• 37% زيادة في سعر الحديد بالأسواق المحلية مقارنة بالسعر العالمي
• عالية المهدي: ننتظر تعديل للأسعار خلال أيام حتى لا تفقد الشركات قدرتها التنافسية في التصدير
• طارق الجيوشي: فارق السعر بسبب ضريبة القيمة المضافة وتكلفة التشغيل

تترقب الأسواق المحلية انخفاض أسعار حديد التسليح خلال الفترة المقبلة، بعد انهيار أسعار الخامات عالميا خلال شهر أغسطس الجاري

وسجلت أسعار خام الحديد في الأسواق العالمية أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2022، لتصل إلى 93 دولارا للطن، وسط مخاوف من زيادة المعروض العالمي عن حجم المطلوب نتيجة تعرض المصانع الصينية – أكبر مستهلك في العالم لخام الحديد – إلى أزمة شديدة تؤثر على حجم إنتاجهم، وفقا لوكالة بلومبرج.

ويزيد سعر حديد التسليح في مصر عن السعر العالمي بنحو 37%، حيث يسجل متوسط سعر الحديد بالسوق المحلية نحو 40 ألف جنيه للطن، بما( يعادل 810 دولارات)، فيما يسجل السعر العالمي لحديد التسليح خلال الأسبوع الجاري نحو 590 دولارا للطن فقط.

قالت عالية المهدي، رئيسة الجمعية المصرية للحديد والصلب، إن انخفاض أسعار الخامات العالمية سيؤثر على السوق المحلية خلال فترة أقصاها ثلاثة أشهر، مرجعة ذلك إلى الوقت المستغرق في التعاقد على خام الحديد، ثم عملية التشغيل والإنتاج وصولا للسوق المحلية.

وأشارت إلى أن تخفيض الأسعار هي أمر حتمي طالما تراجعت الأسعار العالمية، مرجعة ذلك إلى أن عدم تخفيض الأسعار سيفقد الشركات المصرية فرصة التصدير للأسواق الخارجية بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بالأسواق المجاورة.

وبالتزامن مع هبوط الأسعار العالمية، أعلنت شركة الحديد والصلب السعودية «حديد» أمس، الأحد، عن تخفيض أسعار حديد التسليح بقيمة 100 ريال للطن (27 دولارا) مسجلا 2435 ريال سعودي (648 دولار) بداية من سبتمبر المقبل، وفقا لموقع الاتحاد العربي للحديد والصلب.

وبحسب بيانات رسمية تحصلت الشروق على نسخة منها في وقت سابق، فإن قيمة الصادرات تراجعت خلال أول 6 أشهر من العام الحالي بنسبة 19% لتصل إلى نحو 900 مليون دولار. وكانت قيمة إجمالي صادرات الحديد طوال العام الماضي قد بلغت 2.3 مليار دولار.

تتوقع المهدي أن الشركات المحلية قد تعلن عن بدء تخفيض الأسعار في وقت قريب قبل بدء دورة التشغيل الجديدة التي تستغرق حوالي ثلاثة أشهر، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تشهد السوق المحلية أسعار جديدة منخفضة عن المستويات الحالية في بداية سبتمبر المقبل.

وارتفع إنتاج مصر من حديد التسليح خلال أول 6 أشهر من 2024، إلى 4.158 مليون طن بنمو سنوى 37%، بدعم من توافر الدولار واتجاه الشركات للتصدير، بحسب بيانات رسمية حصلت «مال وأعمال ــ الشروق» على نسخة منها في وقت سابق.

فيما زاد حجم مبيعات حديد التسليح فى السوق المحلية بنسبة 9.6% خلال النصف الأول من العام الجارى ليصل إلى 3.061 مليون طن، وذلك مقابل مبيعات بلغت 2.791 مليون طن خلال الفترة المماثلة من عام 2023.

يرى طارق الجيوشي، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية أن أسعار حديد التسليح بالسوق المحلية حاليا، تتناسب تماما مع الأسعار العالمية، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك فروقات سعرية بسيطة نتيجة الانخفاضات الحالية في أسعار الخامات عالميا.

وأضاف الجيوشي لـ«الشروق» أن شركات الحديد خفضت أسعارها بنحو 10.5 آلاف جنيه في الطن، منذ مارس الماضي وحتى الآن، مشيرا إلى أن متوسط سعر الطن يسجل حاليا حوالي 40 ألف جنيه، مقارنة بأكثر من 50 ألف جنيه في بداية العام الجاري.

ولفت إلى أن خفض الأسعار كان لسببين، أولهما تحرير سعر الصرق الذي أتاح الدولار للمصانع بسعر رسمي عند 48 جنيه تقريبا، بدلا من 70 جنيه في السوق الموازية، مضيفا أن السبب الآخر كان تراجع الأسعار العالمية أيضا.

وأوضح أن فارق سعر حديد التسليح بين السوق المحلية الذي يسجل ما يعادل 810 دولار للطن، والسوق العالمية (590 دولار للطن)، يرجع إلى إضافة الـ14% ضريبة القيمة المضافة، وتكلفة التشغيل التي تتضمن سعر الغاز والعمالة ونولون النقل، وهامش الربح، لافتا إلى أن أسعار التصدير تتقارب جدا مع الأسعار العالمية.

وقال إن استمرار تراجع سعر الخامات عالميا خلال شهر أغسطس الجاري، سيدفع المصانع إلى التخفيض الفوري للأسعار إذا ثبت سعر الصرف، ولكن سعر حديد التسليح حاليا لا يحتاج إلى تغيير من وجهة نظره.