* جائزتان لكل من «إيميليا بيريز» و«أنورا» و«ألم حقيقى» و«كثيب: الجزء الثانى» و«شريرة» و«والاس وجروميت: الانتقام المر»
* «بى بى سى» تحذف سخرية مقدم الحفل من ترامب فى بثها التليفزيونى وتبرر الفعل بـ«قيود الوقت»
احتفلت الأكاديمية البريطانية للأفلام لفنون الفيلم والتلفزيون «بافتا - BAFTA»، مساء أمس الأول، بحفل توزيع جوائز نسختها الـ78، فى دار الأوبرا الملكية البريطانية، وجاءت الجوائز على نحو مفاجئ؛ حيث اقتسم فيلما «المجمع المغلق ــ Conclave»، و«الوحشى ــ The Brutalist» الجزء الأكبر من كعكة الجوائز، بواقع 4 جوائز لكل منهم، وهو ما لم يكن متوقعًا من خبراء ونقاد السينما العالمية خاصة لفيلم «المجمع المغلق»، والذى ترشح لـ12 جائزة «بافتا»، وتوقع له أن يحصد أكثر من نصف هذه الجوائز على غرار ما فعله فيلم «أوبنهايمر» فى النسخة الماضية، فيما ترشح فيلم «الوحشى» لـ 9 جوائز «بافتا».
وحصد فيلم «المجمع المغلق» جوائز، أفضل فيلم فى عام 2024، وأفضل فيلم بريطانى، وأفضل سيناريو مقتبس، وأفضل مونتاج. بينما حصد فيلم «الوحشى» جوائز أفضل تصوير سينمائى، وأفضل موسيقى تصويرية، واقتنص مخرجه برادى كوربيت جائزة أفضل مخرج، ونال بطله أدريان برودى جائزة أفضل ممثل.
وحصل فيلم «إيميليا بيريز ــ Emilia Pérez» على جائزتين وهما أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، وأفضل ممثلة مساعدة، التى حصلت عليها زوى سالدانا، كما حصل فيلم «أنورا ــ Anora»، على جائزتين، وهما أفضل اختيار طاقم تمثيل، وأفضل ممثلة، التى حصلت عليها ميكى ماديسون. ونال أيضا فيلم «ألم حقيقى ــ A Real Pain» جائزتين، وهما أفضل سيناريو أصلى، وأفضل ممثل مساعد، التى ذهبت إلى كيران كولكين.
وحصل أيضا فيلم «كثيب: الجزء الثانى -Dune :Part Two» على جائزتين، هما أفضل صوت، وأفضل مؤثرات بصرية. وكذلك فيلم «شريرة ــ Wicked»، الذى اقتنص جائزتى أفضل تصميم إنتاج، وأفضل تصميم أزياء. وحصد فيلم «والاس وجروميت: الانتقام المر ــ Wallace And Gromit :Vengeance Most Fowl»، جائزتى أفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم للأطفال والعائلة.
ونال فيلم «المادة The Substance» جائزة أفضل مكياج وشعر. وفاز فيلم «سوبرمان: قصة كريستوفر ريف ــ SuperMan :The Christopher Reeve Story» بجائزة أفضل فيلم وثائقى. واقتنص الممثل دافيد جونسون، جائزة النجم الصاعد.
وحصل ريتش بيبيات على جائزة أول ظهور متميز لمخرج أو كاتب أو منتج بريطانى، عن فيلمه «الرضفة ــ Kneecap»، وحاز فيلم «حجر، ورقة، مقص ــ Rock, Paper, Scissors»، جائزة أفضل فيلم بريطانى قصير، وحصد فيلم «تجول للدهشة ــ Wander To Wonder»، جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصيرة بريطانى.
للعام الثانى على التوالى، يقدم الممثل ديفيد تينانت حفل «بافتا» فى نسخته الـ78، بأسلوب غير تقليدى؛ حيث دخل المسرح برقصة وأغنية شارك فيها النجوم والجمهور، ليحول الأجواء فى لحظة إلى استعراض حماسى، وذلك قبل أن يلقى مونولوجوه الافتتاحى، تطرق فيه إلى السياسة وسخر من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشبها إياه بشخصية «بيتلجوس»، قائلا: «لقد قلت اسمه ثلاث مرات، كأننى استدعيته مثل بيتلجوس»، إلا أن بعض نكاته لم تصل كاملة إلى الجمهور، بعدما حذفت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، أجزاء من سخريته من الرئيس الأمريكى ترامب عند البث التليفزيونى، وهو ما بررته الشبكة قائلة: «نظرًا لطبيعة البث، يتم عرضه بتأخير زمنى قصير، ومن الضرورى إجراء بعض التعديلات بسبب قيود الوقت».
وشهد الحفل إجراءات أمنية مشددة غير مسبوقة، وذلك بسبب الفوضى التى شهدها حفل العام الماضى، عندما اقتحم اليوتيوبر «ليزوانى» المسرح أثناء تسليم جائزة أفضل فيلم، وتسلل إلى خشبة المسرح، ووقف خلف الممثل كيليان ميرفى، ومخرج فيلم «أوبنهايمر» كريستوفر نولان، ومايكل جى فوكس، أثناء تقديمهم للجائزة الأهم فى الليلة. وظهر مبتسمًا خلف المنتجة إيما توماس، زوجة نولان، أثناء إلقائها خطاب قبول الجائزة، مما أثار استياء الحضور والمشاهدين، وتمثلت الانتفاضة الأمنية فى تشديد إجراءات التفتيش والمراقبة، مع تعزيز أعداد أفراد الأمن فى قاعة الاحتفال.
وفى تكريم «فى الذاكرة ــ In Memoriam»، الذى يعد جزءًا أساسيًا من حفل البافتا كل عام، وهو يهدف إلى الاحتفاء بإسهامات الراحلين وتخليد ذكراهم فى ذاكرة صناعة السينما والتلفزيون، تاركين بصمة لا تنسى فى تاريخ الفن، قدم هذا العام جيف جولدبلوم لمسة موسيقية ساحرة بعزف على البيانو مقطوعة «مع مرور الوقت ــ As Time Goes By»، بينما ظهرت على الشاشة صور وأسماء أبرز الشخصيات السينمائية التى رحلت خلال العام الماضى، من بينهم، ماجى سميث، نجمة سلسلة أفلام هارى بوتر، التى توفت فى العام الماضى.
وفى لحظات مؤثرة قدم توم فيلتون، الشهير بشخصية «دراكو مالفوى» فى سلسلة أفلام «هارى بوتر»، جائزة زمالة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون، إلى زميله ووريك ديفيس، الذى جسد شخصية «البروفيسور فيليوس فليتويك» فى أفلام «هارى بوتر»، مستعيدا ذكرياتهما سويا، ومشيرًا إلى أنه كان أول من علمه نطق تعويذة «وينجاردم ليفيوسا» بشكل صحيح، معلقا: «لقد جعل العمل يبدو وكأنه متعة، وليس مجرد وظيفة»، فيما لم يتمكن ووريك ديفيس من حبس دموعه خلال كلمته، وانهار فى البكاء، كما أهدى ديفيس الجائزة إلى زوجته الراحلة سامانثا، التى توفيت فى مارس 2024، معبرًا عن امتنانه لكل من دعمه فى مسيرته، ليختتم كلمته برسالة ملهمة للجميع، قائلاً: «إلى كل شخص يحلم بسرد قصته أو إنشاء شىء ذى معنى، امض قدما، العالم بحاجة إلى رؤيتك».