ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تواجه إعصار ميلتون الذي يضربها منذ أيام، حيث وصل إلى الفئة الخامسة مع بلوغ سرعة الرياح المصاحبة له 270 كلم/ساعة، وواصل تقدمه نحو ولاية فلوريدا.
ووجهت السلطات الأمريكية، نداءً للسكان بضرورة الإجلاء قبل وصول الإعصار الذي قد يكون "أسوأ عاصفة" تضرب شبه الجزيرة في قرن، بحسب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وارتفعت حصيلة القتلى جراء الإعصار ميلتون، إلى 16 قتيلا على الأقل في فلوريدا، اليوم، في الوقت الذي بدأ فيه السكان بالعودة إلى منازلهم، وسط استمرار انقطاع الكهرباء عن الملايين.
فيما قدر الرئيس الأمريكي جو بايدن، قيمة الخسائر الجسيمة التي خلفها الإعصار بـ50 مليار دولار، في حين كانت الزوابع وليس مياه الفيضانات وراء العديد من الوفيات الناجمة عن العاصفة.
- ولكن، هل سيؤثر إعصار ميلتون ومن قبله هيلين على مجرى الانتخابات الأمريكية؟
وفقا لتقرير للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، فعادة ما يتداخل موسم الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وموسم الأعاصير الأطلسية في التقويم، ففي هذا العام اجتمعا معًا لتشكيل عاصفة سياسية كبيرة.
فأولاً، ضرب إعصار هيلين فلوريدا كإعصار من الفئة الرابعة متبعا مسارًا مميتًا عبر العديد من الولايات الجنوبية الشرقية، فقد تسبب في أواخر سبتمبر في مقتل أكثر من 230 شخصًا، وغمر مجتمعات بأكملها ودمر البنية التحتية الحيوية وخاصة في غرب ولاية كارولينا الشمالية التي تضررت بشدة.
ومع بدء مرحلة التعافي، ضرب إعصار ميلتون الجانب الشرقي؛ ليكون هو خامس إعصار في عام 2024 يضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية.
- اتهامات لاستجابة إدارة بايدن
وفي حين أشاد بعض الجمهوريين، باستجابة إدارة بايدن، يسعى آخرون - وأبرزهم الرئيس السابق دونالد ترامب - إلى استغلالها ضد خصمه الرئاسي نائبة الرئيس هاريس.

فقد اتهموا الحكومات المحلية بمنع المواطنين من مساعدة المحتاجين، وزعموا أن وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية ليس لديها أموال للتعافي من الأعاصير؛ بسبب الإنفاق على المهاجرين والحروب الأجنبية.
لكن مديرة إدارة الطوارئ الفيدرالية ديان كريسويل، قالت للإذاعة الوطنية العامة: "لدينا التمويل الذي نحتاجه تمامًا لدعم الاستجابة المستمرة لإعصار هيلين والاستجابة أيضا لإعصار ميلتون".
وقالت إن في سوانانوا بولاية كارولينا الشمالية، لم ينتظر الجيران المساعدة الحكومية قبل أن يتدخلوا لمساعدة بعضهم البعض في أعقاب الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أثرت عليهم، إلا أن بعض المنتقدين أكدوا عبر الإنترنت أن الجهود الشعبية الكبيرة دليل على أن الحكومة تخلت عن ضحايا الإعصار.
- المعلومات المضللة الأسوأ على الإطلاق
ووصفت مديرة إدارة الطوارئ الفيدرالية المعلومات المضللة المنتشرة عبر الإنترنت حول العاصفة، بأنها الأسوأ على الإطلاق التي رأيتها على الإطلاق، حيث قالت للصحفيين، إن نظريات المؤامرة - التي أنشأت الوكالة صفحة ويب لدحضها - تثني الناجين عن طلب المساعدة وتضر بمعنويات المستجيبين.
وأكدت أنه على هذه الخلفية تستعد السلطات الفيدرالية لإعصار ميلتون، وهي عاصفة سريعة النمو بشكل غير عادي ومستعدة لجلب عاصفة ورياح تهدد الحياة إلى فلوريدا.
وأدى ذلك إلى تأجيج المزيد من الدراما السياسية، حيث ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" أن حاكم فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس - الذي ساعده استجابته للعديد من الأعاصير الكبرى في عام 2022 جزئيًا في الفوز بولاية ثانية في ذلك العام - رفض تلقي مكالمات هاريس بشأن الإغاثة من الأعاصير، لكنه تحدث إلى الرئيس بايدن.
- ما مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه الأعاصير؟
ذكر التقرير، أن الدمار الواسع والنزوح الناجم عن إعصار هيلين وميلتون قد يعطل بشكل كبير عملية التصويت في الولايات المتأرجحة الرئيسية جورجيا وكارولينا الشمالية وفلوريدا، حيث يقوم مسئولو الانتخابات بتغيير القواعد ووضع الخطط على أمل أن يتمكن جميع المقيمين المؤهلين من التصويت، إما عن طريق البريد أو شخصيًا.
ووسط ذلك، تتصاعد الحجج حول وصول الناخبين مع اقتراب موعد الانتخابات في نوفمبر وخاصة في فلوريدا المتضررة بالعاصفة.
فلا يوجد شيء مؤكد حيث تواصل الطواقم مسح الأضرار الناجمة عن إعصار ميلتون، ومع ذلك ذهبت جماعات حقوق التصويت إلى المحكمة الفيدرالية؛ سعيا لإعادة فتح تسجيل الناخبين الذي انتهى يوم الاثنين، لكن رفض قاضٍ فيدرالي الطلب ورفض حاكم فلوريدا رون دي سانتيس أيضًا تمديد الموعد النهائي.
- الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
وفقا لما نقلته شبكة "نيوز نيشن" الأمريكية، فقد تحاول الجماعات الناشطة استئناف الرفض، مدعية أن الأعاصير المتتالية ربما تسببت في تفويت الآلاف من الناخبين للموعد النهائي.
وفي الوقت نفسه، قال دي سانتيس، إنه مستعد لإصدار أمر تنفيذي يسمح للمشرفين بتغيير مواقع التصويت في أعقاب إعصار ميلتون، لكنه لم يفعل ذلك بعد.
وأصدر الحاكم، أمرًا تنفيذيًا مماثلاً في 10 من أكثر مقاطعات فلوريدا تضررًا استجابة لإعصار هيلين، يسمح لقادة الانتخابات بإجراء تغييرات على التصويت المبكر، وإنشاء مواقع اقتراع موحدة، كما يخفف القيود المفروضة على بطاقات الاقتراع بالبريد ويسمح لموظفي الولاية بأخذ إجازة إدارية مدفوعة الأجر للعمل كعمال اقتراع في يوم الانتخابات.
- كيف يمكن أن تؤثر أضرار الأعاصير على الانتخابات؟
على الرغم من الأضرار الواسعة النطاق في جميع أنحاء فلوريدا، يتوقع المحللون، أن تظل الولاية جمهورية على نطاق واسع، حيث تعد الولاية موطنًا لـ5.3 مليون ناخب جمهوري مسجل نشط - أي أكثر بمليون من الديمقراطيين.
في حين أن ولاية كارولينا الشمالية، التي لا تزال تعاني من إعصار هيلين، هي أيضًا ولاية متأرجحة مهمة بها 16 صوتًا انتخابيًا.
ومع ذلك، فقد كانت العديد من المناطق الأكثر تضررًا من الإعصار من الفئة الرابعة ذات ميول جمهورية؛ مما أثر على 8% من الناخبين المؤهلين.
ولذلك؛ يقول قادة الانتخابات، إنهم يبذلون قصارى جهدهم لضمان تمكن الناس من الإدلاء بأصواتهم.