ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مسئولين أمريكيين يرون إخفاقا استراتيجيا في الغزو الإسرائيلي لرفح جنوب قطاع غزة، موضحة أنهم يتشككون في أنه يمكن هزيمة حركة حماس تماما، ويخشون من أن اتساع التوغل سيحبط محاولات إبرام اتفاق سلام.
* فرص إنهاء الحرب
وأضافت "واشنطن بوست"، خلال تقرير منشور عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الجمعة، أن كبار مسئولي إدارة بايدن الذي يسافرون إلى إسرائيل نهاية الأسبوع تنفذ لديهم فرص إقناع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتبني رؤيتهم بشأن كيفية إنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام الدائم.
وبعد أكثر من سبعة أشهر وعشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين، لا يزال الجانبان متباعدان أكثر من أكثر وقت مضى بشأن كل من تكتيكات ساحة المعركة والاستراتيجية الشاملة لتحقيق هدفهم المتمثل في هزيمة حماس.
وتتراوح اختلافاتهم الجوهرية، بحسب "واشنطن بوست"، مما إذا كان ممكنا لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يدمر عسكرياً حماس إلى ما إذا كان إنشاء دولة فلسطين هو استسلام للمقاومة أو الطريقة الوحيدة لإنهاء دائرة العنف الممتدة منذ سنين.
وبعدما التزمت إدارة بايدن بالدعم الثابت للدفاع عن إسرائيل، تعتقد أن الاستراتيجية الحالية لتل أبيب لا تستحق التكلفة من حيث الأرواح البشرية والدمار، وأنه لا يمكنها تحقيق هدفها، وستقوض في النهاية الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في الشرق الأوسط.
* معضلة استراتيجية وسياسية
وقد هدد بايدن، الذي يواجه انتقادات محلية وعالمية قاسية بسبب تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي، بوقف شحنات الأسلحة حال واصلت إسرائيل عمليتها العسكرية الكبيرة في رفح بدون حماية المدنيين هناك على نحو فعال، لكن حتى التهديد بوقف مؤقت في الشحنات أثار غضب المشرعين الجمهوريين الذين يؤكدون دعم إسرائيل بأي ثمن.
وبحسب "واشنطن بوست"، تأتي هذه الرواية المتعلقة بالمعضلة الاستراتيجية والسياسية التي تواجهها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل من عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين والإسرائيليين الحاليين والسابقين ومسئولين عسكريين ومخابراتيين، تحدثوا شريطة عدم كشف هويتهم لمناقشة العلاقة الحساسة والمستقبل المشحون.
وقد أعرب عدد قليل منهم عن تفاؤله بقرب التوصل لتوافق في الآراء، أو أن الإدارة الأمريكية لديها أي مبادرات جديدة لإنهاء الصراع.
ومن المقرر تقديم خيارات لنتنياهو نهاية هذا الأسبوع عندما يصل وفد يترأسه مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان في رحلة تتضمن محطات أيضاً في الرياض وعواصم عربية أخرى.
وأقر مسئولون أمريكيون بأن مهمة إقناع الإسرائيليين بتغيير المسار أصبحت أكثر صعوبة مع الإخفاق المستمر للمفاوضات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تقدم وقفا مؤقتا في إطلاق النار مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.