قصف تل أبيب في الذكرى الـ73 للنكبة الفلسطينية - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 8:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قصف تل أبيب في الذكرى الـ73 للنكبة الفلسطينية

الطيران الاسرائيلي
الطيران الاسرائيلي
كتبت- هايدي صبري:
نشر في: السبت 15 مايو 2021 - 6:00 م | آخر تحديث: السبت 15 مايو 2021 - 6:00 م
تحل، اليوم السبت، الذكرى الـ73 للنكبة الفلسطينية، التي على إثرها تشرد ألاف الفلسطينيين من بيوتهم هائمين على وجوههم بين مخيمات اللجوء، تاركين بيوتهم وممتلكاتهم لتبدأ رحلة الشعب الفلسطيني على سفينة المعاناة والحسرة والألم، في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي القصف الوحشي على غزة و قمع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وطرد أهالي حى الشيخ جراح في القدس المحتلة من منازلهم وتسليمها للمستوطنين، فيما يختلف احياء الفلسطينيين ذكري النكبة، العام الحالي عن العقود الماضية حيث وجهت فصائل المقاومة الفلسطينية ضربات صاروخية غير مسبوقة لتل أبيب والمدن الإسرائيلية.

واستهدفت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم، تل أبيب وبئر سبع وأسدود بضربات صاروخية مكثفة، ردا على مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى حى الشاطئ بقطاع غزةأودت بحياة 10 شهداء بينهم 8 أطفال.
كما قصفت القسام كل من أسدود وبئر سبع بعشرات الصواريخ ما أسفر عن اندلاع حريق ضخم فى المنطقة الصناعية وتضرر مبنى من عدة طوابق فى أسدود.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مصادر طبية والشرطة بمقتل إسرائيلى قرب تل أبيب بصاروخ أطلق من غزة، مشيرة أيضا إلى أن صاروخا ضرب مخزنا لوجيستيا يضم مواد سريعة الاشتعال فى ميناء أسدود ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم فى الميناء.

ويستذكر الفلسطينيون في الخامس عشر من مايو من كل عام "نكبتهم" التي يحتفل بها الإسرائيليون عيدا لقيام دولتهم عام 1948.

وتشير صحيفة "لو كورييه" الفرنسية إلي أن إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو 1948، ادي لنزوح أكثر من 700 ألف فلسطيني.

واليوم ، بعد عقود من الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري، تستمر النكبة للفلسطينيين ، إذ لا يزال حق عودة اللاجئين وذريتهم ، المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194، مطلباً أساسياً للشعب الفلسطيني، بحسب الصحيفة الفرنسية.

وقالت الصحيفة الفرنسية، إن النظر للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور تاريخي هو عملية أساسية لفهم النكبة، كما لايمكن فهم السياسات الحالية لإسرائيل، دون فهم البنية الأيديولوجية للصهيونية التي تقوم عليها إسرائيل.

وبسرد تاريخ النكبة، خلال الحرب العالمية الأولى طرد البريطانيون، العثمانيين من فلسطين بمشاركة العرب الذين وعدوا حينها بالحكم الذاتي.

لكن في عام 1916 قسم اتفاق "سايكس بيكو" الأراضي التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا، فسيطرت بريطانيا على فلسطين، وفقاً لـ"بي.بي.سي".

ووضع مؤتمر "سان ريمو"، للمنتصرين في الحرب العالمية الأولى، فلسطين تحت الانتداب البريطاني رسميا عام 1920.

لكن قبل ذلك دعمت بريطانيا تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال "وعد بلفور".

وهو رسالة من وزير الخارجية البريطاني "أرثر بلفور" في 2 نوفمبر من عام 1917، إلى المصرفي البريطاني، وأحد زعماء اليهود في بريطانيا، البارون "روتشيلد" كانت بمثابة الوعد لليهود بمنحهم وطنا في فلسطين، مع التأكيد على "عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للشعوب غير اليهودية الموجودة في فلسطين".

وزاد تدفق اليهود نحو فلسطين. وتوالت موجات من المهاجرين من بلدان مثل بولندا، التي بات يصل منها إلى فلسطين نحو ألف مهاجر في الأسبوع عام 1936.

وبلغت نسبة تدفق اليهود المهاجرين من بولندا إلى فلسطين نحو ألف مهاجر في الأسبوع عام 1936

رفض فلسطينيون فكرة منح وطن لليهود على أرضهم ونشبت أعمال شغب في القدس والخليل عام 1929 أسفرت عن مقتل 200 يهودي تقريبا و 116 فلسطينيا في القدس أثناء محاولة القوات البريطانية إخمادها.

واندلعت ثورة فلسطينية بين عامي 1936 و1939 بدأت بإضراب عام في يافا مطالبة بإنهاء الانتداب البريطاني ورفضا لتوافد اليهود علي فلسطين.

ففرضت سلطة الانتداب البريطاني الأحكام العرفية وقتلت أكثر من 5 آلاف فلسطيني.

وأصدرت الحكومة البريطانية عام 1939 ما يعرف "بالورقة البيضاء" التي تتعهد بإنشاء وطن قومي لليهود داخل دولة فلسطينية مستقلة خلال 10 سنوات تكون محكومة بالاشتراك بين الفلسطينيين واليهود.

وتقترح الورقة أيضا تحديد الهجرة اليهودية إلى فلسطين بحوالي 10 آلاف في السنة باستثناء "حالات الطوارئ". ولاقت الوثيقة رفضا من العرب واليهود.

كما شجع "الهولوكوست" ومعسكرات الإبادة التي أنشأتها النازية في بداية الأربعينيات المزيد من اليهود على الهجرة إلى فلسطين.

ونشأت مجموعات يهودية مسلحة ساعية إلى إقامة دولة يهودية مستقلة في فلسطين وبدأت في مواجهة السلطة البريطانية هناك.

وفي عام 1947 أوصت الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى كيانين: عربي ويهودي، وإخضاع القدس وجوارها للسيطرة الدولية.

وقد رفضت اللجنة العربية العليا قرار التقسيم. وفي 14 مايو عام 1948 أعلنت سلطة الانتداب البريطاني إنهاء الانتداب وسحب قواتها من فلسطين.

وأعلن رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ديفيد بن جوريون في نفس اليوم "قيام دولة إسرائيل".

في عام 1948 انهار الفلسطينيون تحت أعباء الحرب ورحل أكثر من 700 ألف فلسطيني عن أراضيهم بين نهاية عام 1947 وبداية عام 1949.

وأجبر بعضهم على الرحيل وغادر بعضهم حفاظا على حياتهم. وصادرت إسرائيل ممتلكات الذين رحلوا ولم تسمح لهم بالعودة.

وباندلاع أولى الحروب العربية الإسرائيلية بين عامي 1948 و1949، انتهت باستيلاء إسرائيل على مساحات أكبر مما كان مقررا لها بموجب خطة التقسيم الأممية بما في ذلك القدس الغربية.

أما بالنسبة لعلاقة الصهيونية بالنكبة، فتشير صحيفة "لو كورييه" الفرنسية إلى أنها نمت من فكرة إلى حركة سياسية وطنية منظمة عالمية تدعو إلى عودة "الشعب اليهودي" إلى وطنهم المزعوم "أرض إسرائيل". هذه الحركة، التي تعرّف نفسها على أنها الناطق باسم "الشعب اليهودي" بأسره ، طالبت بهذه العودة من خلال إقامة "وطن لليهود" في فلسطين.

وأضافت الصحيفة الفرنسية فإنه من المثير للاهتمام التأكيد على اللعبة المزدوجة للأيديولوجية الصهيونية التي تنأى بنفسها من جهة عن الجانب الديني، لكنها، من جهة أخرى، تعتمد على الكتابات التوراتية لتبرير مشروعها السياسي.

وكما يقول المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، "لا يؤمن معظم الصهاينة بوجود الله، لكنهم يعتقدون أنه وعدهم بفلسطين".

ووفقاً للصحيفة الفرنسية إن " نجاح أطروحات تيودور هرتزل، الكاتب النمساوي المجري، التي تجسد إعادة اكتشاف اليهودية كإيديولوجيا قومية، ولم تعد الصهيونية مجرد أيديولوجية دينية".

وفي كتابه "الدولة اليهودية"، يجادل هرتزل بأن المشكلة اليهودية ذات طبيعة وطنية وأن الاندماج في الدول القومية محكوم عليه بالفشل.

وبعد النجاح النسبي لأطروحاته في العالم الأكاديمي والسياسي اليهودي، عقد هرتزل في عام 1897 المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في بازل.

وفي المؤتمر الثاني في عام 1898، توصلت المنظمة إلى استنتاج مفاده أن إنشاء الوطن القومي اليهودي سيتم من خلال استعمار فلسطين.

وخلال هذه الفترة، وعلى الرغم من عنوان كتاب هرتزل، لم يتحدث الصهاينة عن دولة يهودية بل عن "وطن"، فإن أحد أسباب ذلك هو أنه في القرن التاسع عشر كانت الظروف الديموغرافية والمؤسسية والسياسية لإنشاء كيان وطني مستقل في فلسطين غير موجودة.

ولم يتم سد هذه الفجوة حتى نهاية الثلاثينيات، مع إضفاء الطابع الرسمي على المشروع القومي الصهيوني، الذي أصبح ممكنًا بدعم من بريطانيا العظمى.

وفي هذا السياق يجب قراءة حقائق النكبة كنتيجة منطقية لمشروع استعماري يدعو إلى تنصيب واحتلال أرض وإبادة سكانها الأصليين أو إجبارهم على النزوح، وفقاً للصحيفة الفرنسية.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك