قبل مواجهة بايدن وترامب.. ما هو تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية؟ - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 12:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قبل مواجهة بايدن وترامب.. ما هو تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية؟

محمد حسين
نشر في: الخميس 27 يونيو 2024 - 10:30 ص | آخر تحديث: الخميس 27 يونيو 2024 - 10:30 ص

تتجه الأنظار اليوم الخميس، لشاشات محطة سي إن إن الأمريكية، حيث تستضيف المناظرة الرئاسية الأولى للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي ستشهد مواجهة مثيرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتأتي المناظرة في أجواء مشحونة على الصعيد الدولي والداخل الأمريكي في ظل تراجع ملحوظ في شعبية الرئيس الأمريكي بايدن ومخاوف بشأن حالته ولياقته الصحية، وعلى الجانب الآخر يبقى مع ارتباط اسم ترامب وفترة حكمه السابقة بالجدل، علاوة على ما يواجهه من ملاحقات قضائية في الوقت الراهن.

وإلى جانب ذلك تتميز تلك المواجهة بوضع خاص كونها تجمع رئيسين يمتلك كل منهما سجل حكم يمتد لـ4 سنوات لأول مرة في التاريخ الأميركي.

ونستعرض قراءة لتجارب المناظرات الرئاسية في تاريخ السياسي للولايات المتحدة الأميركية..

- في شوارع إلينوي.. المناظرة الأمريكية الأولى

وتمثل المناظرات فرصة جيدة للناخبين للتعرف بشكل أكبر على المرشحين من خلال مواجهتهما بشكل مباشر حول عدد من القضايا الداخلية والخارجية، كذلك تكون الفرصة الأخيرة للمرشحين لإقناع الناخبين المتأرجحين في حسم موقفهم وجذبهم للتصويت لصالحهم.

لم تكن أول مناظرة في تاريخ الولايات المتحدة بين متنافسين على منصب الرئيس، بل كانت المنافسة على مقعد مجلس الشيوخ لولاية إلينوي، وكان طرفاها ستيفن دوجلاس وإبراهام لنكولن "أحد أشهر الرؤساء الأمريكيين فيما بعد".

ومثلت تلك المناظرة مرآة حقيقية للخطاب السياسي الأمريكي في القرن الـ19، إذ كان المتنافسان أحد أبرز رجال السياسة الأمريكية ومن أبلغ متحدثيها، لذا ورغم أن الشعب وقتها لم يكن مسئولا عن التصويت بشكل مباشر لمرشحي الكونجرس وكان ذلك من اختصاص المجالس التشريعية للولاية.

لكن تلك الانتخابات تحديداً تزامنت مع تصاعد دعوات حظر الرق واستخدام العبيد والتي لم ترق الإقطاعيين؛ مما جعل المكاشفة أمام الشعب حتمية، وإن لم تكن ستؤثر على نتيجة التصويت.

وعقدت المناظرات على 7 جولات بشوارع الولاية بحضور عامة الشعب، ورغم أن قضية العبودية من حيث المبدأ لم تكن محل خلاف كبير بين المرشحين، فحجة لينكولن اقتناعه بوجوب التعامل مع العبودية على أنها خطأ أخلاقي، وأن جميع الناس خلقوا متساوين، كما أراد "الآباء المؤسسين" للولايات المتحدة .
وكان رد دوجلاس عليه، بأن تحليل نوايا الآباء المؤسسين لم يكن صحيحاً، مشيرًا إلى أن العديد منهم كانوا من أصحاب العبيد الذين اعتقدوا أن كل مجتمع يجب أن يقر نظامه بنفسه.

وكان حله للقضية ليس حظر الرق بشكل قانوني، مؤكدا أن العبودية سيتم تقييدها فعليًا ومن تلقاء نفسها مع الوقت نتيجة أسباب اقتصادية وجغرافية وديموغرافية.
وجاءت نتيجة التصويت بخسارة لينكولن لصالح دوجلاس؛ لكن ذلك لم يكن نهاية رحلته في قضية العبودية، ودقت أبوابه فرصة قدرية بأن تولى منصب الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأمريكية، ليقر قانوناً بمنع "الرقيق" ويقضي على الحرب الأهلية الدائرة، ويخلد اسمه كواحد من أبرز الرؤساء الأمريكيين، ويقام له نصب تذكاري في الساحة المواجهة لمبنى الكونجرس.

-جاذبية كنيدي تزيد من فرصه

ومن التجارب البارزة في تاريخ المناظرات الرئاسية الأمريكية، ما جرى في انتخابات عام 1960، حينما تواجه جون كينيدي، ونائب الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري ريتشارد نيكسون في مناظرة بثت في 26 سبتمبر 1960، وتابعها قرابة 66 مليون مشاهد، ساهمت في ضمان الرئاسة للمرشح الشاب آنذاك كينيدي.

-خطأ غير محسوب

وإذا كانت تجربة كينيدي استثنائية وتركت أثراً إيجابياً، إلّا أن تجربة الرئيس الـ38 جيرالد فورد أظهرت إلى أي حد يمكن أن تكون "الهفوة" مكلفة.

وفي عام 1976، حين كان الجمهوري جيرالد فورد الذي لم يكن معروفاً للناخبين نسبياً، في مواجهة ضد حاكم ولاية جورجيا السابق والرئيس الـ39 الديمقراطي جيمي كارتر، ارتكب هفوة ربما كلّفته خسارة السباق نحو البيت الأبيض.

وحين دار نقاش بشأن موقف الاتحاد السوفييتي من أوروبا، قال فورد بشكل لا يمكن تفسيره بالنسبة لرئيس وقّع قبل ذلك اتفاقات هلسنكي عام 1975، إنه "ليس هناك هيمنة سوفييتية في أوروبا الشرقية".

هذا التعليق أثار مفاجأة لدى الصحافي ماكس فرانكل الذي كان يدير المناظرة، إلى حد أنه طلب من المرشح مجدداً توضيح أقواله، لكن فورد رفض الاعتراف بخطأه، بحسب وكالة "فرانس برس".

- جاذبية هوليوود تصل بريجان للبيت الأبيض

 



وفي هذه المناظرة أبدى رونالد ريجان الممثل الهوليودي السابق مواهبة في مخاطبة الجماهير في المناظرة الوحيدة بين المرشحين قبل أسبوع على الاقتراع.

ونظر ريجان مباشرة إلى الكاميرا وخاطب الناخبين، مشيراً إلى أنهم عندما يوشكون على الإدلاء بأصواتهم :"قد يكون من الجيد أن تسألوا أنفسكم، هل أنتم اليوم أفضل حالاً مما كنتم عليه قبل 4 سنوات؟"، وكانت النتيجة انتخاب ريجان.

-انتخابات 1992.. أول مناظرة ثلاثية

 

 

وشهدت انتخابات عام 1992 حالة فريدة، حيث تشارك المنصة "ثلاثة مرشحين، هم بوش الأب-بيل كلينتون والمرشح المستقل روس بيرو"، وأسفرت المواجهة عن تقدم كلينتون وحسمه في النهاية للسباق الانتخابي.

- أوباما وماكين.. الشباب يكسب الرهان

 

 

وفي 2008 تجابه المرشحان إلى البيت الأبيض باراك أوباما وجون ماكين في مناظرة حامية، وسيطرت المسائل الاقتصادية والسياسة الخارجية خاصة مع التهديد الإيراني والوجود الأمريكي بالعراق.

وأظهر استطلاع للرأي اجرته محطة "سي ان ان" بعد المناظرة مباشرة ان 51% اعتبروا أن اوباما كان الأفضل و38% اختاروا ماكين.

- كيف ينجو بايدن من مصيدة ترامب؟

 

 

ويملك بايدن تاريخا طويلا من المناظرات، إذ شارك في أكثر من 30 مناظرة مرشحا في الدورات الانتخابية أعوام 1988 و2008 و2020، ومناظرتين لمنصب نائب الرئيس، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

كما قدمت هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 نصائح للرئيس الأمريكي جو بايدن حول المناظرة التي ستجمعه بمنافسه الجمهوري دونالد ترامب، اليوم الخميس، مشيرة إلى أنها الشخص الوحيد الذي خاض مناظرة أمام ترامب.

وفي مقال بصحيفة نيويورك تايمز، كتبت كلينتون: "ترامب يقاطع ويتنمر حتى أنه طاردني حول المسرح في مرحلة ما، لأنه يريد أن يبدو مهيمنًا ويخرج خصمه عن توازنه"، وقالت إن أي محاولة لإثبات أن تصريحاته غير حقيقية ستكون "مضيعة للوقت" لأنه يبدأ بالهراء ثم ينحرف إلى الثرثرة.

من ناحية أخرى، وصفت الديمقراطية هيلاري كلينتون، بايدن بأنه "رجل حكيم ومحترم" ووصفته بأنه "أحد أكثر القادة تعاطفًا على الإطلاق"، ونصحت بايدن أن يكون "مباشرا وقويا" وهي الاستراتيجية التي تعتقد أنها ستفشل بنجاح تكتيكات ترامب للهيمنة والترهيب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك