أطلقت الجمعية المصرية للأوتيزم حملة التوعية هذا العام بعنوان "متلخصنيش في كلمة" بمناسبة اليوم العالمي للتوحد الموافق 2 أبريل من كل عام، وذلك خلال مؤتمر أقيم بفندق فيرمنت نايل سيتي، مساء أمس، تحت رعاية الشروق وعدد آخر من الرعاة، بحضور وزيري التعليم والتضامن الاجتماعي وفنانين ونواب برلمان وشخصيات عامة.

وقدم عدد من مرضي التوحد، فقرات غنائية ومقطوعات موسيقية لأغاني "نسم علينا الهوي" و "أهواك"، وألقي كلمة الافتتاح أيمن صبور، 16 سنة وسباح وأحد مصابي التوحد: " أشكركم علي وجودكم وعلي مساعدتنا، بس احنا محتاجين اهتمام أكبر وساعدونا".

وقال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن مقياس حضارة الشعوب ليس فقط في المباني الفارهة والشوارع العظيمة وإنما في فهم الاختلاف بين الناس واحترام وتقدير الآخر، والعمل عليه في يوم مثل هذا يؤكد العمق والحضارة الخاصة بنا، ووجود شخصيات مبهرة تتعامل مع الأطفال وتحافظ عليهم وترعاهم، فالجميع يستحق التقدير علي احترام هذا اليوم.

وكشف شوقي في كلمته، عن استعداد وزارة التعليم للعمل في مشروع يعيد لمصر قوتها الناعمة الثقافية من خلال القيام بتنظيم شهر عن تذوق الجمال وشهر آخر عن تربية الأطفال واحترام الاختلاف ومواضيع كثيرة نتحدث فيها كل شهر، بحيث يكون محرك للمجتمع ككل حول هذا الشئ بعيدا عن الحوادث والكوارث، والتفكير في أمور مهمة، موضحا أن اليوم العالمي للتوحد يوم مهم جدا، وتوجد في الوزارة وحدة وإدارة للتربية الخاصة تقوم بمجهود كبير.

وأكد شوقي علي أنه في إطار ما تقوم به مصر في رعاية أبنائنا الذين يعانون من أي نوع من الصعوبة فى التعلم أو الحركة أو أي أشكال مختلفة من الإعاقة، الاتاحة التي حققتها الوزارة لدمجهم حتي بلغ عدد الطلاب المدمجين في التعليم العام ما يقرب من 20 ألف طالب تعليم عام وفني، داعيا الجميع بتقديم خدمات اجتماعية ونفسية وتربوية التي تخدمهم لأنهم أطفال موهوبين ومجرد اختلاف في أمور بسيطة جدا إنما ممكن يصبحون أكثر موهبة ممن نعتقدهم طبيعيين.

وتابع: لدينا 1082 طالب وطالبة بالتعليم العام والفني مصاببين بالتوحد "الاوتيزم" ويحتاحوا رعاية أكثر، وفي الخطة القريبة جدا سنهتم بهم أكثر وإعطائهم الوقت الكافي للتعلم، وتعليم الأطفال كيفية التعامل معهم دون إختلاف أو جرح لمشاعرهم وحياة كريمة لهم، مقدما الشكر للجمعية المصرية للأوتيزم علي الجهد الكبير الذي تقوم به.

وقال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، أن الأطفال أمانة في رقابنا جميعا وفي قلوبنا ولابد أن نبذل أقصي جهد من أجلهم وهم جزء من المجتمع، مضيفا: "حفيدي نفس الحالة، وسعيد به جدا وفخور به جدا، وأرجو الاهتمام بهم في المدرسة، ومش عايزين الطفل يعاني أكثر ما بيعاني من الوحدة".

وأوضح مميش أن "حفيدي بطل سباحة وبيتقدم للطبيعة إن شاء الله"، مؤكدا أن وزارة التربية التعليم عليها جهد كبير في هذا الأمر، قائلا: "هؤلاء الولاد لازم نتباهي بيهم، وبقول لكل واحد عنده حالة توحد شجعها واحميها بقلبك وعنيك، والمجتمع لازم يحتضن المتوحد"، لافتا إلى أن الدولة اقتحمت المشاكل لعلاج فيرس سي، وقناة السويس عندما تم اضاءتها باللون الأزرق جميع السفن التي تمر عليها من مختلف دول العالم يقولون: "مصر بلد محترم".

واقترح الشيخ عمرو الورداني ممثل دار الافتاء، تسمية الاحتفالية بيوم الكرامة" التي لا يحب أن يكون فيها تمييز، ولابد أن نربي أبنائنا علي أن اي شخصي يختلف معي لا انتقص منه، وتابع: إذا أردنا استرداد الإنسانية فلا نحتاجهم أن يعودوا الي رحم أمهم ولكن من خلال"الرحمة"، قائلا: "ألا تنتقصوا من هم سبب في نزول الرحمة عليكم".

وأكد الورداني "نحتاج نسمع اللي هما بيسمعوه، والصمت يولد الفكر لدي الانسان ولهم قدرات خاصة، عندما يتكلم مريض التوحد سيقول حكمة ونستفيد منهم".

وقالت الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الإجتماعي، أن الإهتمام بذوي التوحد يجعلنا أفضل وأكثر نضجا وفهما ورحمة وعدلا، موضحه أن وزارة التضامن أطلقت استيراحية للإعاقة أحد معالمها توعية الناس.

وأضافت وزيرة التضامن أن الأسرة والمجتمع المدني سبقوا الحكومة والدولة، ونحن دولة لديها مشاكل كثيرة في التعليم ومشاكل أكبر في الدعم، والمسؤولية الأولي هي الدمج في التعليم، وتابعت: "عندنا 90 مؤسسة مجتمع مدني وهناك جهد كبير منهم لرفع الوعي ومساندة الأهالي، ونحن كدولة نشجع مزيد من المؤسسات وندعمها وندعم جميع مبادرتها.

"في أم قالتلي مقدرتش أساعد ابني غير لما فهمت هو عايز ايه وتفهمت"، تضيف وزيرة التضامن: "كل أولادنا المصابين بالتوحد من حقهم يكونون سعداء ولهم حق الحياة ونستوعبهم ونتعلم منهم وعلمهم أنهم يكونوا حاسين بالأمان معنا، ولديهم حساسية وبالتالي دورنا نشجع ولادنا يتعاملون معهم وأكثر قبولا للآخر"، مؤكدا أن هذا الأمر رحلة إيمان وهو أن الواحد يؤمن أن ربنا رحيم وعادل في كل ابتلاء، ورحمة كبيرة أن يكون لدي ابن مختلف، مقدمه الشكر لمؤسسات المجتمع المدني، مشيره إلي أن طلبات الجمعية المصرية للأوتيزم حق، ونتعهد في الحكومة أننا لحق بالمجتمع المدني.

وأعلنت والي أن وزارة التضامن تضيء مقرها الرئيسي باللون الأزرق خلال شهر أبريل الجاري، وذلك في إطار المشاركة في حملة واسعة أطلقتها الوزارة للتوعية بمرض التوحد -الأوتيزم- وتضامنا مع اليوم العالمي للتوعية بهذا الاضطراب، مؤكده علي الاستمرار في دعم الأسر ليس تحرص علي عدم انعزال أبنائها ودمجهم في المجتمع، خلق فرص عمل تناسب ذوي التوحد واعطاءهم حقهم في حياة متساوية وكريمة والاستفادة من طاقاتهم ومواهبهم.

وأشارت الفنانة هالة صدقي إلى أن التربية في المدارس خطأ للأسف، والتعليم كان مجرد شهادة، مؤكده أن أصحاب التوحد لديهم طاقات إيجابية كبيرة ويجب الاستفادة من قدراتهم، وأضافت: "أغلب الشعب للأسف ميعرفش التوحد"، لافته إلي دور الإعلام الهام والتربية والتعليم في احترم وتقبل الآخر، مستدركه: "للأسف الأهالي لديهم ممكن قلة ثقافة أو تعليم أو خبرة، ولكن اوعدكم ههتم جدا اعلاميا بهذا الأمر".

وقالت طالبت الدكتورة إيمان جابر ممثلة عن الصحة النفسية، وزير التربية والتعليم بتشكيل لجنة علمية تضم أطباء متخصصين لدعم إتخاذ القرارات الخاصة بمرضى التوحد، إضافة إلي لجنة تضم كافة الوزارات تكون مهمتها الدعم الفني، قاءله: " لو في تعليم يقدم للأطفال لازم يراعي أمور كثيرة ويكون في رقابة علي الأماكن التي تقدم الخدمات".

وقالت داليا سليمان رئيس الجمعية المصرية للأوتيزم، إنهم قرروا تسمية الحملة هذا العام بـ"متلخصنيش في كلمة"، مضيفة أن في الأعوام السابقة استطاعت الجمعية التسهيل على مرضي التوحد من خلال تسهيل إجراءات الإعفاء من الخدمة العسكرية ومناهج للتوحد، وإنشاء وحدة في كل محافظة في مصر قريبا، ومنهج بصري لمناهج المرحلة الابتدائية وهذا ساعدهم في الوصول لنتائج أكاديمية كبيره، ووضعنا مصر في الخريطة العالمية للأوتيزم بناء علي الحملات وغيرها.

وطالبت رئيس المصرية للأوتيزم، وزارة التضامن بتسهيل إجراء كارنية للتوحد للتسهيل عليهم، إضافة الي المساهمة لعمل أكاديمية لتدريب الكوادر والمدرسين، وتفعيل قانون الـ5%، وتابعت: "على وزارة التعليم أن تراعي مرضي التوحد، خاصة أن مدارس الدمج التي تتطلب إجراء اختبار للأطفال، كان يجري الإختبار في حوش المدرسة والـ20% من مرضي التوحد لديهم صرع وبالتالي صعب أن أتركهم في الحوش"، وأضافت: "قانون الدمج الأساسي كان موجود فيه إعفاء ولغة واحدة لهم ولكن اتلغي، كما يجب توضيح نوعية الإمتحانات لهم".

كما طالبت وزارة الصحة بعمل إجراءات روتينية للكشف المبكر في الوحدات الصحية وتغيير اختبار الذكاء في التأمين الصحي، بينما طالبت وزارة التعليم العالي بإنشاء كليات ملائمة لذوي التوحد ليس في كلية الآداب فقط، وعلي وسائل الإعلام المساهمة في توصيل الحملات التي نقوم بها للناس، مطالبة رئيس الجمهورية باستمرار مشروع رعاية أطفال مصر.