الجامعة العربية تحتضن حفل مناقشة كتاب اتفاقات وخلافات العرب للسفير حسين حسونة الصادر عن دار الشروق - بوابة الشروق
السبت 22 فبراير 2025 7:36 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الجامعة العربية تحتضن حفل مناقشة كتاب اتفاقات وخلافات العرب للسفير حسين حسونة الصادر عن دار الشروق

كتبت- ليلى محمد ومحمود عماد
نشر في: الأربعاء 19 فبراير 2025 - 7:28 م | آخر تحديث: الخميس 20 فبراير 2025 - 4:07 م

- أبو الغيط : أشجع كل من يرغب في التعرف على الجامعة العربية أن يقرأ هذا الكتاب.. ومساهمتي فيه كانت فرصة لمزيد من الاطلاع على دور عبد الخالق حسونة
- المعلم: كتب السيرة الذاتية فرصة لتوثيق التاريخ.. ودار الشروق محظوظة للغاية لنشرها كتب للأمناء العاميين وغالبية وزراء الخارجية
- حسونة: حرصت على تقديم المادة بكل موضوعية حتى لا تكون مجرد إشادة بوالدي.. والشروق من أهم دور النشر في العالم

شهدت جامعة الدول العربية، اليوم، ندوة مهمة لمناقشة كتاب "اتفاقات وخلافات العرب" كما عايشها عبدالخالق حسونة – الأمين العام لجامعة الدول العربية" الأسبق، الصادر عن دار الشروق لمؤلفه السفير حسين عبد الخالق حسونة، تحرير وتوثيق الكاتب الصحفي خالد أبو بكر.

حضر الحفل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والمهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة دار الشروق، ووزير الخارجية الأسبق محمد العرابي، والأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير الدكتور سعيد أبو علي، والسفير حسين حسونة ومدير عام دار الشروق أحمد بدير والسفير حسين الهنداوي، ونخبة من رموز الدبلوماسية المصرية والعربية، وعدد كبير من الإعلاميين المصريين والعرب منهم أكرم القصاص، وعبدالله عبد السلام ، وعماد الدين حسين وأسرة مؤلف الكتاب.

وقال أبو الغيط في كلمته: "لقد مضى على هنا في بيت العرب ما يقرب من الثمانية سنوات وثمانية شهور، على مدارها يوميا أحضر إلى مقر الأمانة العامة للجامعة في تمام الساعة ٨ صباحا، أقف مندهشا، أبدي إعجابي غير المحدود لطراز وهيئة هذا الكيان وأناقته. و"منذ أن توليت منصب الأمين العام للجامعة العربية، أحاول بناء ملحق إلا أنني لم انتهي منه بعد، لأنها عملية في غاية الصعوبة".

وتساءل أبو الغيط كيف لمن سبقونا هذه القدرة والسيطرة والإبداع في بناء هذا المبنى، مشيدا بدور عبدالخالق حسونة، لما قام به من أجل هذا الكيان، ليصبح بهذه العظمة والأناقة، قائلا: "بمنتهى الأمانة أريد في هذه اللحظة أن أحيي الدكتور والصديق حسين عبدالخالق حسونة لوفاءه لوالده وإصداره لهذا الكتاب".

وقال الأمين العام للجامعة العربية إنه "عندما طلب منه المساهمة في هذه المهمة، كانت بمثابة الفرصة لمزيد من الاطلاع على دور عبد الخالق حسونة، والتعمق في التفاصيل"، موضحا: "بدأت أدقق أكثر في الجامعة العربية، والحقيقة لقد أدهشني للغاية التنظيم الممتاز والخيالي والتنفيذ الدقيق لفكرة الجامعة، ولعل الفضل في ذلك يعود إلى الأمين العام عبدالخالق حسونة، الذي أمضى عشرين سنة يعمل على الفكرة وقد نجح في فرض ملاحظاته، فهو دون مبالغة المنفذ الحقيقي للفكرة".

كما أشاد أبو الغيط بجهد كل من السفير حسين عبدالخالق حسونة والكاتب الصحفي خالد أبو بكر محرر المذكرات، مؤكدا أن إنجاز كتاب بهذه الصورة يستلزم تركيز على الذاكرة بشكل دقيق و صعب.

وأشاد أيضا بعلاقة السفير حسين عبدالخالق حسونة بوالده وبحثه وتقصيه في عمق المادة المتاحة ضمن الكتاب، مشيرا لسعادته بالمساهمة من خلال هذا الانجاز من خلال إتاحة الفرصة للإطلاع على كافة الوثائق المتاحة، لإعجابه الشديد بهذه الشخصية.

وتابع أبو الغيط: "أشجع كل من يرغب في التعرف على الجامعة العربية أن يقرأ هذا الكتاب"، موضحا" "عندما قرأته لمرة و اثنين أضاف لي الكثير".

من جهته، قال المهندس إبراهيم المعلم في كلمته المكتوبة:

"حينما تستدعينا الذاكرة، تصبح الاستجابة لها فرضًا، والتوقف أمامها ضرورة لا تقبل التأجيل. فالتذكر ليس ترفًا نمارسه في لحظات التأمل، بل هو طاقة نستمد منها القوة، ونور نضيء به دروب الحاضر المليئة بالتحديات. واليوم، نقف أمام لحظة استثنائية، لحظة نستعيد فيها سيرة رجل لم يكن شاهدًا على التاريخ فحسب، بل كان صانعًا له، تاركًا بصمة خالدة على مسيرة مصر والدبلوماسية العربية، إنه عبد الخالق باشا حسونة.
أتوجه بجزيل الشكر إلى جامعة الدول العربية وأمينها العام على استضافة هذا الحدث الثقافي الرفيع، وهو دأبها الدائم في احتضان الفعاليات التي تخدم القضايا العربية في السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة. وهنا، لا يسعني إلا أن أتذكر بكل تقدير الدور البارز الذي اضطلعت به الجامعة العربية، بقيادة أمينها العام الأسبق السيد عمرو موسى، في دعم اتحاد الناشرين العرب والمبدعين العرب، مما أثمر عن مشاركة استثنائية للثقافة العربية كضيف شرف في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2004، وهو الحدث الأبرز في صناعة النشر العالمية. جاء ذلك في وقت عصيب كانت فيه الثقافة العربية في مرمى الاتهام، إثر تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكن بفضل هذا التعاون، أثبتت الثقافة العربية حضورها القوي، كنافذة حضارية مشرقة على العالم".

واضاف المعلم:

"إن هذا الإصدار الذي نحتفي به اليوم يشكل حلقة جديدة في سجل دار الشروق الحافل بتوثيق سير ومذكرات الأمناء العامين للجامعة العربية. كانت البداية مع الأمين العام الأول عبد الرحمن باشا عزام، الذي لم يكتب مذكراته، غير أن "دار الشروق" نشرت له كتابه القيم "الرسالة الخالدة"، وها نحن اليوم نطلق سيرة الأمين العام الثاني عبد الخالق حسونة، مستكملين هذا المسار الذي امتد ليشمل سِيَر الدكتور عصمت عبد المجيد وعمرو موسى، وصولًا إلى الأمين العام نبيل العربي.
ويُضاف إلى ذلك الجهد الدؤوب الذي بذلته دار الشروق في توثيق مذكرات وزراء الخارجية المصريين وكبار الدبلوماسيين، منذ نوبار باشا ومحمود فهمي النقراشي، مرورًا بالدكتور محمود فوزي، إسماعيل فهمي، كمال حسن علي، بطرس بطرس غالي، عصمت عبد المجيد، وصولا إلى عمرو موسى، نبيل العربي، منير زهران، ونبيل فهمي، وفي الطريق محمد كامل عمرو. لقد وثقنا تقريبًا معظم سير وزراء الخارجية، فيما عدا صديقي العزيز الوزير والأمين العام أحمد أبو الغيط، الذي نشر مذكراته في دار نهضة مصر العريقة".

واستطرد المعلم قائلا:

"هذا الكتاب لم يكن مجرد مشروع توثيق، بل هو رسالة وفاء لتاريخنا الوطني والدبلوماسي. وقد احتضنته دار الشروق منذ اللحظة الأولى، بدءًا من الترحيب بمبادرة الدكتور حسين حسونة في تأليفه، ثم تقديم الدعم الكامل لأحد ألمع الأسماء في تحرير السير الذاتية، الأستاذ خالد أبو بكر، ابن دار الشروق، الذي أبدع في توثيق هذا العمل بحرفية ودقة متناهية، بالتعاون مع الدكتور حسين حسونة، وصولًا إلى إصداره في أبهى حُلّة تليق بمكانة حسونة باشا ودوره الرائد في الدبلوماسية المصرية والعربية.
واكد المعلم :"هنا، لا يفوتني أن أتقدم بالتحية الواجبة للدكتور حسين حسونة، الذي لم يدخر جهدًا في الحفاظ على إرث والده، وإحياء ذكراه من خلال هذا العمل القيم. فكم من أبناء القامات الوطنية انشغلوا عن هذا الواجب، وحصروا مفهوم الإرث فيما تركه الآباء من ثروة مادية، متناسين أن الثروة الحقيقية تكمن في تخليد أثرهم الفكري والوطني.

إن هذا الكتاب ليس مجرد تأريخ لرجل، بل هو مرآة تعكس تاريخ وطنٍ وأمة".

وعن الكتاب كشف المعلم: "في قسمه الأول، يصحبنا في رحلة عبر حياة عبد الخالق حسونة، منذ نشأته في بيت علم عريق، ينتمي إلى جده الشيخ حسونة النواوي، مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر، مرورًا بمشاركته في ثورة 1919، وصولًا إلى تدرجه في العمل السياسي والدبلوماسي، حيث تقلد منصب محافظ الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم وزيرًا للخارجية، وأخيرًا أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية.
أما القسم الثاني، فهو بمثابة وثيقة نادرة، ترصد عقدين من العمل العربي المشترك، منذ استقلال دول المغرب العربي والخليج، إلى التصدي للعدوان الثلاثي، والدفاع المستميت عن القضية الفلسطينية، وتسوية الخلافات العربية. وهو ليس مجرد سجل للأحداث، بل شهادة حية على دور حسونة باشا في إدارة ملفات بالغة التعقيد، بحكمة رجل الدولة وخبرة الدبلوماسي المحنك".

وقال المعلم: "بالنسبة لي، فإن لهذا الكتاب بُعدًا شخصيًا، إذ حظيت بفرصة العمل في الجامعة العربية أثناء تولي عبد الخالق حسونة منصب الأمين العام. كانت تلك البداية الفعلية لمسيرتي العملية، حين عملت في مركز التنمية الصناعية تحت قيادة أستاذي في كلية الهندسة الدكتور محمد عزت سلامة، أحد تلاميذ حسونة باشا في فنون الإدارة الرشيدة. ما زلت أذكر ذلك اللقب الذي كان يتردد في أروقة الجامعة "الباشا"، وكان المقصود به شخص واحد هو الأمين العام حسونة.. قيلت له وحده، لا خوفًا ولا تملقًا، بل حبًا واحترامًا.
وما زالت ماثلة أمامي تلك الاجتماعات التي شرفها حسونة باشا بحضوره البهي، وهدوئه المهيب، وحكمته التي كانت مدرسة في حد ذاتها. كان مؤمنًا بأن الجامعة العربية هي بيت العرب جميعًا، وأن الخلافات مهما اشتدت لا ينبغي أن تفتّ في عضد الوحدة. لقد تعلمت منه أن الدبلوماسية ليست مجرد كلمات منمقة، بل سلاح قادر على تحقيق المستحيل".

وختم المعلم كلمته المكتوبة بقوله: "إننا اليوم لا نحتفي بمجرد كتاب، بل نرسّخ وعينا بضرورة كتابة تاريخنا بأيدينا. فمثل هذه الأعمال ليست مجرد تأريخ للماضي، بل هي جسر يربط الأجيال القادمة بجذورها، ويمنحها فهمًا أعمق لمسئولياتها.
إن سيرة عبد الخالق حسونة، كما يقدمها هذا الكتاب، ليست فقط حكاية رجل، بل هي حكاية مرحلة محورية في تاريخ مصر والعالم العربي، مرحلة مليئة بالدروس والعِبر. فلنقرأ هذا الكتاب بعين الباحث، وقلب الوطني، وروح الساعي لبناء مستقبل أفضل".

وفي كلمته المرتجلة قال المعلم: "إن الغلاف عادة يكون ضمن اختصاص الناشر، ولكن مع الدبلوماسيين فالأمر مختلف وأكثر صعوبة، حاولنا اقناع السفير حسين عبدالخالق حسونة أن تكون صورة الغلاف هي صورة الوالد التي يتضمنها الكتاب ولكن الفكرة لم تنال إعجابه، وبالتالي كان إقناعه أمرا صعبا للغاية".

وأشاد بشخصية السفير حسين عبدالخالق حسونة، وأنه مثال للورثة الواعيين في الحفاظ على رسالة الوالد قائلا: "لدينا تجاربنا مع العديد من المؤلفين، لذلك بدا واضحا مدى وعي السفير حسين برسالة والده وقدره جيدا، فضلا عن اخلاصه لوالده، فهو لم يقم بطبع كتاب لتخليد ذكرى والده فقط وإنما أراد أن يكون بصمة في تاريخ الدبلوماسية المصرية والعربية".

واعتبر المعلم أن كتب السيرة الذاتية فرصة لتوثيق التاريخ، خصوصا أننا لدينا بالفعل مشكلة في كتابة التاريخ، وبالتالي ليس لدينا وثائق حقيقية فيما عدا السير الذاتية، التي ستعتمد عليها أجيال المستقبل .

وأشار المعلم إلى أن وزارة الخارجية والجامعة العربية من الجهات القليلة في مصر والوطن العربي اللتين اهتمتا بشدة بتوثيق سجلها، معتبرا أن دار الشروق كانت محظوظة للغاية لنشرها كتب عديدة لجميع الأمناء العاميين وغالبية وزراء الخارجية والسفراء.

وقال المعلم: "كنت محظوظا بلقاء جميع الأمناء العاميين لجامعة الدول العربية، بما فيهم الدكتور محمود رياض، و سعدت بزيارة الدكتور عبد الرحمن عزام في بيروت مع والدي لأكثر من مرة.

وأعرب عن سعادته وفخره لنشر هذا الكتاب، بالجامعة العربية لدورها في التنوير الثقافي.

وتحدث السفير حسين عبدالخالق حسونة مشيدأ بدور دار الشروق، قائلا إنها من أهم دور النشر ليس فقط في الشرق الأوسط وإنما في العالم، كما أشاد بالدور المهم للكاتب الصحفي خالد أبو بكر في إعداد هذا الكتاب.

وأشار حسونة إلى الصداقة التي تجمعه بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قائلا إنه "صديق العمر عملنا معا لأعوام طويلة"، مثمنا دوره من خلال إعداد الكتاب واستضافته لندوة مناقشة الكتاب في مقر الجامعة العربية، باعتبارها المكان الأنسب الذي يليق بمكانة والدي عقب عشرين عام من التفاني في العمل تحت مظلة هذا الصرح الدبلوماسي، تكريما له و لدوره".

وأضاف حسونة أن الكتاب له قيمة تاريخية، لما يتضمنه من تاريخ الدبلوماسية المصرية وتاريخ الجامعة العربية من خلال مسيرة والدي، موضحا أن المهمة لم تكن سهلة أبدا، خصوصا عندما تقرر أن تكتب عن شخص آخر، فهو أمر في غاية الصعوبة، على عكس الكتابة عن النفس بكل ذكرياتها.

وتابع: "كانت هناك صعوبة في الحصول على المادة، كما أنني كنت حريصأ على تقديم المادة بكل موضوعية حتى لا تكون مجرد إشادة بوالدي".

واعتبر السفير حسونة أنه كان محظوظا لتمكنه من الاطلاع على جميع المراجع سواء في الجامعة العربية أو وزارة الخارجية. وقال: "والدي لم يكتب سيرة ذاتية لأنه كان شخصية شديدة الحساسية، يخشى أن يجرح أحدأ أو يتحدث عن أحد أو ربما يضطر لانتقاد أحد، لذلك ترك الأمر لربما عقب رحيله يصبح هناك من يكتب عنه".

وأضاف: "لذلك أرى أنني محظوظ للغاية، فقد كانت فرصتي كلما أحضر إلى القاهرة، أن أجلس إلى جواره، أقيم سلسلة من النقاشات معه وأقوم بتسجيل حديثه، مؤكدا أن خلال إعداد الكتاب اتضح قيمة هذه الجلسات والمعلومات التي تضمنتها والتي أضافت الكثير للكتاب.

ونوه السفير حسين عبدالخالق حسونة، إلى أن والده كانت لديه العديدة من المواهب، ولعل هذا ما دفع لتوليه العديد من المناصب المختلفة، فقد كان رجلا جادا، يتفانى في عمله، لا يؤمن بالمحسوبية، ومثالي للغاية

وتابع: "هنا يستحضرني موقفه عندما انتهيت من الدراسة ، فقد رفض الحصول على أي تمييز من أجلي خلال اداءخدمتي العسكرية ، لرغبته الشديدة في أن أصبح ضابطا منضبطا وملتزما كما يتمنى".


صور متعلقة


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك