نوع جديد من الحرب ومخاوف من تدخل القوى العظمى.. كيف خلق البيلاروس أزمة في أوروبا؟ - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 3:53 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نوع جديد من الحرب ومخاوف من تدخل القوى العظمى.. كيف خلق البيلاروس أزمة في أوروبا؟

إلهام عبدالعزيز
نشر في: الأحد 14 نوفمبر 2021 - 4:29 م | آخر تحديث: الأحد 14 نوفمبر 2021 - 4:29 م

مع اشتعال أزمة آلاف المهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، عاد ملف الهجرة إلى القارة الأوروبية إلى صدارة المشهد مرة أخرى، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وفي محاولة لردع القوات والدبابات الروسية، حافظ حلف الناتو على تواجد عسكري في بولندا غير أن هذا التحالف الغربي واجه تحديا ليس تقليديا، وذلك بعد محاولة 2000 شخص على الأقل من الشرق الأوسط العبور إلى بولندا عبر بيلاروسيا، التي هي حليف مقرب من روسيا.

- فمن هم المهاجرين البيلاروس، وما قصة هجرتهم إلى القارة الأوروبية، وما الأزمة القائمة وراء هذه الهجرة؟.. في السطور التالية نرصد ذلك:

- من هم المهاجرين البيلاروس؟

يأتي هؤلاء المهاجرين إلى بيلاروسيا أولا عن طريق تأشيرة سياحة، وعادة من يتوقفون في العاصمة مينسك قبل أن يواصلون طريقهم صوب الحدود مع بولندا، التي تعني الحدود مع الإتحاد الأوروبي.

وأصدرت بيلاروسيا الصيف الماضي، تأشيرات سياحية لأشخاص من العراق وسوريا واليمن ودول أخرى فيما وصفه مسؤولو الاتحاد الأوروبي بأنه جهد منظم؛ لتشجيعهم على الوصول إلى حدود الاتحاد الأوروبي.

وتقول معطيات الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس"، إن غالبية المهاجرين في هذه المنطقة قادمون من دول عربية وأفغانستان.

وتظهر أرقام الوكالة الأوروبية، أن أكثر المهاجرين العالقين هناك قادمون من دول: العراق وأفغانستان وسوريا والكونغو وروسيا.

ويعيش ما بين 3 إلى 4 آلاف مهاجر في طقس شديد البرودة وصلت حد التجمد على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وليتوانيا العضوين في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، واللتين ترفضان السماح لهم بالعبور، ومن بين هؤلاء نساء وأطفال، يعيشون في مخيمات مؤقتة داخل الغابات الحدودية، ويفتقدون لمقومات الحياة مثل الماء وحليب الأطفال، ولا يجدون سبيلا للدفء إلا بالتحلّق حول مواقد النار التي يشعلونها.

وأظهرت لقطات جنودا بيلاروسيين وهم يطلقون النار على المهاجرين، الذين دب الذعر في قلوبهم، خاصة النساء منهم، وكان هؤلاء يسعون لعبور الحدود مع بولندا، وانتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي لعدة أيام، مما أدى إلى اضطراب السياسة الأوروبية، حسب تقرير "سكاي نيوز" العربية.

- بيلاروسيا وتشجيع الهجرة

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن المسؤولين الأوروبيين يتهمون بيلاروسيا بتشجيع مهربي البشر على دخول المهاجرين إليها ثم توجيههم نحو الحدود إلى الاتحاد الأوروبي في محاولة لإثارة أزمة، وفي المقابل تنفي بيلاروسيا ذلك، لكنها قالت إنها لا تستطيع المساعدة في حل المشكلة ما لم ترفع أوروبا العقوبات.

- تصاعد التوترات بين بولندا وبيلاروسيا

وتتصاعد التوترات بنشر بولندا المزيد من الجنود على طول الحدود لإبعاد المهاجرين، ومعظمهم من العراق وأفغانستان، على حدودها، وتقول روسيا إنها تعتبر تحركات القوات تهديداً لها، وردت بإرسال قاذفات للقيام بدوريات فوق بيلاروسيا.

وبالنسبة لبولندا ولاتفيا وليتوانيا المجاورتين، فإن الخوف المحدد هو أزمة تتصاعد إلى مرحلة تتدخل فيها القوى الأكبر؛ روسيا أو ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي لحلها.

وأشار ألكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروسيا، في مؤتمر صحفي، إلى أن الطائرات الحربية الروسية قادرة على حمل أسلحة نووية، كما طرح لوكاشينكو فكرة وقف نقل الغاز من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي إذا تتطلب الأمر.

- نوع جديد من الحرب

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، في منشور على فيسبوك يوم الخميس: "ما نتعامل معه هو نوع جديد من الحرب؛ هذه حرب يكون فيها المدنيون والرسائل الإعلامية ذخيرة".

- عمل عدواني هجين

قالت حكومة بولندا، إن بيلاروسيا متورطة في "عمل عدواني هجين" لإثارة صدام على الحدود، على مرأى ومسمع من العالم، فيما قال مسؤولون غربيون آخرون إنهم يعتقدون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد خلق مشهد دراماتيكي وتقويض الغرب، لكنه لا يصل إلى حد الصراع المسلح الفعلي.

كما تتهم دول الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بمحاولة إغراء المهاجرين للقدوم صوب الحدود مع بولندا، انتقاما من العقوبات المفروضة على بلاده.

كذلك حذر وزراء دفاع إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، يوم الخميس الماضي، من مخاطر المواجهة العسكرية، وقالت روسيا التي نفت أي تورط لها، إن على الاتحاد الأوروبي التحدث مع بيلاروسيا لحل الأزمة.

وأكد وزير الدفاع البيلاروسي فيكتور خرينين، أن الأنشطة العسكرية لجيرانها، لا سيما في بولندا، لا علاقة لها بأزمة المهاجرين وقد تشير إلى أنهم مستعدون لإطلاق العنان لصراع يريدون فيه إشراك أوروبا في حل مشاكلهم السياسية الداخلية، وكذلك المشاكل المتعلقة بالعلاقات داخل الإتحاد الأوروبي.

- وكالة اللاجئين

سمحت بيلاروسيا يوم الخميس لموظفي وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة بزيارة مخيم مؤقت بالقرب من الحدود يأوي ما يقرب من 2000 شخص، من بينهم أطفال ونساء العديد منهم حوامل، ويتسابق عمال الإغاثة لتقديم المساعدة مع اقتراب فصل الشتاء.

- صدام عسكري

قال مسؤولون ومحللون، إنه من غير المرجح أن تخاطر روسيا البيضاء وروسيا بصدام عسكري ضد منظمة حلف شمال الأطلسي، وبدلاً من ذلك تسعى موسكو وحلفاؤها إلى زرع الفتنة، ففي السنوات الأخيرة تراوحت التكتيكات من التضليل إلى كبح إمدادات الغاز بينما ترتفع أسعار الطاقة في أوروبا.

- مخاوف تكرار أزمة 2015

بانسبة لأوروبا، فإن الخوف الأكبر هو تكرار أحداث عام 2015، عندما عبر أكثر من مليون طالب لجوء إلى القارة، مما خلق مشاهد أدت إلى زيادة شعبية الأحزاب القومية وساعدت على إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

- اختراق للحدود

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن إليزابيث براو الزميلة البارزة في معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قولها إن هذه حملة علاقات عامة بقدر ما هي حملة اختراق للحدود؛ إنهم يعرفون كيف تسبب الهجرة الإنقسام وكيف ستخلق هذه الصور فجوة سامة بين المواطنين وحكومات البلدان المختلفة.

- منع وسائل الإعلام الاقتراب من الحدود

منعت دول الاتحاد الأوروبي الثلاث المجاورة لبيلاروسيا الصحفيين والنشطاء والمنظمات غير الحكومية من الاقتراب من الحدود، حيث أقامت الشرطة نقاط تفتيش على طول الطرق المؤدية إلى المنطقة، كما أعلنت حالات الطوارئ في المناطق الحدودية، مقيدةً بذلك الحريات الديمقراطية العادية لإدارة ما تعتبره تهديدًا لسيادتها.

- المعاهدة التأسيسية للناتو

منذ يوم الاثنين، ناقشت الحكومة البولندية تفعيل المادة 4 من المعاهدة التأسيسية للناتو، والتي ستطلق مشاورات بين أعضاء الحلف العسكري حول تهديد أمني، وتم نشر المقال عدة مرات، بما في ذلك من قبل بولندا في عام 2014 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وتركيا في عام 2020 بشأن الوضع في سوريا.

وتلقت بولندا، عروض مختلفة للمساعدة من رؤوس أموال أجنبية لكنها رفضتها إلى حد كبير، وقامت الحكومة فعليًا بتهميش "فرونتكس" وكالة مراقبة الحدود التابعة للإتحاد الأوروبي ومقرها وارسو، وظلت قوات من حلفاء الناتو متمركزة على بعد ساعات قليلة فقط من المنطقة الحدودية في مكانها.

- عقوبات على بيلاروسيا

دعا قادة الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على بيلاروسيا وشركات الطيران التي تنقل المهاجرين إلى البلاد، وأعرب حلفاء الناتو عن تضامنهم مع بولندا وجيرانها بعد اجتماع يوم الأربعاء،لكن الحلف لم يتخذ خطوات عملية لتعزيز المنطقة.

وقال مسؤول في الناتو، إن المجموعات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي هناك تعمل بكامل طاقتها؛ لكنها لم تشارك في الأزمة ولا تزال حالة التأهب الخاصة بها دون تغيير.

وصرح الجيش البريطاني، أمس الجمعة، بأنه سيرسل فريقًا صغيرًا لاستكشاف كيف يمكننا تقديم الدعم الهندسي لمعالجة الوضع الحالي على حدود بيلاروسيا.

 

 

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك