لجنة التحكيم: «أرونداتى روى صوت حر يعبر عن الحرية والعدالة ويذكر العالم بحقيقة أن القلم كان وسيظل دائمًا أقوى من السيف»

حصلت الكاتبة الهندية، أرونداتى روى ، على جائزة «بن بينتر ــ PEN Pinter» لحرية التعبير لعام 2024 وذلك بعد مرور أسبوعين فقط على منح السلطات الهندية الإذن بمقاضاة الكاتبة بسبب تعليقات أدلت بها قبل 14 عامًا حول نزاع أراضى كشمير القائم بين دولتى الهند وباكستان منذ أعوام طويلة.
وتُمنح الجائزة سنويًا باسم الكاتب المسرحى الإنجليزى الراحل الحائز على نوبل فى الأدب، هارولد بينتر، ويتم منحها لأحد المؤلفين المقيمين فى المملكة المتحدة أو أيرلندا أو إحدى دول الكومنولث من أرباب المواقف والرؤى الثابتة التى لا تتزعزع، والعازمين على كسر القيود الفكرية، وتعرية الحقيقة كما هى للحياة والمجتمع الذى نعيش به.
وأشادت لجنة التحكيم بـ «روى»، الحائزة على جائزة البوكر الأدبية عام 1997 عن رواية «إله الأشياء الصغيرة» من أجل «تعقيبها الثاقب على قضايا محورية تتراوح بين التدهور البيئى وانتهاكات حقوق الإنسان».
وقد سعى كبار المسئولين فى دلهى شهر يونيو الماضى لمحاكمة الكاتبة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الصارمة فى الهند بسبب تعليق أدلت به فى إحدى المناسبات فى عام 2010 قالت خلاله إن منطقة كشمير المتنازع عليها لم تكن أبدًا جزءًا «لا يتجزأ» من الهند.
وفى الأيام التى تلت ذلك، وقّع أكثر من 200 أكاديمى وناشط وصحفى هندى على رسالة مفتوحة تدعو الحكومة إلى سحب القرار، نقلًا عن صحيفة الجارديان البريطانية.
وقال عضو مجلس إدارة منظمة القلم الدولية، سليل تريباثى، إن «روى» لطالما كانت من كبار معارضى حكومة رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى، وأضاف أنه على الرغم من أن «مودى» خسر شعبيته البرلمانية فى الانتخابات الأخيرة، إلا أنه من الخطأ افتراض أنه قد تغير.
وتابع: «إن ملاحقة شخص رفيع المستوى مثل روى هى طريقة الحكومة لتحذير المنتقدين من أنهم يجب ألا يتوقعوا أى شىء مختلف فقط لكونهم من الشخصيات العامة أو المشهورة؛ فالسيف معلق على رقبة جميع المنتقدين»؛ ولذلك فإن «روى» هى أيقونة تذكر العالم بحقيقة أن القلم كان وسيظل دائمًا أقوى من السيف.
ومن المقرر أن تتسلم «روى» الجائزة فى حفل من المنتظر إقامته فى المكتبة البريطانية شهر أكتوبر المقبل، على أن تختار «روى» بدورها «كاتب شجاع» آخر ليتسلم الجائزة معها من بين قائمة مختصرة من المرشحين.
وفى أعقاب فوزها بالجائزة التى تمثل بارقة أمل فى وجه الأنظمة المستبدة، قالت «روى»: «يسعدنى قبول جائزة بن بنتر لحرية التعبير»، وأضافت: «أتمنى لو كان هارولد بينتر معنا اليوم ليكتب عن المنعطف غير المفهوم الذى يتخذه العالم فى الآونة الأخيرة«، وتابعت: «يجب على البعض منا أن يبذل قصارى جهده لمحاولة ملء المكان الذى أخلفه هارولد بينتر».
ووقع الاختيار على «روى» هذا العام من قِبَل لجنة تحكيم مؤلفة من رئيسة منظمة القلم الإنجليزية روث بورثويك، والممثل البريطانى خالد عبد الله، والكاتب البريطانى الأسمر روجر روبنسون.
ووصف عبد الله «روى» بـ «الصوت الحر المضىء المعبر عن الحرية والعدالة»، وقال إن أعمالها «كانت بمثابة النجم الذى استرشد به الكثيرون فى ظلمات الأزمات العديدة التى عصفت بعالمنا» وذلك منذ نشر روايتها الأولى «إله الأشياء الصغيرة».
ونشرت «روى» روايتها الثانية «وزارة السعادة المطلقة» عام 2017، وتشمل كتبها الواقعية الأخرى: «الرأسمالية: قصة شبح» و«جبر العدالة اللانهائية».
ومن بين الفائزين السابقين بجائزة PEN Pinter لحرية التعبير: الكاتبة الكندية الحائزة على البوكر مارجرت آتوود، والكاتب البربطانى من أصل هندى سلمان رشدى، والبريطانية السمراء مالورى بلاكمان، والزيمبابوية تسيتسى دانجاريمبجا، وفى عام 2023، حصل كاتب الأطفال البريطانى مايكل روزن على الجائزة لما وصفه الحكام بأنه مجموعة من الأعمال «الجسورة» التى تقدم «درسًا فى الإنسانية».