في منطقة صحراوية شمال مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، وتحديدا في منطقة تسمى قرى الشركة، يوجد عدد القباب القديمة المبنية بالطوب اللبن المهجورة، منها المتهالك الذي تصدع بمرور الزمن، ومنها المتماسك الذي لم يتأثر بمرور قرن وعقدين من السنوات.

القباب القديمة التى شيدتها شركة إنجليزية قديمة عام 1906 شمال واحة الخارجة تركت عدة تساؤلات في ظل وجودها دون استغلال كمزار سياحي أو بيئي أو أثري.

وقال أحمد إسماعيل، أحد أهالي قرى الشركة بمركز الخارجة في الوادى الجديد: "منذ الصغر ونشاهد تلك القباب القديمة والتي استغلها الأهالي كسكن أو مخازن لحفظ الأعلاف والغلال، ويرجع تاريخ تلك المباني إلى عام 1906، عندما تم استغلال تلك المنطقة من قبل شركة إنجليزية ترأسها شخص بريطاني يدعى مستر جونس، وقامت بحفر نحو 61 بئرا جوفيا بهدف الزراعة والاستصلاح وأنشأوا خط سكة حديد الواحات القديم وقتها".

وأوضح إسماعيل لـ"الشروق"، أنه بالبحث في تاريخ تلك القباب كانت مقار وثكنات للإنجليز كنقاط عمل ومعسكرات للإقامة والإدارة، لمتابعة حفر الآبار ومد خط السكة الحديد الذي ربط واحة الخارجة بالصحراء الغربية بمحافظة قنا شرقا، بمسافة 180 كيلو متر.

وأشار إلى أن الشركة أفلست وباعت بعقود قديمة الآبار والأراضي للأهالي وخط السكة الحديد للحكومة المصرية، وبعدما رحلوا من المنطقة تم استغلال القباب من جانب الأهالي والمزارعين.

وذكر إسماعيل، أن القباب تم بناؤها في منطقة عين بئر 43، وعين بئر 39، وعين بئر 17، وعين بئر 35، وجميعها تهالك وأصبحت أطلالا قديمة باستثناء قباب عين 35 لازالت تحتفظ بطرازها وحرفية البناء والتشييد، وأقدم من أية مباني قباب أخرى.

وأضاف أنه مر على بنائها نحو 118 عاما تقريبا، ولازالت قباب عين 35 تبحث عن الاستغلال السياحي والأثري في ظل أنها أصبحت تتوسط مزارع وأراضي استصلاح وبها طريق ممهد، ومثبته بالخرائط المساحية تحت مسمى نقاط ثكنات إنجليزية قديمة.

من جانبه قال محسن عبدالمنعم، مدير الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد، إن المنطقة هامة جدا وتعد مزارا ومقصدا سياحيا حيث شيدت بنظام القباب البيئي والذي يوفر الدفء في الشتاء والطقس البارد في الصيف وتحمل تاريخ وعظمة المكان، مؤكدا أنه سيتم استطلاع المنطقة والسعي نحو استغلالها في تنشيط السياحة كموقع بيئي سياحي فريد يتوسط منطقة مزارع قرى الشركة.

وأشار عبد المنعم لـ"الشروق"، إلى أن قباب 35 نسبة لبئر رقم 35 في ظل أن الشركة الإنجليزية القديمة حفرت الآبار وأطلقت أرقام من 1 حتى رقم 61 على كل بئر، وحددت نطاق وزمام أراضي كل بئر، وبين البئر والآخر مسافة واحد كيلو متر، ومع جفاف تلك العيون تم تعويض الأهالي بآبار استعواضية جديدة تم حفرها من جانب هيئة تعمير الصحاري عام 1961.

ولفت إلى أن السياح بالجنسيات المختلفة يقبلون دائما على زيارة تلك المناطق التى يجب استغلالها بيئيا وسياحيا وثقافيا، وكذلك في إطار الحفاظ على الهوية والتراث.