دراسة: مستويات الكلور في المياه بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان - بوابة الشروق
الجمعة 21 فبراير 2025 8:06 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

دراسة: مستويات الكلور في المياه بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان

عبدالله قدري
نشر في: الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 10:38 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 18 فبراير 2025 - 10:38 ص

كشف دراسة تحليلية جديدة من مختلف أنحاء العالم، أن عملية تطهير مياه الشرب بالكلور، عند المستويات الشائعة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد تزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان.

بحسب الدراسة التي نشرتها صحيفة الجارديان، تُستخدم عملية الكلورة على نطاق واسع لتعقيم المياه والقضاء على الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض. ومع ذلك، ينتج عن هذه العملية منتجات ثانوية خطرة تُعرف باسم "ثلاثي الهالوميثانات" (THMs)، وهي مواد توجد في جميع شبكات المياه العامة تقريبًا في الولايات المتحدة وأوروبا.

وبحسب تقديرات، فإن ما يقرب من 300 مليون شخص في الولايات المتحدة لديهم مستويات مقلقة من هذه المواد في مياههم.

مخاطر صحية مؤكدة

أشار الباحثون إلى أن الكلورة تُعتبر طريقة "رخيصة وفعالة ومتاحة بسهولة" للقضاء على مسببات الأمراض، لكنها تحمل مخاطر صحية، حيث أظهرت الدراسة زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 33%، سرطان القولون والمستقيم بنسبة 15%.

وقالت إميلي هيلت، الباحثة الرئيسية في الدراسة من معهد كارولينسكا بالسويد: "ما توصلنا إليه مثير للقلق، ونحتاج إلى دراسات عالية الجودة لفهم المخاطر بشكل أفضل."

تاريخ الكلورة والمخاطر المكتشفة

أحدثت عملية تطهير المياه بالكلور ثورة في الصحة العامة، حيث ساهمت في زيادة متوسط العمر المتوقع بشكل كبير منذ أن بدأ تطبيقها في أوائل القرن العشرين في الولايات المتحدة. فقد ساعدت هذه العملية في تقليل الأمراض المنقولة عبر المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد.

لكن في السبعينيات، اكتشف العلماء أن هذه العملية تؤدي إلى تفاعلات كيميائية غير مرغوب فيها، إذ يتفاعل الكلور مع المواد العضوية مثل بقايا النباتات المتحللة لينتج مئات المركبات الثانوية السامة.

وتشمل بعض أكثر هذه المركبات شيوعًا الكلوروفورم، البروموفورم، برومو-ثنائي كلوروميثان، وكلوروديبرو مو ميثان، والتي ثبت أنها مسرطنة وجينية سامة في التجارب على الفئران.

تحديات تنظيمية ومستويات الخطورة

وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حدودًا لمستويات ثلاثي الهالوميثانات في مياه الشرب عند 80 جزءًا في المليار (ppb) و100 جزء في المليار على التوالي. لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن مخاطر الإصابة بالسرطان قد تبدأ عند مستويات منخفضة تصل إلى 40 جزءًا في المليار، وهو ما يعادل تقريبًا المستويات التي تم العثور عليها في مدينة نيويورك.

ويشير تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن مستويات THMs تتراوح عادة بين 40 و60 جزءًا في المليار، بينما ترى منظمة مجموعة العمل البيئي (EWG)، وهي منظمة غير ربحية معنية بالصحة العامة، أن المستوى الآمن يجب ألا يتجاوز 0.15 جزءًا في المليار فقط.

دراسة شاملة تكشف الفجوات البحثية

تُعد الدراسة الحديثة واحدة من أكثر الأدلة إقناعًا حتى الآن، حيث حللت بيانات حوالي 30 دراسة شملت 90,000 مشارك. ووجد الباحثون أن الرجال أكثر عرضة للخطر من النساء.

وركزت الدراسة على تأثير الكلور على المثانة والقولون والمستقيم فقط، نظرًا لعدم توفر أبحاث كافية عن علاقته بأنواع السرطان الأخرى. لكن الباحثين لا يزالون غير متأكدين تمامًا من سبب استهداف هذه المواد الكيميائية للأمعاء الغليظة والمثانة بشكل رئيسي.

يواجه المنظمون تحديًا صعبًا، حيث إن المياه السطحية تحتوي على مستويات أعلى من THMs مقارنة بالمياه الجوفية، لأنها تحتوي على كائنات حية ومواد عضوية أكثر، مما يزيد من تفاعلها مع الكلور.

خيارات بديلة لكنها مكلفة

بحسب الدراسة، يمكن تنظيف المواد العضوية من الماء قبل تعقيمه، ما يقلل من تكوين المركبات السامة، ويمكن تقليل كمية الكلور المستخدمة، لكن الخبراء يحذرون من أن استخدام كمية غير كافية من المطهر قد يكون خطيرًا.

كما يمكن اللجوء إلى تقنيات بديلة مثل المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية أو تركيب أنظمة ترشيح جديدة، لكنها مكلفة للغاية.

وأكدت الباحثة إميلي هيلت أنه لا يزال من الأفضل شرب مياه البلدية، حيث إنها تُعد الخيار الأكثر أمانًا للصحة العامة. وأوصت باستخدام أنظمة ترشيح منزلية تعتمد على الكربون المنشط، حيث تعد من بين أفضل الحلول لإزالة الملوثات من مياه الشرب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك