أسئلة وجودية (16).. هل يدخل الجن الجنة مع الإنسان؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:46 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسئلة وجودية (16).. هل يدخل الجن الجنة مع الإنسان؟

بسنت الشرقاوي
نشر في: الجمعة 7 أبريل 2023 - 2:25 م | آخر تحديث: الجمعة 7 أبريل 2023 - 2:25 م

يسأل بعض المسلمين أسئلة وجودية قد لا يجدون إجابتها عند الكثيرين من غير المتخصصين، وتدور تلك الأسئلة عن بدايات الخلق وأسرار الكون والحكمة الإلهية من وراء أشياء كثيرة حولنا.

تستعرض "الشروق" لكم إجابات مبسطة على هذه الأسئلة، خلال شهر رمضان الكريم، عبر سلسلة "أسئلة وجودية"، التي تتضمن آراء علماء المسلمين والأزهر الشريف.

نقدم لكم في الحلقة السادسة عشر من سلسلة "أسئلة وجودية" الإجابة على أحد أهم الأسئلة التي تشغل البشرية، وهو "هل سيدخل الجن الجنة مع الأنسان؟".

* هل سيدخل الجن الجنة مع الأنسان؟

يشغل عالم الجن كثير من البشر، فهو عالم غامض غير مرئي، وفي الدين الإسلامي يُلصق به أذى يحدث في الكون، ويسأل البعض هل أبناء هذا العالم الذي ظل غامضا طوال عيش الإنسان على الأرض، سوف يقابله الإنسان في الآخرة، سواء في الجنة أو النار؟

أولا: خلق الله تعالى الجن لنفس الغاية التي خلق الإنس من أجلها، وهي العبادة، فقال تعالى في سورة الذاريات: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

ثانيا: فإن ما يضع الإنسان أو غيره في حساب هو (التكليف) الذي فرضه الله على بعض خلقه ومنهم الإنسان والجن المكلفون بأوامر ونواهٍ، مثل الإنسان فمن أطاع رضي الله عنه وأدخله الجنة، ومن عصى يدخل النار.

يقول الإمام ابن تيمية في الفتاوى: (لا ريب أنهم مأمورون بأعمال زائدة على التصديق، ومنهيون عن أعمال غير التكذيب، فهم مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم، فإنهم ليسوا مماثلي الإنس في الحدود الحقيقية، فلا يكون ما أُمروا به ونُهوا عنه مساويًا لما على الإنس في الحد، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي، والتحليل والتحريم، وهذا ما لم أجد فيه نزاعًا بين المسلمين).

ودلل الله تعالى وعلى أن الجن سيدخل النار مع الأنسان في قوله تعالى في سورة هود: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، وفي سورة الأعراف: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ).

أما عن دخول الجن الجنة مع الإنسان، يقول ابن مفلح في الفروع، (الجن مكلفون في الجملة يدخل كافرهم النار، ويدخل مؤمنهم الجنة، ولا يصير ترابًا كالبهائم، وثوابه النجاة من النار).

وقال الإمام السيوطي في الأشباه والنظائر، إنه لا خلاف في أن كفار الجن في النار، لكنه اختلف هل يدخل مؤمنهم الجنة ويثابون على الطاعة، بينما أحسن الأقوال المنسوبة لجمهور العلماء أن الجن يدخل الجنة.

ومن الجن مسلمون وغير ذلك، وقد ورد في القرآن الكريم ما يفيد بأن الله سيجزي المؤمنين منهم حسنا، في قوله الله تعالى في سورة الجن: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا).

أما عن رؤية الإنسان للجن في الجنة أو النار، فاختلف علماء المسلمين في رؤية الإنس للجن؛ فذهب فريق إلى أن الإنس لا يمكنهم رؤية الجن، في الجنة أو النار، واستندوا على ذلك بقوله تعالى في سورة الأعراف: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ).

إلى اللقاء في الحلقة السابعة عشر..



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك