شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هجوما استباقيا على قاضي المحكمة العليا بنيويورك والمدعي العام لمنهاتن، قبل يوم من بدء محاكمته في قضية شراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، عن علاقة غير شرعية جمعت بينهما، والتي تمثل سابقة تاريخية في الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية، أن ترامب قال لمستشاريه والمقربين منه إنه "مستعد لتصعيد الهجمات ضد المدعي العام في مانهاتن ألفين براج، بعد أن وجهت إليه هيئة محلفين لائحة الاتهام في قضية شراء صمت دانيلز".

ونقلت عن مصدرين مقربين من ترامب أنه تعهد خلال اجتماعات عقدها مع مستشارين ومقربين منه، بشن هجوم على براج، قائلا: "لقد حان الوقت لتخويفهم سياسيا".

وكان ترامب قد أشار بالفعل إلى أنه سيلاحق براج، قبل أسابيع من تسليم هيئة المحلفين الكبرى لائحة اتهام ضده، قائلا عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" إن لائحة الاتهام كانت ذات "دوافع سياسية بحتة"، ووصف براج بأنه "مختل عقليا".

وهاجم ترامب في سلسلة من المنشورات عبر "تروث سوشيال"، قاضي المحكمة العليا في نيويورك، خوان ميرشان الذى سينظر في القضية، قائلا إن ميرشان "اتهم ظلما" المدير المالي السابق لمنظمة ترامب، ألين فايسلبيرج.

وقضى فايسلبيرج حاليا منتصف مدة عقوبة بالسجن لمدة 100 يوم في مجمع سجون جزيرة رايكرز بعد أن أقر بأنه مذنب في قضية تتعلق بالضرائب.

بدورها، وصفت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، القاضي ميرشان بأنه "محنك وصارم".

ونقلت عن مراقبون القول إن ميرشان "قاض صارم وعادل، بغض النظر عمن يمثل أمامه".

وبحسب "سي.إن.إن"، يعرف عن ميرشان أنه لا يتحمل الاضطرابات أو التأخير، كما قال المحامون الذين مثلوا أمامه، أنه يحافظ على سيطرته على قاعة المحكمة حتى عندما تحظى القضية باهتماما كبيرا.

ويعد ترامب أول رئيس أمريكي سابق يواجه اتهامات جنائية، وهو يخوض حاليا محاولة أخرى للوصول إلى البيت الأبيض.

من جهتها، قالت ستورمي دانيلز: "مهما كانت النتائج، فإنها (قضية ترامب) ستفجر العنف، وسيكون هناك قتلى ومصابون".

ويتمحور التحقيق حول تسديد مبلغ قدره 130 ألف دولار في العام 2016 لدانيلز، مقابل تسترها عن علاقة تقول إنها كانت قائمة بينها وبين ترامب قبل عقد من الزمن.

وأصر ترامب في أبريل 2018 على أنه لم يكن على علم بالمبلغ الذي قدم لدانيلز، لكن محاميه السابق كوهين قدم للكونجرس سلسلة من صور الشيكات، التي وقعها ترامب، والتي تعكس المدفوعات إلى كوهين التي قال إنها تعويضات عن الأموال التي قدمها، بما في ذلك اثنان على الأقل جاءا بينما كان ترامب في البيت الأبيض.

ومن المقرر أن يمثل الرئيس الأمريكي السابق أمام المحكمة في نيويورك، غدا الثلاثاء، لكن وضعه كمنافس على نيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة العام المقبل، سيضفي بلا شك مزيدا من المخاوف الأمنية والعملية حول الخطوات التالية في قضيته.