من الإسكندرية للصعيد.. كيف يحتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف؟ - بوابة الشروق
الخميس 19 سبتمبر 2024 2:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من الإسكندرية للصعيد.. كيف يحتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف؟

منال الوراقي
نشر في: الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 1:24 م | آخر تحديث: الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 1:25 م

تحل ذكرى المولد النبوي الشريف، اليوم الذي ولد فيه النبي محمد بن عبدالله، خاتم الأنبياء والمرسلين، في 12 ربيع الأول من كل عام، وهي الذكرى التي يحتفل بها المسلمون في كل عام، ليس باعتبارها عيدًا أو عبادة، بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا العام، أعلنت دار الإفتاء المصرية موعد ذكرى المولد النبوي الشريف، التي تحل اليوم 15 سبتمبر 2024، الموافق 12 ربيع الأول لعام 1446 هجريًا.

وبناءً على ذلك، أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بشأن موعد إجازة المولد النبوي الشريف، حيث يكون اليوم الأحد، 15 سبتمبر 2024، إجازة رسمية مدفوعة الأجر، احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف.

ولكن، كيف يحتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف؟

تعد مصر أكثر الدول العربية احتفالًا بالمولد النبوي، فإحياء المولد النبوي في مصر تقليد بدأ منذ عصور الإسلام الأولى ثم ارتبط بطبيعة المصريين الذين يحبون آل بيت الرسول محمد ويحرصون على إحياء كل المناسبات الدينية.

احتفالات المولد النبوي

ذكر الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية في كلية الآثار جامعة القاهرة، ومستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار سابقًا في مصر، لصحيفة "العين" الإماراتية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الذي بات عادة مصرية مؤصلة بدأ قبل نحو 1200 عام، وكانت تسمى "ليالي الوقود"، وتشهد تعليق القناديل على المساجد احتفالًا بالحدث.

ثم ترسخت الاحتفالات في العصر الفاطمي باعتبار أنهم ينسبون إلى السيدة فاطمة ابنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومن هنا ظهرت عالمية الاحتفال بالمولد النبوي من مصر وانتقلت منها إلى بعض الدول العربية والإسلامية.

حلوى المولد.. العرائس والأحصنة

يُعد الفاطميون أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف في مصر خلال حكمهم قبل نحو ألف عام، ومعهم اعتاد المصريون صنع الحلوى وتناولها، احتفالًا بذكرى المولد النبوي الشريف، وفق ما نقلت شبكة "الجزيرة".

وكان شارع باب البحر، أحد شوارع مصر القديمة، مصدر صناعة الحلوى وتوزيعها على رفوف خشبية، وأبرزها العرائس والأحصنة المصنوعة بالكامل من السكر والمزيّنة بالعديد من الألوان والمواد اللامعة لإدخال الفرح إلى نفوس المصريين.

إعداد الطعام والشراب

وكان من أبرز مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في مصر الإنشاد الديني وترديد الأهازيج المرتبطة بالحدث الديني، والتزيين بالقناديل وإضاءة المساجد، والتوسعة على أهل البيت، وإعداد الطعام والشراب وأنواع حلوى المولد، خصوصًا عروسة المولد والأصناف المرتبطة بالمنتجات الترفيهية التي تُزرع في مصر مثل الفولية والحمصية والسمسمية.

الإسكندرية.. شربات موز

وفي الإسكندرية، اعتاد المصريون في أغلب شوارع محافظة الإسكندرية الاحتفال بتوزيع أكواب الشربات وبها قطع الموز؛ وهي عادة توارثها الأحفاد منذ القدم احتفالًا بذكرى المولد النبوي.

احتفالات الصعيد

أما الصعيد فيحتفظ بطبيعة خاصة في الاحتفال بالمناسبات الاجتماعية والدينية، التي من بينها ذكرى المولد النبوي، تناولتها مجلة "الفنون الشعبية" المعنية بالتراث في دراسة لها، قدمها سمير جابر، الذي قال: "أُتيحت لي فرصة لرصد ودراسة الموكب الكبير للمولد النبوي الشريف في مدينة ملوي بالمنيا خلال فترة الثمانينيات".

وأضاف: "رأيت الناس يخرجون للتجمع في مكان فسيح بالقرب من متحف الآثار بالمدينة؛ وذلك انتظارًا لحضور (مقامات) الشيوخ المحمولة فوق ظهور الجمال، لتكون على شكل (المحمل)".

المباريات الفنية

وتابع: "ولم تكن ساعات الانتظار بالأمر السلبي، بل كانت تستغل في حلقات التحطيب على أنغام الطبل والمزمار البلدي، فلا يكاد يخلو شارع من تلك المباريات الفنية، التي تتميز بقوانينها وحكامها، ويتخللها الفرسان يمتطون الخيول مارين بتلك الحلقات؛ لكي يخبروا الجموع الغفيرة بقرب ميعاد وصول المحمل، الذي يعد الرمز الأول لهذا اليوم".

عربة مخصصة لأصحاب الحرف

ويشير الباحث إلى مشهد آخر من الطرافة، وهو حضور "الحرفيين" من حدادين ونجارين وحلاقين وما إلى ذلك، محمولين فوق عربات، بحيث يكون كل عربة مخصصة لأصحاب حرفة معينة، ويضعون على العربة ما يمثل مهنتهم من أدوات وآلات، وتظل تلك الممارسات مستمرة من نحو 10 صباحًا وحتى صلاة العصر.

فريق الموسيقى النحاسية

وبعد أداء الصلاة، يبدأ الموكب بفريق الموسيقى النحاسية التابع للبلدية، يليه بمسافة كافية مجموعة من ضاربي السياط، وهم ما يعرفون بـ"السييطة"، ويصل عددهم إلى ما بين 5 إلى 6 أفراد، وكل منهم يمسك بسوط طوله نحو 4 أمتار مصنوع من ليف النخيل الأحمر، مجدول بطريقة خاصة، ومغطى من الخارج بالقماش الملون.

وعن وظيفتهم، فهي تتلخص في إفساح الطريق للموكب، من خلال تطويح هذا الكرباج الكبير في حركة دائرية على المستوى الأفقي، ثم يجذبه فجأة للخلف في حركة خاطفة، يصدر عنها صوت يشبه "الفرقعة"، ويراعى أن يبتعد كل "سييط" عن الآخر بمسافة معقولة حتى لا يؤذون بعضهم، كذلك يبتعد الجمهور ليفسح الطريق للموكب المنتظر.

موكب الجمال

وتأتي اللحظة الأهم حينما يأتي المحمل، وهو موكب الجمال، محمول عليه مقامات الشيوخ مزينة بزخارف شعبية معلقة عليها المسابح وحلي أخرى، ويتبع المحمل مجاميع مشايخ الطرق الصوفية، كل طريقة بأزيائها حاملة لبريقها (علمها) الذي يميزها عن الأخرى، ويشترك الجميع في إنشاد أدعية وتواشيح في مشهد من البهجة الغامرة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك