عندما تتشارك نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة للرئاسة بسباق نوفمبر كامالا هاريس والرئيس السابق والمرشح للرئاسة دونالد ترامب المنصة في أول مناظرة رئاسية بينهما، مساء الثلاثاء، سيحظى الناخبون بأول فرصة، وربما الوحيدة، لمشاهدة كلا المرشحين جنباً إلى جنب في منافسة بدأت قبل سبعة أسابيع تقريباً، عندما أعلن الرئيس جو بايدن انسحابه من السابق.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن الرهانات عالية بينما تظل هاريس وترامب متقاربين للغاية في السباق، قبل أيام من إرسال بطاقات الاقتراع عبر البريد الإلكتروني في بعض الولايات الرئيسية.

***ما الذي تحتاج إليه هاريس للفوز؟

وفيما يتعلق بما يحتاج كل مرشح لفعله – وتجنب فعله لاعتباره الفائز في المناظرة، تحتاج هاريس إلى تجديد نفسها، حيث قال خبراء استراتيجيون ديمقراطيون إن مهمتها في هذه المناظرة بسيطة للغاية (وإن لم تكن سهلة): فهي تحتاج لإخبار الناخبين عن كينونتها، والأمور التي تؤيدها وأي نوع من الرؤساء ستصبح عليه.

وكانت هاريس قد قدمت نفسها خلال التجمعات الانتخابية للحملة كواقعية يمكن الوثوق في استعانتها بالمنطق. لكن خلال الانتخابات التمهيدية لعام 2020، عانت لإبراز مواقف واضحة وتعرضت للانتقاد لظهورها وكأنها تغير مواقفها تحت الضغط السياسي.

على سبيل المثال، يقلق بعض الناخبين في بنسلفانيا من أنه لا يمكن الوثوق فيها بعد معارضة الهيدروليكي خلال الانتخابات التمهيدية الرئاسية عن الحزب الجمهوري لعام 2020. لكنها تقول الآن لن تحاول حظرها.

وقال خبراء استراتيجيون من الحزبين إن المرشح الذي سيفوز في الانتخابات هو المرشح الذي سيعتبر الأكثر قدرة على تحقيق تغيير.

ووجد استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" و"كلية سيينا" أن 61% من الناخبين المحتملين قالوا إنهم يريدون تغييرا كبيراً من بايدن.

وبحسب "واشنطن بوست"، تعتبر هاريس مُناظِرة يقظة قادرة على قراءة الغرفة وإلقاء تعليقات ساخرة في لحظات غير متوقعة. وفي مجلس الشيوخ، اتبعت نهجا على غرار المتبع في قاعات المحاكم لإجراء استجواب بشأن مرشحي ترامب للمحكمة العليا.

لكن بينما تواجه ترامب، تحتاج إلى تجنب جرها إلى جدال سيء معه، والذي اعتبره ديمقراطيون أحد الأجزاء الصعبة في إجراء مناظرة معه؛ لأنه بلا شك سيلقي عددا من الأكاذيب والهجمات التي يصعب عدم الرد عليها.

وستكون هذه أول مناظرة رئاسية لهاريس، رغم أنها شاركت بالفعل في مناظرات نائب الرئيس في سباق 2020 والعديد من مناظرات الانتخابات التمهيدية. على النقيض، ستكون هذه المناظرة السابعة لترامب في انتخابات عامة.

**ما الذي يحتاج إليه ترامب للفوز؟

وقال خبراء استراتيجيون من كلا الحزبين إن ترامب يحتاج أن يتجنب بشكل عام الارتباك والاضطراب؛ وهذا لأنه لا يتعين على ترامب ملاحقة هاريس شخصياً.

وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري جيسي هانت: "يحتاج (ترامب) إلى التركيز على ما أدى إلى الاستياء الهائل بين الناخبين في شتى أنحاء أمريكا".

وأضاف: "هناك مسار واضح للغاية للفوز هنا، وهو مساءلة كامالا هاريس على سجلها السيء في المنصب مع جو بايدن، وجميع مناصبها الماضية التي يعتبر فريق حملتها الآن أنها لا تحظى بشعبية للغاية".

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب يبدو مدركاً لوجود حزبه على الجانب الخاطئ من الرأي العام فيما يتعلق بالإجهاض. لكنه عندما يتحدث عن القضية، غالباً ما يثير قاعدته الاجتماعية المحافظة أو ينفر الناخبين المتأرجحين حيث يبدو متخبطا.

وبينما يتخبط بشأن ما يقوله حول الإجهاض، كان ترامب يعاني أيضاً للفوز بأصوات الناخبات. وأظهرت استطلاع لشبكة "سي إن إن" و"إس إس آر إس" تقدم هاريس على ترامب بـ18 نقطة بين نساء الضواحي في بنسلفانيا، وهؤلاء هن الناخبات اللائي يمكن أن يساعدن في تحديد مصير هذه الانتخابات.