عام على حرب غزة.. رابحون وخاسرون في ميزان معارك لا تزال محتدمة - بوابة الشروق
الإثنين 7 أكتوبر 2024 2:18 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام على حرب غزة.. رابحون وخاسرون في ميزان معارك لا تزال محتدمة


نشر في: الإثنين 7 أكتوبر 2024 - 12:22 م | آخر تحديث: الإثنين 7 أكتوبر 2024 - 12:22 م

مضى عام على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة "حماس" على بلدات جنوبي الأراضي المحتلة، والتي أعقبها عملية "السيوف الحديدية" الإسرائيلية التي أودت، حتى الآن، بحياة أكثر من 41 ألف فلسطيني في قطاع غزة، كما قضت على كل مقومات الحياة في القطاع المتكدس بالسكان.

لم يعد القتال ينحصر بين حركة "حماس" وإسرائيل فقط، بل توسع النطاق الجغرافي للنزاع المسلح إلى خارج حدود غزة، وانخرطت فيه العديد من القوى والجماعات في المنطقة، وبات المشهد يُمثل ضربات متبادلة، على اختلاف قوتها وتأثيرها، بين إسرائيل من جهة، و"حماس" و"حزب الله" اللبناني، وإيران والحوثيين في اليمن من جهة أخرى، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

واستطاعت "حماس" إحداث زلزال في إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، وتمكنت خلال ساعات من القضاء على 1200 إسرائيلي من بينهم ضباط وجنود، ورغم أن الحركة الفلسطينية فقدت تقريباً سيطرتها على القطاع نتيجة التوغل الإسرائيلي البري الذي أعقب القصف الجوي العنيف، لكنها ظلّت موجودة، وتُنفذ بعض العمليات ضد القوات الإسرائيلية، كما أن قائدها يحيى السنوار، المطلوب الأول لدى إسرائيل، لا يزال على قيد الحياة، رغم المحاولات الإسرائيلية الحثيثة للقضاء عليه.

يعتقد الكاتب والباحث في الشئون الفلسطينية والإسرائيلية، عصمت منصور، أنه بغض النظر عن طبيعة عملية "طوفان الأقصى" والموقف منها، لا أحد يستطيع تجاهل المكاسب التي حققتها بعض الأطراف، إذ استطاعت "حماس" توجيه ضربة موجعة لإسرائيل، و"هز صورة أمنها وجيشها واستخباراتها، لكن في المحصلة استطاعت الحرب الإسرائيلية القضاء على البنية العسكرية المهمة للحركة، ولم تعد غزة تُشكل تهديداً عسكرياً كما كانت في السابق"، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

ويرى منصور أنه عندما شنّت "حماس" هجومها في 7 أكتوبر، كانت تراهن ربما على تداعيات كبيرة وفورية في المنطقة تغيّر كل المعادلات.

وبشأن دوافع ذلك الهجوم، أوضح الباحث الفلسطيني، أن قادة "حماس"، "ربما جربوا كل شيء"، وفق تعبيره، بما في ذلك إبرام اتفاق مصالحة مع السلطة لم يصمد طويلاً، والتوصل لتفاهمات مع إسرائيل فشلت أيضاً، في محاولة رفع الحصار المفروض على غزة، إضافة إلى جولات قتال متتالية لم تؤتِ بثمار كبيرة، و"لهذا قرروا كسر المعادلة بشكل نهائي، والقيام بعملية لإحداث تغيير استراتيجي في موازين القوى، وإجبار إسرائيل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين".

يرى منصور، أن هجوم 7 أكتوبر، "جاء بنتائج عكسية"، "حيث أيقظ مخاوف إسرائيل الوجودية، ودفعها لاتخاذ قرار بالقضاء التام على قدرات (حماس) في غزة، وشن حرب إبادة لا تزال متواصلة".

•كيف يفكر السنوار؟

الغاية من هجوم 7 أكتوبر، حسبما أعلنت "حماس" آنذاك، كانت الضغط على إسرائيل وتحرير الأسرى الفلسطينيين، وبالفعل حققت العملية أكثر مما توقعته الحركة، وسرعان ما تحول قائدها "أبو إبراهيم"، كما يُكنى، إلى بطل في نظر ملايين العرب والمسلمين، إلا أن الأحداث أخذت منحىً آخر، وتحولت غزة إلى ركام، وقضى أكثر من 40 ألف من سكانها، وبات البقية نازحين في القطاع.

كان عصمت منصور أسيراً سابقاً لـ20 عاماً على الأقل في السجون الإسرائيلية، وزامل قائد "حماس" يحيى السنوار، وعرفه عن قرب خلال سنوات الاعتقال. سألته "الشرق" عما إذا كان يعتقد أن السنوار راضٍ عن قراره الذي أشعل الحرب، وهل يرى نفسه رابحاً أم خاسراً اليوم؟

أشار المعتقل الفلسطيني السابق إلى أن زعيم "حماس"، استطاع أن يضع ختمه على هجوم 7 أكتوبر ويربطه باسمه، ما جعله شخصية عالمية، وزعيماً شبه مطلق لحركته.

وتابع: "إذا قُدّر للسنوار الخروج حياً من هذه المعركة، قد يصبح بنظر الفلسطينيين شخصية لا ينازعها أحد في الشعبية والحضور، فمنذ رحيل أبو عمار (الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات) لم يأتِ قائد لديه ثقل ورمزية السنوار، ومن هذا الجانب، استفاد الرجل بكل تأكيد".

وأضاف، والكلام هنا للباحث الفلسطيني عصمت منصور، أن السنوار "يعتبر نفسه دخل التاريخ، وأصبح أشبه بالقائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي"، لا سيما أن ما فعله لم يسبقه إليه أحد، وتابع: "أما بالنسبة للعواقب الوخيمة التي ترتبت على ذلك، سيتم تبريرها بأنها الثمن الطبيعي لحركات التحرر ونضالات الشعوب".

• خسارة حكم غزة

لكن في المقابل، اعتبر منصور أن "حماس"، تأثرت بشكل كبير و"فقدت معظم قدراتها العسكرية، وخسرت حكم غزة إلى الأبد، ولذلك رغم الشعبية التي حققها السنوار حالياً، إلا أنه سيعيش طيلة حياته ملاحقاً، وسيكون بلا قوة عسكرية، ومن دون غزة".

زميل السنوار في السجون الإسرائيلية، أكد في حديثه لـ"الشرق"، أن السنوار "يعرف إسرائيل جيداً، لكن معرفته توقفت، على ما يبدو، عند حدود يوم 7 أكتوبر 2023، إذ لا أعتقد أنه كان يتخيل أن يصل الجنون الإسرائيلي إلى هذا الحد، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعتبر هجوم حماس فرصة لتبرير مشروع اليمين المتطرف للقضاء على القضية الفلسطينية، وطمسها، وإبادة غزة، وتمرير التطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة، وتهويد القدس".

ولفت إلى أنه "من الصعب الجزم بشأن كيف يُفكر السنوار الآن؟ إذ أن الأمور أخذت منحىً أخطر وأكثر تعقيداً وأصعب مما كان يتوقعه أي إنسان، وهو يدرك أن حساباته وفهمه لإسرائيل كانت نوعاً ما غير دقيقة، وبالتالي قاده هذا إلى مصير لا أحد يعرف كيف سينتهي".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك