يعد بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية، من أبرز المسؤولين الحكوميين بالعالم الذي أصابتهم عدوى فيروس كورونا، وكانت آخر محطاته مع المرض هي خروجه من المستشفى، أمس الأحد، بعد تحسن الحالة الصحية الصعبة التي تعرض لها جراء كورونا، والتي قضى على إثرها عدة أيام داخل العناية المركزة، ليصبح وزير خارجيته هو المكلف رسميا بتسيير الأعمال الحكومية.

مرض جونسون جاء في وقت وباء مستشريحول العالم، سبق واستهان به في بداية الأمر، ورأى أن إجراءات الإغلاق وغيرها تعد خطوات مبالغ بها، ولا تحتاجها الدولة؛ لكن عاد ليقدر من أهمية الإجراءات الاحترازية المشددة، وواصل شكره للأطقم الطبية، التي تقف كخط دفاع أول بالمعركة الوبائية.

بالنظر للتاريخ؛ سنجد أن جونسون ليس أول ساكني داونينج ستريت (مقر الإقامة ومكتب رئيس الحكومة البريطانية ) ممن يصابون بأزمات مرضية، فقد عانى رؤساء وزراء آخرين من مشاكل صحية أثناء القيام بمهامهم، وكانت لهم حلول مختلفة وقت أزمتهم، وأشارت لتلك الوقائع التاريخية مجلة "التايم" الأمريكية.

تشرشل .. جلطة دماغية و نوبات من الاكتئاب

من أبرز رؤساء الحكومة البريطانية، الذي تعرضوا لأزمات صحية، ونستون تشرشل، والذي بطبيعة الحال يشكل جزءا هاما من التاريخ البريطاني، كونه من تولي الحكومة البريطانية إبان الحرب العالمية الثانية؛ لكنه كانت له تجارب مع المرض سجلت في عدد من الكتابات التاريخية.

ويشير الكاتب أندرو روبرتس، مؤلف كتاب "تشرشل: المشي مع القدر"، أن بداية رحلة تشرشل المرضية، كانت مع اجتماعه الأول بالحكومة، بعد عودته لمنصبه في انتخابات 1951، ظهرت عليه أعراض تعب وإجهاد، وبعد أن أنهى الاجتماع، اكتشفت إصابته بجلطة دماغية، نُصح بعدها بأن يبقى بمنزله الريفي لعدد من الأشهر؛ ومع حل أزمة غياب تشرشل بتولية وزير خارجيته أنتوني إيدن، ظهرت أزمة جيدة؛ لأن إيدن كان هو الآخر يعاني من أزمة صحية نتيجة لجراحات بالقناة الصفراوية، لتسند رئاسة الحكومة لوزير الخزانة في ذلك الوقت لمدة أربعة أشهر.

لم تكن تلك هي المشكلة المرضية الوحيدة التي مر بها تشرشل؛ فقد عانى من نوبات اكتئاب أطلق عليها «الكلب الأسود»، وهي جزء من مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وانتج عدد من الأفلام الوثائقية، طرحت مشكلة تشرشل مع الاكتئاب، والتي كان يقلل من شدتها بالجلوس في جو هادئ لقراءة الأعمال الأدبية .

أنتوني إيدن.. صراع مع الحصوات واستقالة وسط حرب العدوان الثلاثي

من السياسيين البارزين في التاريخ البريطاني، وزير الخارجية في حكومة تشرشل، والذي تولى رئاسة الحكومة البريطانية في 1955؛ لكن لازالت مشكلاته مع المرض بوجود حصوات المرارة ، والتي عانى منها وقت أن كان وزيرا بالحكومة، ليتلقى نصائح طبية عديدة بأن يترك منصبه؛ حيث أن ذلك يمثل إجهادا لصحته.

وعن واقعة استقالته يذكر المؤرخ أندرو روبرتس، بأنها تمت في أزمة شديدة، وهي الحرب التي شنتها بريطانيا بمشاركة فرنسا وإسرائيل ضد مصر؛ ردا على قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم القناة.

مارجريت تاتشر.. جراحة بشبكية العين لم تفصلها عن المهام الحكومة

تعد مارجريت تاتشر، أحد أشهر من جلس على كرسي رئاسة الحكومة البريطانية، وأطلق عليها لقب" المرأة الحديدية"، ورغم أن فترتها كرئيسة للحكومة امتدت من مايو 1979 إلى نوفمبر 1990 ، كانت في أغلبها تتمتع بصحة جيدة، لكن بدأت تداهمها المشاكل الصحية مع عام 1983، لتجري جراحة في شبكية العين؛ لكنها لم تتخل عن مهامها بشكل كامل في فترة النقاهة من الجراحة، واستعانت فقط برئيس حزب المحافظين ويليام وايتلو في بعض المهام، وكانت كما ذكر المؤرخ أندرو روبرتس تجري الاتصالات الهاتفية بنفسها.