قدم فريق كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة العرض المسرحي "مسَكّر"، من تأليف وإخراج محمود الحسيني، ضمن منافسات الموسم الـ13 من مهرجان إبداع لشباب الجامعات، وذلك على مسرح وزارة الشباب والرياضة بمنطقة المهندسين.

ينتمي العرض إلى مسرح القاعة أو الغرفة، وهو ما دفع فريق العمل إلى إقامة العرض وسط الجمهور على خشبة المسرح، ليصبح المشاهدون جزءًا من الحدث. بدأ العرض بأسلوب غير تقليدي، حيث قامت عاملة نظافة بتوزيع علب مناديل مكتوب عليها اسم العرض على الحاضرين، ليكتشفوا لاحقًا أنها إحدى بطلات المسرحية، في إشارة رمزية إلى مكان الأحداث، الذي تدور أحداثه داخل دورة مياه مخصصة للنساء.

حبكة العرض.. لقاء يكشف قضايا إنسانية

تدور أحداث المسرحية داخل دورة مياه نسائية، حيث تعمل "أم سيف"، والتي تصادف داخلها "سلمى"، الفتاة التي تمارس أعمالًا منافية للآداب عبر الإنترنت. بعد أن يُغلق عليهما باب الحمام ويضطران إلى انتظار النجار لكسره، تنشأ بينهما حالة من الفضفضة والتواصل الإنساني. يكشف الحوار عن تشابه دوافع كل منهما رغم اختلاف ظروفهما، حيث تسعى كلتاهما إلى تحقيق الاستقرار المالي، مما يدفع "أم سيف" إلى محاولة إقناع "سلمى" بإيجاد بدائل أخلاقية لكسب المال.

مشاركة الجمهور في العرض

اضطر المخرج محمود الحسيني إلى إشراك الجمهور في الأداء المسرحي بسبب قلة الممثلين، نظرًا لانشغال عدد كبير من زملائه في الخدمة العسكرية. مع بداية العرض، اختار خمسة من الحاضرين ليشاركوا في بعض المشاهد وهم جالسون في مقاعدهم، مما عزز التفاعل بين الجمهور وأحداث المسرحية.

عناصر العرض الفنية

الديكور: مُصمم ليحاكي دورة مياه حقيقية، ما عزز الإحساس بالمكان.

الإضاءة: ساهمت في نقل المشاهد بين الأزمنة المختلفة وأضفت أجواءً درامية قوية.

الملابس: جاءت مناسبة تمامًا لطبيعة الشخصيات وظروفها الاجتماعية.

لماذا "مسَكّر"؟

اختار المؤلف والمخرج اسم "مسَكّر" لعدة أسباب، منها:

1. إشارة إلى الفتاتين بطلتَي العرض، حيث يُقال إن "البنات مسكرين".

2. إغلاق باب دورة المياه طوال الأحداث، مما يعكس شعور العزلة والانغلاق.

طاقم العمل

المسرحية من بطولة يُمنى فتحي، وهيلانا ناصف، وأحمد مكاوي، وسيف الدين إسلام، الذي تولى أيضًا تصميم السينوغرافيا. كما تولى أحمد ياسين الهادي تنفيذ الدعاية والإعلان، وشارك في إعداد وتنفيذ الموسيقى زياد محمد، الذي عمل أيضًا كمخرج منفذ.

"مسَكّر" تجربة مسرحية تفاعلية تكسر الحواجز بين الجمهور والمسرح، وتطرح قضايا اجتماعية بجرأة وبساطة في آنٍ واحد، مما جعلها تحظى بتفاعل مميز في مهرجان إبداع.