ذكرى رحيل نصر حامد أبو زيد.. لمحة من حياة المفكر التنويري الحالم بمستقبل أفضل - بوابة الشروق
الإثنين 8 يوليه 2024 7:56 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذكرى رحيل نصر حامد أبو زيد.. لمحة من حياة المفكر التنويري الحالم بمستقبل أفضل

نصر حامد أبو زيد
نصر حامد أبو زيد
محمود عماد
نشر في: الجمعة 5 يوليه 2024 - 6:16 م | آخر تحديث: الجمعة 5 يوليه 2024 - 6:16 م

تحل اليوم الموافق 5 يوليو ذكرى رحيل الكاتب والمفكر الكبير نصر حامد أبو زيد، والذي ولد في 10 يوليو عام 1943، ورحل في 5 يوليو عام 2010، هو أكاديمي مصري، وباحث متخصص في الدراسات الإسلامية ومتخصص في فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية.

نشأته وتعليمه

ولد نصر أبو زيد في إحدى قرى طنطا، ونشأ في أسرة ريفية بسيطة، وفي البداية لم يحصل على شهادة الثانوية العامة التوجيهية ليستطيع استكمال دراسته الجامعية، لأن أسرته لم تكن تستطيع أن تنفق عليه في الجامعة، لهذا اكتفى في البداية بالحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960م.

إلا أن طموحه لم يتوقف فدرس أثناء عمله إلى أن حصل على شهادة الثانوية العامة مما أهله لدخول الجامعة والدراسة فيها، وكانت دراسته في قسم اللغة العربية والفلسفة، ويقص أنه بكى لأنه نجح في السنة الأولى من دراسته الجامعية بتقدير جيد فقط، وولهذا انكب على الدراسة وأزاد من عزمه حتى أصبح ينجح بامتياز وكان الأول على زملائه، وحتى التخرج.

حصل نصر على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة 1972م بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1976م وأيضا بتقدير ممتاز، ثم دكتوراه من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1979م بتقدير مرتبة الشرف الأولى.

مسيرته العملية

عمل نصر حامد أبو زيد بعدد من الوظائف منها:

فني لاسلكي بالهيئة المصرية العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية 1961 -1972 م.

معيد بقسم اللغة العربية وآدابها، كلية الآداب، جامعة القاهرة 1972م.

مدرس مساعد بكلية الآداب، جامعة القاهرة 1976.
منحة من مؤسسة فورد للدراسة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة 1976-1977م.

مدرس بكلية الآداب، جامعة القاهرة 1982.

أستاذ مساعد بكلية الآداب، قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القاهرة بالخرطوم خلال الفترة من {1983-1987}م.

أستاذ مساعد بكلية الآداب، جامعة القاهرة 1987م.

منحة من مركز دراسات الشرق الأوسط، جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية 1978-1980م.

أستاذ بكلية الآداب، جامعة القاهرة 1995م.

جائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الإنسانية من جامعة القاهرة 1982م.

أستاذ زائر بجامعة أوساكا للغات الأجنبية باليابان 1985 - 1989م.

وسام الاستحقاق الثقافي من رئيس جمهورية تونس 1993 م.

أستاذ زائر بجامعة ليدن بهولندا بدءا من أكتوبر 1995 م.

جائزة اتحاد الكتاب الأردني لحقوق الإنسان، 1996م.

كرسي كليفرينخا Cleveringa للدراسات الإنسانية - كرسي في القانون والمسئولية وحرية الرأي والعقيدة- بجامعة ليدن بدءا من سبتمبر 2000م.

ميدالية «حرية العبادة»، مؤسسة إليانور وتيودور روزفلت 2002م.

كرسي ابن رشد لدراسة الإسلام والإنسانيات، جامعة الدراسات الإنسانية في أوترخت، هولندا 2002م.

وعندما قدم أبحاثه للحصول على درجة أستاذ تكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة بينهم الدكتور عبد الصبور شاهين الذي اتهم في تقريره نصر «بالكفر»، وحدثت القضية المعروفة التي انتهت بترك نصر الوطن إلى المنفي، منذ 1995 بعد أن حصل على درجة أستاذ، بأسابيع.

انضم إلى جبهة عبد الصبور شاهين كل من: محمد بلتاجي وأحمد هيكل وإسماعيل سالم، وقاموا بتأليف الكتب للرد عليه حوت تكفيرا له.

اشتباك نصر حامد أبو زيد مع تفسير القرآن
فاز الدكتور أبو زيد بجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر (تيمنا باسم الفيلسوف ابن رشد، 1126-1198، الذي أصبح بفلسفته جسرا ممتدا بين الثقافات) في 25 نوفمبر عام 2005، في معهد جوته برلين، من أجل إعادة قراءة معاني القرآن قراءة مستقلة عن التفسير التقليدي.

لقد طالب أبوزيد بالتحرر من سلطة النصوص وأولهـا القرآن الكريم الذي قال عنه: القرآن هو النص الأول والمركزي في الثقافة لقد صار القرآن هو نص بألف ولام العهد وقال أيضا: "هو النص المهيمن والمسيطر في الثقافة"، وطالب بالقيام بتفسير جديد للقرآن، تفسير مبني على معرفتنا وتقدمنا الثقافي في القرون الحالية، وقال: "فالنص نفسه - القرآن - يؤسس ذاته دينا وتراثا في الوقت نفسه وقال مطالبا بالتحرر من هيمنة تفسير القرآن على النحو القديم : "وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الإنسان في عالمنا، علينا أن نقوم بهذا الآن وفورًا قبل أن يجرفنا الطوفان".

قضية التفريق بين نصر وزوجته وتكفيره

أثارت كتابات الباحث المصري ضجة إعلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، واتُهم بسبب أبحاثه العلمية بالارتداد والإلحاد، ونظرا لعدم توفر وسائل قانونية في مصر للمقاضاة بتهمة الارتداد عمل خصوم نصر حامد أبو زيد على الاستفادة من أوضاع محكمة النقض التي يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، والذي وجدوا فيه مبدأ يسمى «الحسبة» طالبوا على أساسه من المحكمة التفريق بين أبو زيد وزوجته.

واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته قسرا، على أساس «أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم»، وباتت حياة الزوجان بعد ذلك في خطر، وفي نهاية المطاف غادر نصر حامد أبو زيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسي، القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، ليقيما هناك حيث عمل نصر حامد أبو زيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.

أعماله

لنصر حامد أبو زيد العديد من الأعمال الفكرية الهامة، ومنها: «الاتجاه العقلي في التفسير (دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة)»، وكانت تلك رسالته للماجستير، «فلسفة التأويل (دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي)»، وكانت تلك رسالته للدكتوراه في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية.

«مفهوم النص دراسة في علوم القرآن»، «إشكاليات القراءة وآليات التأويل» (مجموعة دراساته المنشورة في مطبوعات متفرقة)، «نقد الخطاب الديني»، والعديد من الأعمال الأهرى.

رحيله

عاد إلى مصر قبل أسبوعين من وفاته بعد إصابته بفيروس غريب فشل الأطباء في تحديد طريقة علاجه، ودخل في غيبوبة استمرت عدة أيام حتى فارق الحياة في صباح الإثنين 5 يوليو 2010 التاسعة صباحا في مستشفى زايد التخصصي، وتم دفنه في مقابر أسرته بمنطقة قحافة بمدينة طنطا بعد صلاة العصر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك