بحث وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل، مع سفير إيطاليا الجديد بالقاهرة جيامباولو كانتيني، مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون الاستثماري والتجاري المتميز بين مصر وإيطاليا في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة بعد التحديات الصعبة التي واجهت العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية.
ووأوضح بيان لوزارة التجارة والصناعة، اليوم الخميس، أن اللقاء تناول ايضا مستقبل التعاون الصناعي بين البلدين وعددا من الملفات الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
وقال «قابيل»، إنه سيقوم بزيارة قريبا لإيطاليا على رأس وفد من رجال الأعمال تهدف لبحث تعزيز العلاقات التجارية الثنائية والترويج للاستثمار بالسوق المصري خاصة بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي نفذتها الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن الزيارة ستركز على الترويج لقطاعات صناعة السيارات والمنسوجات والجلود.
وأكد «قابيل» ضرورة تكثيف الجهود والتحركات بين الحكومتين المصرية والإيطالية ومجتمعي الأعمال بالبلدين لبدء مرحلة جديدة من التعاون المشترك في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، مشيرا إلى أن البلدين ترتبطان بعلاقات ثنائية تاريخية ووثيقة تعزز قدرتهما على تجاوز أية خلافات عابرة تعيق منظومة العمل المشترك وتدفع بالعلاقات الثنائية نحو مرحلة جديدة من التعاون القائم على تحقيق المصلحة المشتركة للاقتصادين المصري والإيطالي على حد سواء.
وأشار الوزير إلى أن معدلات التبادل التجاري بين البلدين شهدت تطورا ملموسا خلال الفترة الأخيرة وتعد إيطاليا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر بقارة أوروبا، إذ بلغ معدل التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 3.7 مليار يورو، كما ارتفع معدل التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 13.9% ليبلغ مليارين و594 مليون يورو خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري مقابل مليارين و276 مليون يورو خلال نفس الفترة من العام الماضي وزادت الصادرات المصرية للسوق الإيطالي خلال نفس الفترة بنسبة 25% وبلغت 995 مليون يورو بالمقارنة بنحو 796 مليون يورو العام الماضي.
وأضاف أن إيطاليا تساهم في السوق المصري بمشروعات يبلغ رأسمالها 2.7 مليار دولار في 1015 مشروعا في المجالات الصناعية والسياحة والإنشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات التمويلية.
وشدد «قابيل» على أهمية إحياء مبادرة «التجارة الخضراء» بين الحكومتين المصرية والإيطالية، والتي تهدف إلى تسهيل عمليات التبادل التجاري والنقل اللوجيستي بين البلدين ومع الدول الأخرى، مشيرا إلى أن المبادرة تستهدف تسهيل عمليات النقل البحري بين البلدين وربط الموانئ المصرية والإيطالية.
من جانبه، أكد سفير إيطاليا الجديد بالقاهرة جيامباولو كانتيني، حرص بلاده على عودة العلاقات المصرية الإيطالية إلى مسارها الصحيح وتعزيز أواصر التعاون السياسي والاقتصادي بين القاهرة وروما خلال المرحلة المقبلة، معربا عن أمله في أن تشهد الفترة القادمة جهودا مكثفة من مسئولي الدولتين لبدء مرحلة جديدة من التقارب والحوار والتعاون في مختلف المجالات.
وقال إن الحكومة الإيطالية تسهم في تطوير عدد كبير من المشروعات الصناعية في مصر خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم الفني لمدنية الجلود بالروبيكي وتوفير المعدات الحديثة للمركز التكنولوجي بالمدينة وإتاحة قروض ميسرة لتوفير الدعم الفني لمدينة الأثاث بدمياط.
وأشار كانتيني إلى إمكانية تنظيم بعثة لرجال أعمال إيطاليين إلى مصر مطلع العام المقبل؛ لاستعراض فرص الاستثمار المتاحة في قطاعات الطاقة وتدوير المخلفات والجلود والأثاث والملابس والمنسوجات والصناعات التحويلية والصناعات المغذية والوقوف على فرص الاستثمار في منطقة محور قناة السويس وشرق بورسعيد.
وأكد السفير ضرورة الاستفادة من الموقع الجغرافي للبلدين ليكون السوق المصري مدخلا للمنتجات الإيطالية لأسواق القارة الإفريقية والسوق الإيطالي كمدخل لنفاذ المنتجات المصرية لأسواق دول أوروبا، مشيراً إلى أن مشروع ازدواج الخط الملاحي لقناة السويس ساهم في تعزيز التبادل التجاري بين إيطاليا ودول الشرق الأقصى.
وأضاف كانتيني أن منظومة الإصلاح الاقتصادي التي نفذتها الحكومة المصرية مؤخراً ساهمت في توجه مجتمع الأعمال الإيطالي نحو السوق المصري باعتباره سوقا استثماريا واعدا في منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا.
وأوضح سفير إيطاليا أن بلاده تمتلك ثاني أكبر قاعدة صناعية في قارة أوروبا بعد ألمانيا، مشيراً إلى إمكانية نقل الخبرات الصناعية الإيطالية للصناعة المصرية خاصة وأن إيطاليا تمتلك خبرات واسعة في مجال تصنيع الآلآت والمعدات.
وقال رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال المصري الإيطالي خالد أبو بكر، إنه يجري حاليا الترتيب لزيارة وفد من رجال الأعمال الإيطاليين لمصر مطلع العام المقبل لاستعراض فرص الاستثمار المتاحة بالسوق المصري والتعرف على الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة المصرية مؤخراً، خاصة فيما يتعلق بتسهيل مناخ الاستثمار في مصر.
وقال رئيس وكالة تعزيز التجارة الإيطالية فرانسيسكو بانيني إن الوكالة تعمل في مصر في مجالات التدريب والتدريب الفني ومساعدة الشركات المصرية على المشاركة في المعارض العامة والمتخصصة المقامة بالسوق الإيطالي، مشيرا إلى أن الوكالة تستهدف توسيع نطاق أنشطتها في مصر خلال المرحلة المقبلة.
وحضر اللقاء رئيس القسم الاقتصادي والتجاري بالسفارة بيترو تومباكيني، ورئيس وكالة التعاون الإيطالية فيليس لو نجوباردي، ورئيس وكالة تعزيز التجارة الإيطالية فرانسيسكو بانيني، ورئيس جهاز التمثيل التجاري الوزير مفوض تجاري أحمد عنتر، ورئيس الجانب المصري بمجلس الأعمال المصري الإيطالي المهندس خالد أبو بكر.