعت خلال القرن العشرين وانقسمت بين العديد من الأحفاد، الذين لم يبق منهم سوى عدد قليل من المليارديرات بشكل فردي.