هل أثرت ماكينات CNC على حرفة الأويما في محافظة دمياط؟ - بوابة الشروق
الخميس 24 أكتوبر 2024 9:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل أثرت ماكينات CNC على حرفة الأويما في محافظة دمياط؟

حلمي ياسين
نشر في: الإثنين 14 أكتوبر 2024 - 1:59 م | آخر تحديث: الإثنين 14 أكتوبر 2024 - 1:59 م

محافظة دمياط واحدة من أهم المحافظات المصرية المتخصصة في صناعة الأثاث والحرف الخشبية التقليدية، ومع دخول ماكينات التحكم الرقمي CNC لمجال حرفة الأويما، ظهرت آثار متعددة منها الإيجابي والآخر سلبي.

اللمسة البشرية والإبداع اليدوي

نصر جمال شوربة، صاحب ورشة أويما بدمياط، تحدث عن تجربته في مجال الأويما، لـ«الشروق» ليؤكد أهمية الحرف اليدوية "الهاند ميد" في الحفاظ على الجودة والإبداع، مع الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة CNC لزيادة الإنتاج.

وقال نصر، إن فريق العمل يسعى جاهدًا لتطوير المهنة والحفاظ على جودتها، "صحيح إننا نعتمد على الآلات الحديثة مثل أجهزة CNC إلا أننا نؤمن بأهمية اللمسة البشرية والإبداع اليدوي".

ويرى نصر، أنه "لاشك أن الآلات تزيد من سرعة الإنتاج وتضمن الدقة، ولكنها لا تستطيع أن تعوض الإبداع والتفرد الذي يضيفه الحرفي بلمساته الخاصة، لذلك نحن نحرص على الجمع بين الحداثة والتقاليد، فنجمع بين دقة الآلة وإبداع اليد، وأشجع العاملين في هذا المجال على الاستمرار".

وأوضح أن الأويما "فن أصيل ورثناه عن أجدادنا"، وتتميز بالدقة والتفاصيل التي يصعب على الآلات محاكاتها، "ونحن نستخدمها في الأعمال الفنية التي تتطلب قطعة واحدة فريدة من نوعها، مثل قطع الأثاث الفنية، أما الآلات نستخدمها في الأعمال التي تتطلب تكرارًا ودقة عالية وسرعة، مثل أعمال النجارة في الصالونات والغرف والأنتريهات".

لا يمكن الاستغناء عن العقل البشري

ويقول شوقي الخميسي، أحد حرفيي مهنة الأويما، أنّه تربى في مهنة الأويما منذ صغره، أي منذ أكثر من خمسين عامًا، ويشير إلى أنّهم بدؤوا بتعلم النجارة على الخشب الخام، ثم تطورت الأدوات والتقنيات مع مرور الزمن، فدخلت «آلات التخبيط» التي زادت من الإنتاج، وسهلت دور الأويمجي إلى حد كبير، في فترة الثمانينات، ثم جاء دور ماكينات CNC التي ساهمت في تطوير التصميم والتنفيذ.

ورغم ذلك، يؤكد الخميسي، أهمية الحفاظ على المهارات اليدوية التقليدية، إذ لا يمكن الاستغناء عن اللمسة الفنية والعقل البشري التي يضفيها الحرفي على المنتجات اليدوية، ويشدد على ضرورة تدريب الأجيال الجديدة على هذه المهارات للحفاظ على التراث الحرفي.

وأضاف أن وجود تلك الماكينات الحديثة في الصناعة؛ عمل على إلغاء مراحل عديدة في التنفيذ، فأصبح هناك نفور من مهنة الأويما.

الآلة لا تنافس الحرفي الماهر

ويرى ياسر جبر، أويمجي من أبناء محافظة دمياط، ويعمل في مجال الأويمة منذ ثلاثين عاما، أن آلة CNC، كأي أداة صناعية، لها مميزاتها وعيوبها، ويرى أن العيب الأكبر يكمن في صعوبة التعامل معها بالنسبة للصناع الذين لا يتمتعون بخبرة كافية في هذا المجال، ومع ذلك، فإن لهذه الآلة مزايا عديدة، منها زيادة الإنتاجية وتسهيل العمل على الحرفيين، وتوفير قطع غيار متطابقة، ما يعود بالنفع على أصحاب المشاريع الكبيرة والصغيرة، وبالتالي فإن هذه الآلة لا تنافس الحرفي الماهر الذي يحافظ على جودة عمله، بل تساعده على تطوير مهاراته وإنتاجية مشروعه.

تراجع طبيعي

ويرى المهندس سلامة الجحر، رئيس شعبة الأثاث في الغرفة التجارية، بخصوص تأثير ظهور ماكينات الـ CNC على الحرفي اليدوي "الأويمجي" يكمن في تطور السوق وتغير أذواق المستهلكين، وتناقص الطلب على الأثاث التقليدي اليدوي الذي يعتمد على "الأويمجي"، مع تزايد الطلب على الأثاث الحديث بنسبة 95%، الذي يعتمد على الآلات الحديثة CNC في الصناعة.

وذكر أنه في الماضي، عندما كان الطلب على الأثاث التقليدي مرتفعًا، وكان الأويمجي يجد فرصًا واسعة للتطوير والإبداع، ومع دخول التكنولوجيا، وتحديدًا آلات CNCإلى حيز الصناعة، زادت الإنتاجية وتنوعت الخيارات المتاحة للمستهلكين، ومع ذلك، فإن المشكلة الحالية تكمن في التحول الكبير في شراء المودرن، وانخفاض الطلب على شراء أثاث الكلاسيك، ما أدى إلى انخفاض حاد في الطلب على المنتجات التقليدية.

وأضاف أن هذا الانخفاض أثر سلبًا على كل من الحرفي التقليدي والآلة الحديثة، مؤكدا زيادة وتيرة التطور التكنولوجي والذي أصبح أمرا حتميا، وطبيعيا أن تشهد بعض المهن تراجعًا مع ظهور تقنيات جديدة، فالتطور التكنولوجي أثر على جميع القطاعات، وليس قطاع الصناعة وحده، فكما اختفت بعض المهن مع مرور الزمن، ستظهر مهن جديدة تتطلب مهارات وقدرات مختلفة.

التخلف عن التطور يعني التخلف عن المنافسة

ويقول صلاح مصباح، الخبير في صناعة الأثاث، وعضو الحوار الوطني في صناعة الأثاث، إن التطور التكنولوجي في صناعة الأثاث، قلب العالم رأسًا على عقب، وأصبح من الضروري أن تواكب مدينة دمياط هذا التطور الهائل، سواء من حيث الآلات الحديثة أو التصميمات المعاصرة.

وأضاف أن أي تقدم تكنولوجي أو آلة جديدة يجب أن تجد ترحابًا كبيرًا في دمياط، فالتخلف عن ركب التطور يعني التخلف عن المنافسة العالمية، فقد أثبت أهالي دمياط منذ ستينات القرن الماضي قدرتهم على استيعاب التكنولوجيا الجديدة واستخدامها بكفاءة، بدءًا من "المنشار والرابوب والحلايا" إلى مكن الأويمة الحديثة.

وأشار إلى أنه رغم أن بعض الحرفيين قد يشعرون بالقلق من تأثير هذه الآلات على عملهم، فإن حظرها يعني توقف عجلة الإنتاج في دمياط، وعدم القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية، مؤكدا أنه مهما كان جميلًا، فهو بطيء ولا يلبي احتياجات السوق العالمي.

وتابع: "نحن في دمياط نسعى إلى العالمية، وهذا يتطلب سرعة في الإنتاج وجودة عالية، والآلات الحديثة وخاصة آلات الأويمة، تساعدنا على تحقيق ذلك، فهي لا تقتصر على توفير الوقت والجهد، بل تسمح لنا أيضًا بتنفيذ تصاميم معقدة لا تستطيع اليد البشرية وحدها تنفيذها، وإن وجود هذه الآلة في دمياط يجعلها فريدة من نوعها عن أي مكان آخر، حيث تمتزج فيها الروح الدمياطية القديمة بالتكنولوجيا الحديثة، ما ينتج عنه إنتاج قطع أثاث تحمل الطابع المصري الأصيل مع لمسة عصرية".


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك