شريهان.. نجومية لا تنطفئ بالغياب - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 8:49 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شريهان.. نجومية لا تنطفئ بالغياب

كتب ــ أحمد فاروق:
نشر في: الأربعاء 5 ديسمبر 2018 - 6:05 م | آخر تحديث: الأربعاء 5 ديسمبر 2018 - 6:05 م

«الشروق» تنشر تفاصيل رحلة عودة «أيقونة التحدى» بعد 17 سنة علاج
* تؤكد أن عودتها المؤقتة للتمثيل رسالة شكر لكل مواطن تمنى لها النجاة من السرطان
* انتهت من تصوير مسرحية «كوكو شانيل».. وتطالب العدل جروب وdmc بإعلان موعد عرضها للجمهور
* زهدت حياة الشهرة مع بداية رحلة العلاج.. وأخفت أخبارها عن الإعلام حتى لا يراها أحد فى صورة غير التى اعتادها
* استأصلت أعصاب واستبدلت عضلة من الخد الأيمن فى جراحة استمرت 18 ساعة متواصلة.. وتتابع حالتها مع أطباء فى أربعة دول كل 4 أشهر

مرت 17 سنة كاملة على آخر ظهور فنى لشريهان فى فيلم «العشق والدم» عام 2002، قبل أن تعلن عن عودتها للساحة بمشروع ضخم مزيج بين المسرح والسينما، يبث على شاشة تليفزيون dmc، يضم 13 عرضا عن 13 سيدة تركت بصمة فى التاريخ، من بينهن «كوكو شانيل» الذى انتهت من تصويره بالفعل، قبل عدة أشهر، كاشفة فى تصريح لـ«الشروق» عن أنها شخصيا لا تعلم أسباب عدم عرضه حتى الآن، وتطالب شركة العدل المنتجة وقنوات dmc العارضة، بإعلان موعد عرض هذه المسرحية، التى كتبها مدحت العدل، وأخرجها هادى الباجورى.

بمناسبة عيد ميلاد ملكة الفوازير، الذي يحل يوم 6 ديسمبر من كل عام، تنشر «الشروق» تفاصيل انتصارها على السرطان فى رحلة امتدت 17 سنة، وقرارها بالعودة للتمثيل.

تقول شريهان عن عودتها بعد كل هذا الغياب: «عندما فكرت فى عودتى الفنية كان فقط من أجل تقبيل جباه الجمهور جميعا، فأنا أعيش معه ملحمة حب رائعة الصدق والحب والرقى والاحترام لم يحلم النجم بأعظم منها. وللحق يحملنى الجمهور مسئولية صعبة وأصعب من بداياتى الفنية، ولذلك العودة الفنية حقا مسئولية صعبة، فلابد وأن تَكُون بما يليق بى وبالجمهور وبالفن المصرى وبمهنتى ورسالتى الفنية التى احترمتها وما زلت أحترمها وبنفس القوانين والمبادئ والعشق والاحترام الذى تعاقدت بها معكم من قبل».

العرض الجديد الذى تستعد شريهان لتقديمه عن «بديعه مصابنى» من تأليف مريم ناعوم، وإخراج محمد ياسين، كما اختارت أن تكون «شهرزاد» الشخصية الثالثة التى تقدمها من حيث الترتيب مع المخرج محمد ياسين أيضا، وتأليف محمد أمين راضى.
لا تتوقف قائمة الشخصيات التى تريد أن تقدمها شريهان على المسرح، عند هؤلاء، وإنما تمتد فى مرحلة لاحقة إلى «مارى كوين»، و«حتشبسوت»، و«رابعة العدوية»، و«شجرة الدر»، و«انديرا غاندي»، و«سندريلا»، و«كارمن»، و«جريث كيلي»، «ايفا بيرون»، و«قطر الندى».

كانت إصابة شريهان بأحد أشرس وأندر أنواع السرطان ــ الغدد اللعابية ــ هو سبب بعدها عن الأضواء كل هذه السنوات، ورغم قدرتها على مواجهة هذا الابتلاء، بالإرادة والصبر واليقين والإيمان، فإنها لا تزال تعالج من آثاره حتى اليوم، حيث تتابع حالتها الصحية خارج مصر مع بروفيسور من فرنسا يدعى فيليب مينار، بالإضافة إلى متابعات فى أربع دول أخرى، كل 4 أشهر لفترة قصيرة وكل 6 اشهر لفتره أطول.

علمت شريهان بإصابتها يوم تكريمها بمهرجان الاسكندرية السينمائى عن آخر أفلامها «العشق والدم»، فاعتذرت عن عدم الحضور برسالة قصيرة أرسلتها للسيناريست ممدوح الليثى، تشكر فيها القائمين على المهرجان، وتطلب من الجميع الدعاء لها، لمرورها بأزمة صحية دون أن تكشف عن حقيقة ما أصابها. تم الإعلان عن طبيعة مرضها بعد ذلك بأيام.

خلال فترة العلاج، زهدت شريهان حياة الشهرة تماما. اتخذت قرارا بإخفاء أخبارها وصورها عن الإعلام، ليس فقط لأنها تتابع حالتها الصحية، ولكن لأنها كانت تخشى أن يراها جمهورها فى صورة غير التى اعتادها، فقبل أن تجرى جراحة استمرت 18 ساعة متواصلة، تم خلالها استئصال لأعصاب كثيرة، واستبدال عضلة من الخد الأيمن، كان قد تمكن المرض من جسدها ليصل وزنها إلى 39 كيلوجراما فقط، وبعد الجراحة ارتفع مرة أخرى إلى 117 كيلو.

خلال هذه الفترة اقتربت شريهان من الله أكثر، لدرجة أنها تقريبا كانت تعيش بين المستشفى الذى تخضع فيه للعلاج، وبين المسجد النبوى والحرم المكى، فارتدت النقاب أحيانا حتى لا تجرح من أحبها داخل المسجد، وأيضا حتى لا تجد فى أعين أحد نوعا من العطف والشفقة، فهى كما تؤكد دائما ترفض «شحاتة المشاعر».

تكشف شريهان: «خلال الفترة التى تغيرت ملامحى والتى استمرت حتى عام 2010، استدعيت الماضى، وحزنت على عدد الليالى التى كنت أخرج مجهدة من المسرح ولا أقف مع الجمهور فترة أطول لأستمتع بحبى فى قلبه، ولذلك أنصح النجوم بأن يستمتعوا بحب الجمهور، فهذه هى الثروة الحقيقة لكل فنان».

خلال خضوعها للعلاج الكيماوى أنجبت شريهان ابنتها الثانية «تالية القرآن» من زوجها رجل الأعمال علاء الخواجة، وهو الأمر الذى اعتبره الكثير من المعجزات، ولكنه لم يعد غريبا على سيدة استطاعت أن تقهر كل ما تعرضت له من أزمات، وتمتلك ارادة قوية، مكنتها من تحويل كل محنة إلى منحة.

لم تكن هذه الأزمة الصحية الوحيدة التى تجاوزتها شريهان، فلقد تعرضت لحادث بالطريق الصحراوى عام 1989 أصابها بكسر فى عمودها الفقرى، ولكنها بالعزيمة والإصرار عادت مره أخرى إلى الفن، ووقفت على خشبة المسرح الذى تعشقه بالمسرحية الاستعراضية «شارع محمد على».

محاولات إعادة شريهان للتمثيل لم تنقطع منذ 2010، وإنما كانت تتوقف قبل أن تكتمل، إما برفض من شريهان نفسها، أو لأسباب أخرى كما حدث مع مسلسل «دموع السندريلا» الذى كان من المقرر أن تعود به عام 2012، ولكن التجربة لم تكتمل لأسباب تتعلق بعدم الانتهاء من كتابة السيناريو فى الوقت المناسب لتقديمه.

لم تفقد شريهان نجوميتها رغم غيابها عن الأضواء كل هذه السنين، ولكن لم يكن يتوقع الجمهور، أن يجدها فى قلب ميدان التحرير وسط الحشود بداية من يوم 28 يناير 2011، لتعلن مشاركتها فى الثورة ضد نظام مبارك. كانت شريهان تفضل عدم الكشف عن هويتها، فتدخل الميدان وتخرج فى صمت، حتى التقطتها كاميرات الصحافة والتليفزيون، ورغم ذلك كانت مقلة فى إدلاء أى تصريحات إعلامية، لقناعتها أنها تشارك كمواطنة وليس كنجمة.

لم تتوقف شريهان عن الظهور فى الفاعليات السياسية طوال أيام ثورة يناير وفترة حكم المجلس العسكرى، بالإضافة إلى فترة حكم الإخوان التى أعلنت موقفها الرافض لاستمراره بالمشاركة فى حملة تمرد، ولكن مع إزاحة نظام الإخوان عن السلطة بثورة 30 يونيو اختارت مرة أخرى أن تعود لبيتها وتتوقف عن الظهور.

بالتوازى مع الثورة نشطت شريهان فى التواصل مع الجمهور، عبر حسابات رسمية على مواقع التواصل الإجتماعى، تطلع من خلالها متابعيها على آخر أخبارها، ووجهة نظرها فيما يجرى على الساحة، وتستغل هذه المساحة أيضا فى نشر صورها الجديدة التى يقابلها الجمهور فى كل مرة بانبهار شديد، لاحتفاظها بجمالها وأناقتها ورشاقتها رغم كل ما مرت به، فالزمن والمرض فشلا فى أن يغيرا صورة شريهان فى عيون جمهورها ومحبيها.

الانبهار بشريهان لم يتوقف عند الصور التى التقطت معظمها بعدسة المصور الشاب كريم نور، ولكنها تمتد لأكثر من حدث توقف عندها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، كان أولها فى مايو 2015 عندما نشرت على حسابها الشخصى بموقع «انستجرام» صورا قالت إنها جزء من تمرينها اليومى، أثناء تأديتها رقصة «الرومبا» مع أحد المدربين، وعلقت عليه قائلة: «أثناء تمرينى اليومى، الرياضة لا تفارقنى مثل الماء والهواء، وأفضالها على لا تعد ولا تحصى، بها استطعت التغلب على الكثير من الصعوبات والمحن وحولت الكثير من السلبيات إلى إيجابيات».

وأضافت: «تحديدًا وبصفة خاصة الموسيقى والرقص أنفاسى التى أتنفسها، الموسيقى بالنسبة لى حياة، وأعتبرها من أقوى مسكنات الألم»، لتكون إشارة واضحة وصريحة على أن الجمهور سيرى شريهان التى يعرفها فى مشروعها المسرحى الجديد، ولكن تبقى المفاجأة، ما أعلنته شريهان، بأن عودتها للتمثيل مؤقتة وليست دائمة، الهدف منها، توجيه رسالة شكر لكل مواطن فى مصر والعالم العربى، تمنى لها النجاة أثناء مرورها بالأزمة الصحية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك