أدى تفاقم قضية الفساد فى تصدير اللحوم بالبرازيل، الدولة الأكثر تصديرا للحوم فى العالم، تخوفات من حدوث ارتفاع كبير لأسعار اللحوم بالأسواق المصرية، فيما اعتبرت وزارة الزراعة أن تداعيات هذه الأزمة على مصر «مؤقتة»، لحين انتهاء السلطات البرازيلية من التحقيقات التى تتم مع 33 مسئولا برازيليا.

وقال رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، الدكتور إبراهيم محروس، إن قرار وقف الموافقات الاستيرادية من البرازيل الذى صدر من وزير الزراعة اليوم، سيطبق على شحنات اللحوم التى مازالت بدولة المنشأ وليست التى بالموانئ، كما أنها بشكل «مؤقت»، لافتا إلى أن الحكومة المصرية ممثلة فى وزارة الزراعة تنتظر نتائج التحقيقات التى تتم مع 33 مسئولا برازيليا حاليا.

وأكد محروس، لـ«الشروق»، أنه تم اتخاذ إجراءات مشددة على شحنات اللحوم التى دخلت البلاد من البرازيل خلال الفترة الماضية، حيث تتم عمليات الفحص والكشف على اللحوم بمنتهى الدقة، وكذلك بالنسبة لباقى الدول الأخرى التى نعتمد عليها فى الاستيراد، مضيفا أن الوزارة تنتظر الآن ردا رسميا من السفارة البرازيلية بالقاهرة حول طرق ذبح الماشية والدواجن الحية بالمجازر البرازيلية ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية.

وشدد على أن الوزارة حريصة على التأكد من جودة اللحوم البرازيلية خاصة أنها تعتبر من أكثر الدول المصدرة لمصر، حيث بلغت الكميات المستوردة نحو 120 ألف طن من اللحوم خلال العام الماضى فقط، وأن الجهات الرسمية المصرية لم تتلق أى تقارير تؤكد وجود مشاكل فى عمليات الذبح وجودة اللحوم، مشيرا إلى أن هناك انتقادات كبيرة وجهت لمصر بسبب تعنتها وتشددها فى الإجراءات الاحترازية.

من جانبه أكد مصدر مسئول بوزارة الزراعة، أن أزمة اللحوم البرازيلية الفاسدة ستؤثر على أسعار اللحوم بشدة خلال الأيام المقبلة، حيث قد تشهد اللحوم ارتفاعا كبيرا، إلا إذا كان لدينا مخزون منها يكفى ثلاثة أشهر، لأن اللحوم المجمدة هى الأرخص فى مصر وأسعارها فى حدود 40 جنيها، بينما اللحوم السودانية أسعارها 75 جنيها.

وأوضح المصدر، لـ«الشروق»، أن إلغاء التعاقدات مع الشركة البرازيلية فى حالة إدانتها لن يؤثر على حجم واردات مصر من اللحوم المجمدة، حيث إن حجم الواردات متراجع منذ بداية العام الحالى بأكثر من 70% نتيجة أزمة العملة الصعبة وتفاقم الأسعار، فى ظل ضعف القوى الشرائية.

وقال الخبير الزراعى، الدكتور نادر نور الدين، إن هناك أزمة كبيرة ستشهدها مصر فى حالة عدم توفير احتياجات شهر رمضان من اللحوم، والتى تحتاج إلى توفير ضعف ما تحتاجه الأيام الحالية، مشيرا إلى أنه ينبغى أن تعلن وزارة التموين عن تعاقدها مع مصادر بديلة فور قرار إيقاف واردات اللحوم البرازيلية، بجانب إعلان خطة الوزارة فى تدبير احتياجات رمضان من مختلف أنواع اللحوم المجمدة والطازجة والبلدية بشكل فورى.

وأضاف نور الدين، لـ«الشروق»، أن اللحوم البرازيلية هى الأرخص فى العالم وليست الأفضل، مضيفا أن أهم البدائل المقترحة من الدول فى أفريقيا، اللحوم التنزانية وهى أفضل من السودانية والبرازيلية، وكذلك لحوم موريتانيا، وعالميا اللحوم المجمدة من أوروبا أقرب فى الوصول ومقاربة للسعر البرازيلى.