في ذكرى رحيل ثروت أباظة.. تعرف على صاحب أفضل ما كُتب عن القرية في الأدب العربي بشهادة طه حسين - بوابة الشروق
الخميس 27 يونيو 2024 3:54 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في ذكرى رحيل ثروت أباظة.. تعرف على صاحب أفضل ما كُتب عن القرية في الأدب العربي بشهادة طه حسين

أسماء سعد
نشر في: الخميس 17 مارس 2022 - 7:04 م | آخر تحديث: الخميس 17 مارس 2022 - 7:04 م

"إنها أحسن ما كُتب عن القرية في الأدب العربي" هكذا تحدث الدكتور طه حسين عن رواية "هارب من الأيام" للروائي والكاتب ثروت دسوقي أباظة، والذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 2002؛ وهو يعد من أعلام محافظة الشرقية مركز الزقازيق قرية غزالة وله اسهاماته العديدة في الأدب.

وينتمي الكاتب الكبير ثروت أباظة إلى عائلة "أباظة" وهي من أعرق عائلات مصر وهي أسرة أدبية قدمت للأدب العربي عمالقة من الأدباء علي رأسهم والده الأديب دسوقي أباظة وعمه الشاعر عزيز أباظة وعمه الكاتب الكبير فكري أباظة.

♦ حياته العملية
حصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950، وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة. وقد بدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر وهي بدايه مبكرة واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا.

تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1974، ورئاسة القسم الأدبي بصحيفة الأهرام بين عامي 1975 و1988 وظل يكتب في الصحيفة نفسها حتى وفاته. كما أنه شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب. وقد تولى منصب وكيل مجلس الشورى، كما كان عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة وبالمجالس القومية المتخصصة ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث وعضواً بنادي القلم الدولي.

♦ مسيرته الأدبية
ألف ثروت أباظة عدة قصص وروايات، تحول عدد منها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، كما كتب أكثر من أربعين تمثلية إذاعية، وأربعين قصة قصيرة وسبعه وعشرين رواية طويلة.

وكانت أول أعمال ثروت الأدبية حينما طلب منه المخرج المشهور الأستاذ فتوحي نشاطي أن يشترك معه في كتابة مسرحية عن ابن عمار والمعتمد بن عباد، ولكن هذه القصة لم تكتمل حينها بل ظلت تبادر ذهنه، وبالفعل كتب قصة عن ابن عمار وكان أسلوبها العربي الرصين سبب في أن تقرر وزارة التربية والتعليم تدريسها في مطلع الستينيات.

بناءا على معرفته العميقة بالفلاحين كتب رواية "هارب من الأيام"، وقد صور فيها شرزمة من الأشرار وهى تروع القرية وتسلب أموال أهلها، وتعث في الأرض فسادا ، وكان هدفه من الرواية هو الحرية والمناداة بالخلاص من ظلم الاستعباد، وكان يذهب إلى سينما ريفولى التي افتتحت أول كافتيريا مكيفة لكتابة تلك الرواية هناك، ونال عنها جائزة الدولة التشجيعية سنة 1958، وهذا هو أول تكريم رسمي له .

ونشر في مجلة الصباح "شيء من الخوف" على حلقات؛ حتى اختارها الفنان صلاح ذو الفقار لينتجها فيلما سينمائيا، وحينما تقرر أن يتحول كتاب (لقاء هناك) إلى فيلم سينيمائى يتكلم عن الصراع بين المادة والإيمان وعن المصالحة بن الأديان، ذهب إلى شيخ الأزهر عبد الحليم محمود وإلى البابا شنودة ليوافقا على عرض الفيلم، حتى نجح الفيلم نجاحا كبيرا وعبر عن الوحدة الوطنية.

علاقته بالأدباء
كان ثروت أباظة على علاقة جيدة بجميع الأدباء الكبار، حيث كان يحبه طه حسين كثيرا ويقرأ جميع رواياته، وكان عندما يتأخر عن زيارته يقابله بهذين البيتين:
إن كنت أزمعت على هجرنا من غير ذنب فصبر جميل
وإن كنت تبدلت بنا غيرنا فحسبنا الله ونعم الوكيل

أما عن علاقته بنجيب محفوظ، فتقول زوجته أنه يرفع سماعة تليفونه يوميا في الرابعة مساء ليحادثه، وكان ثروت يعتبره رائدا لفن الرواية، وكان نجيب محفوظ يقول له دوما "لو أن عشرة قراء يقرءون لي مثلك، بكل هذا الوعي، لاكتفيت بهم".

وبدأت علاقته بتوفيق الحكيم منذ طفولته، عندما كان يقرأ كل كتبه ، وكان له مكان يجلس فيه بقصر النيل كان يذهب إليه ثروت ليراه من بعيد ثم ينصرف، حتى تعارفا يوما وفوجئ أن الحكيم يسمع تمثيلياته عن أقاصيص العرب، وتوطدت العلاقة بينهم إلى أن اعتبره الحكيم بمثابة ابنه، وفى الإسكندرية كان له يومين يخصصهم للحكيم.

♦ أعمال مختارة
ترك ثروت أباظة أعمال أدبية مميزة ورصيد ثري من الاعمال الإبداعية الخالدة من الروايات والقصص، من بينها: شيء من الخوف، هارب من الأيام، ثم تشرق الشمس، الضباب، أحلام في الظهيرة، طارق من السماء، الغفران، لؤلؤة وأصداف.

♦ الجوائز والتكريمات
حصل على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.

♦ وفاته
قضى ثروت عامه الأخير متنقلا بين البيت ومستشفى الصفا لإصابته بورم خبيث في المعدة وكان يشعر باقتراب الرحيل فأودع كل أعماله لدار المعارف لتنشرها له ، وكان في تلك اللحظات سريع التأثر حتى البكاء، حتى رحل في 17 مارس عام 2002.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك