حذرت الدكتورة دينا عبدالفتاح الباحثة بكيمياء المنتجات الطبيعية والميكروبية بشعبة الصناعات الصيدلية بالمركز القومي للبحوث، من خطورة الاستمرار فيما يعرف باسم الزراعة المصنعة والتي يستخدم فيها الأسمدة الكيميائية، وتؤدي إلى آثار سلبية علي البيئة وتشكل تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان فضلا عن أثرها على الكائنات الدقيقة النافعة المتواجدة في التربة الزراعية.
وقالت عبد الفتاح، في تصريح اليوم الأربعاء، إن الدراسات العلمية الحديثة أوصت بضرورة ترشيد استخدام تلك الأسمدة والمبيدات الكيميائية والاهتمام بتكنولوجيا الزراعة العضوية الحيوية (الزراعة الطبيعية)، والتي يستخدم فيها الأسمدة العضوية والكائنات الحية الدقيقة المفيدة.
وأضافت أن المخصب الحيوي عبارة عن مستحضر طبيعي يحتوي على مجموعة متوافقة من الكائنات الحية الدقيقة النافعة، ولها دور فعال في تحسين خصوبة التربة الزراعية، حيث تقوم تلك الكائنات الدقيقة بمجموعة من الوظائف المفيدة لخصوبة التربة ومنها إفراز أنزيمات وأحماض ومواد مخلبية تحلل المواد العضوية وتذيب الأملاح الصلبة وتسهل امتصاص الحديد وتثبت الأزوت الجوي، مما يحسن من خصوبة التربة بوجه عام.
وأكدت أن استخدام المخصب الحيوي يعود بمجموعة من الفوائد الاقتصادية، حيث يحد من استخدام الكيماويات الزراعية التي تعتبر مكلفة للمزارع، بالإضافة إلى ما تسببه من تلوث للبيئة، كما أن المحاصيل المعاملة بالمخصب الحيوي تكون أسرع في النمو وبالتالي تعطي محصول مبكر وتقل الفترة التي يكون فيها النبات معرض للإصابة بالأمراض والآفات.
وأوضحت أنه باستخدام المخصب الحيوي يمكن الحصول علي إنتاج عالي ذو جودة مميزة في الطعم ويتحمل التسويق ويدر دخلًا للمزارع، فضلا عن استخدامه يجعل التربة خصبة وغنية ويمكن زراعتها أكثر من مرة في العام.
وأشارت إلى أنه باستخدام المخصب الحيوي فإنه يمكن الاعتماد علي مخلفات المزرعة في التسميد، حيث تعامل هذه المخلفات بمحلول الذي يعمل على تحللها في فترة قصيرة نسبيًا ويعاد تدويرها في التربة مرة أخرى، وذلك بدلا من حرقها وما تسببه من تلوث للبيئة.
ونوهت بأنه مع استمرار استخدام مادة حيوية للتربة، تقل الحاجة إلى تكرار إضافته، حيث إن هذه الكائنات تتكاثر ذاتيا ،وتصبح التربة حية (Living Soil) وفي هذه الحالة يضاف في فترات متباعدة للمحافظة علي تعداد هذه الكائنات في التربة.