تُطوى، اليوم الأحد، صفحة في تاريخ الدنمارك مع اعتلاء فريدريك الذي سيحمل اسم فريدريك العاشر العرش بعد تنحّي والدته مارجريت، في حدث يُتوقع أن يتابعه عشرات الآلاف من الأشخاص.

وبتنازل الملكة مارجريت الثانية (83 عاما)، أطول ملوك أوروبا بقاءً على العرش، عن الحكم لابنها الأمير فريدريك (55 عامًا)، ستكون أول ملك دنماركي يتنازل عن العرش منذ إريك الثالث عام 1146، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

* نشأته

ولد فريدريك أندريه هنريك كريستيان عام 1968، وهو الطفل الأول للملكة مارجريت وزوجها الراحل الأمير هنريك، الذي توفي عام 2018. وتم اختيار اسمه الأول بما يتماشى مع العرف الملكي الدنماركي المتمثل في تسمية الوريث إما فريدريك أو كريستيان.

وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة كريبس سكول، وهي مدرسة خاصة للنخبة في كوبنهاجن، قبل أن يلتحق بمدرسة داخلية في نورماندي بفرنسا.

وكان فريدريك يشعر بعدم ارتياح لاهتمام وسائل الإعلام به، وبحلول أوائل التسعينيات، اعتبره الكثيرون ولعاً بالسيارات السريعة.

* تعليمه

وفي عام 1995 أصبح أول فرد من العائلة المالكة الدنماركية يحصل على درجة الماجستير. وشملت دراسته العلوم السياسية قضاء عام في الخارج، في جامعة هارفارد، حيث التحق بالاسم المستعار فريدريك هنريكسن - في إشارة إلى والده.

وأثناء وجوده في الولايات المتحدة، حصل فريدريك - الذي يتقن أيضًا الفرنسية والإنجليزية والألمانية - على درجاته الدبلوماسية من خلال خدمته في بعثة الدنمارك لدى الأمم المتحدة لعدة أشهر في عام 1994. وتم إرساله لاحقًا إلى باريس لمدة عام، كسكرتير أول للسفارة الدنماركية. في العام 1998.

* مهتم بقضايا البيئة

ويعتبر فريدريك كنظيره البريطاني الملك تشارلز الثالث، من دعاة حماية البيئة. ومنذ استضافت كوبنهاجن محادثات المناخ COP15 في عام 2009، شارك فريدريك بقوة في تسليط الضوء على مخاطر تغير المناخ وتعزيز دور الدنمارك في مستقبل أكثر خضرة.

* شعبيته

ويحظى فريدريك، وهو ولي العهد منذ كان في الثالثة من عمره، بشعبية خاصة ومن المتوقّع أن يفرض أسلوبه على الملكية الدنماركية التي يعود تاريخها إلى ملوك الفايكينج في القرن العاشر.

وأشار المؤرخ بو ليدجارد إلى أن "فريدريك يدرك أنه لا يستطيع تقليد والدته، ونجح في إنشاء صورة خاصة به وإقامة علاقة خاصة مع الدنماركيين".

وقال المؤرخ لارس هوفباك سورينسن: "سنكون أمام نوع آخر من الملوك. غير رسمي بشكل أكبر في أسلوب حديثه مع الناس عندما يتنقّل عبر البلاد".

ويُعدّ دور الملك في الدنمارك تمثيلياً وفخرياً، إلا أنه يتولّى توقيع القوانين ويشرف رسميا على تشكيل الحكومة التي يجتمع بها دورياً.