جابر بن حيان.. ماذا قال علماء العرب والغرب والمستشرقين عنه بعد التشكيك في وجوده؟‬ - بوابة الشروق
الأربعاء 3 يوليه 2024 4:47 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جابر بن حيان.. ماذا قال علماء العرب والغرب والمستشرقين عنه بعد التشكيك في وجوده؟‬

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 1 يوليه 2024 - 4:31 م | آخر تحديث: الإثنين 1 يوليه 2024 - 4:31 م

أثار الداعية الكويتي، عثمان الخميس، حالة من الجدل والسخرية في العالم العربي والإسلامي بعد تصريحاته حول وهمية شخصية جابر بن حيان‬⁩.

وقال الخميس، خلال فيديو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي: "جابر بن حيان لا يهمنا كشخص بل يهمنا كعلم، هناك من يثبت أن هناك شخص اسمه جابر بن حيان، وقال أحدهم أنه أحد طلاب جعفر الصادق، والبعض يقول أنها شخصية خيالية ولا يوجد أحد اسمه جابر بن حيان".

وتابع: "من خلال اطلاعي لا يوجد شخص اسمه جابر بن حيان، خاصة أن الكتب التي تنسب إليه يدعى أنها تنسب إلى جعفر الصادق، وكلها علوم لم يكن يتعاطاها العرب في ذلك الوقت، مما يدل على عدم ثبوت ذلك الشخصية".

وأضاف: "لم نجد عن جابر بن حيان إلا مجرد دعاية، من هو جابر وأين كان يسكن، هل كان مسلم، على كل حال هو شخصية مختلف في وجودها".

ولكن، لماذا يشكك البعض في وجود جابر بن حيان؟ وماذا قال عنه علماء العرب والغرب؟
الداعية الكويتي، عثمان الخميس، ليس الأول الذي يثير حالة من الجدل والسخرية في العالم العربي والإسلامي بعد تصريحاته حول وهمية شخصية جابر بن حيان‬⁩.

فوفقا لصحيفة البيان الإماراتية، فبالرغم من التركة العلمية التي خلَّفها جابر، جعلته مستحقاً الريادة في علم الكيمياء، إلا أنها هي ذاتها التي أثارت الشكوك في ضخامتها وفي شخصيته أيضاً، حتى أنكر بعض الكتَّاب وجوده، ورأى فريق أنه شخصية حقيقية غير أن ما صنَّفه أقل بكثير مما نُسب إليه.

ابن النديم.. مؤلفاته أعظم مما هو شائع

إلا أن المؤرخ وكاتب السيرة العراقي ابن النديم، رد على تلك المزاعم في كتابه الشهير "الفهرست"، الذي جمع فيه كل ما صدر من الكتب والمقالات العربية في زمنه وكتب الأديان والفقه والقانون وعن مشاهير الملوك والشعراء والعلماء والمفكرين، حيث أثبت أن بن حيان له حقيقة، وأن مؤلفاته أعظم مما هو شائع ومشهور.

وأكد أن جابر بن حيان يبقى، بشهادة علماء الغرب قبل العرب، أولَ من علّم الكيمياء، وأكبر دليل على ذلك أن كثيراً من المصطلحات التي وضعها ما زالت مستعملة في مختلف اللغات الأوروبية.

ابن خلدون..إمام المدونين

وقد وصفه ابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع وواضع أصول فلسفة التاريخ، في مقدمته بقوله: "إمام المدونين جابر بن حيان، حتى إنَّهم يخصونها به فيسمونها علم جابر".

أبو بكر الرازي.. أول رائد للكيمياء

 


وقال عنه العالم أبو بكر الرازي، أبو الطب البشري الحديث، في كتابه "سر الأسرار": "إن جابرًا من أعلام العرب العباقرة وأول رائد للكيمياء"، وكان يشير إليه باستمرار بقوله: "الأستاذ جابر بن حيان".

فرانسيس بيكون.. أول من علم الكيمياء للعالم

 

وقال عنه الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون، أحد أشهر الفلاسفة والكتاب الإنجليز، الذي عرف بقيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة القائمة على "الملاحظة والتجريب": "إنَّ جابر بن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم؛ فهو أبو الكيمياء"

العالم الفرنسي.. أرسطو الكيمياء

 

كما قال عنه العالم الكيميائي الفرنسي مارسيلان بيرتيلو، الذي يعرفه البعض بأحد أعظم الكيميائيين على مدى التاريخ: "إنّ لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق"، وفقا لتقرير سابق لموقع الموسوعة التاريخية للدرر السنية السعودي.

بول كراوس يجمع مختاراته

 

ويُنسب إلى جابر العديد من الإسهامات العلمية التي أسست علم الكيمياء، وغيرها التي أثرت شتى العلوم، وبلغ مجموع مؤلفاته نحو 3000 مخطوطة تُرجم بعضها إلى اللاتينية، وجمع كثيراً منها المسعرب النمساوي بول كراوس في كتاب "مختار رسائل جابر بن حيان".

وأورد في كتابه لائحة تضم أسماء جميع مؤلفات جابر بن حيّان، فبلغ عددها ما يقرب من ثلاثة آلاف عنوان بقي منها مئتان وخمسون إلى اليوم، وقد تبين له عند مقارنة أعمال جابر بما وصل إليه قدماء اليونانيين في علم الكيمياء، أن جابراً امتاز بالميل إلى النواحي العملية والتجريبية، معتمداً على التفكير المنطقي، بعيداً عن الشعوذة والخوارق، وأنه استطاع الحصول على مركّبات كيميائية لم يعرفها غيره من قبل.

المستشرقون وجابر بن حيان

 

وذكرت دراسة أعدتها هيئة الموسوعة العربية التابعة لرئاسة الجمهورية العربية السورية، أن بعض المستشرقين، اطلعوا في منتصف القرن الماضي، على مخطوطات محفوظة في المكتبات الأوربية، وهي تضم مؤلفات في علم الكيمياء، مدونة باللغة العربية وتحمل اسم جابر، وأخرى مدونة باللغة اللاتينية، وتحمل اسمه أيضا.

وكان من أوائل هؤلاء المستشرقين، العالم الألماني كوب، الذي قام بدراسة بعضها، ثم حرّر عدة مقالات في تاريخ الكيمياء، منذ عام 1869، وتكلّم فيها عن حياة جابر بن حيان، وعلى مؤلفاته التي اطلع عليها.

بعض مؤلفاته منسوبة لإكسابها شهرة

 

وجاء بعده العالم الفرنسي برتوليه، فصنّف كتاباً في تاريخ الكيمياء بالقرون الوسطى، نشره عام 1898، واهتم فيه، بصورة خاصة، بالعلاقة القائمة بين مؤلفات جابر بن حيّان العربية وكتبه باللاتينية، إلا أنه أشار إلى وجود اختلاف بينهما.

وفي عام 1923، نشر المستشرق الألماني روسكا بحثاً عن جابر بن حيّان، تكلم فيه على محتوى ثلاثة مؤلفات له هي: كتاب "الرحمة الصغير" وكتاب "الموازين" وكتاب "الملك"، وعدّها من الكتب المزيفة، والمؤلفة في وقت لاحق من ظهور جابر بن حيان.

وقال إن بعض المؤلفات اللاتينية المنسوبة لجابر ربما أُلفت من قِبَل مؤلف مجهول، في منتصف القرن الثالث عشر، وقد نسبها لجابر بن حيان ليكسبها أهمية وشهرة.

هولميارد يكشف منزلته في تاريخ الكيمياء

 

إلا أن المستشرق البريطاني إرك هولميارد، الأستاذ في كلية كليفتون بريستول، درس مؤلفات جابر بن حيان، وترجمها، وكان له الفضل في كشف منزلته في تاريخ الكيمياء على النطاق العالمي، منذ عام 1923م، فصنفه في زمرة بويل، وبريستلي، ولافوازية، وهم أشهر من أسس علم الكيمياء الحديث.

كما أشار إلى أن جابر بن حيان كان إضافة إلى ذلك فيلسوفاً وطبيباً وفلكياً مرموقاً، حيث قان هولميارد بتحقيق أحد عشر كتاباً من مؤلفات جابر المهمة، ونشرها في باريس عام 1928م.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك