على رأي المثل (11).. لما اشتد ساعده رماني - بوابة الشروق
الأربعاء 23 أكتوبر 2024 5:21 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على رأي المثل (11).. لما اشتد ساعده رماني

منال الوراقي
نشر في: الخميس 21 مارس 2024 - 6:43 م | آخر تحديث: الخميس 21 مارس 2024 - 6:43 م

بينما تعد الأمثال الشعبية ترمومتر الثقافة فى كل دولة، يشتهر الشعب المصري بأمثال شعبية وأقوال قد تبدو غير مفهومة للوهلة الأولى، ولكن إذا تعمقت في الكلام فستجد أن مضمونها يحمل دلالات ومعاني عميقة.

فالمثل الشعبي هو قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلفت اللهجات، إلا أن المعنى والمغزى من المثل الشعبي يبقى واحداً تردده الألسن، إذ لا يخلو هذا المثل من بلاغة التشبيه والإيجاز والاستعارات والكلام المسجع، للوصول إلى المقصود من دون قصور.

في سلسلة "على رأي المثل" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات للأمثال الشعبية المصرية والعربية استنادا لكتاب " قصص الأمثال" للكاتب المصري سيد خالد.

• لما اشتد ساعده رماني

يعد هذا المثل من أكثر الأمثال المتداولة معنى ومضمون، وهو مثل عربي شهير يضرب حينما يتنكر الفرد لمن أحسن إليه، فقد يتنكر الشاب، حينما يصبح رجلاً فتياً لأمه، وقد تتنكر الابنة التي ربيت وعلمت حتى زوجت لأهلها.

وعن هذا ذُكر العديد من القصص في القرآن، كما نرى ونتابع دائما في حياتنا اليومية، فدور المسنين والشوارع تعج بمئات الأهالى الذين لفظوا من قبل أبنائهم، لأنهم اعتبروهم عبئا ثقيلا عليهم، وهذا ما يرفضه الإسلام شكلا ومضمونًا.

أما عن قصة هذا المثل: يُحكى أن رجل من العرب ربى ابن أخت له، حتى كبر وصار فتيًا قويًا، فلما أحس الولد من نفسه القوة والقدرة، تنكر لمربيه وأخذ يرد جميله نكرانا وكفرًا.

فقال الرجل في ذلك بعض الأبيات الشعرية:
فَيَا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً * أَلقَّمُهُ بِأَطْرَافِ الْبَنَانِ.
أعلمهُ الرِّمَايَةَ كُلَّ يَوْمٍ * فَلَمَّا اشْتَدَّ سَاعِدُهُ رَمَانِي.
وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافِي * فَلَمَّا قَالَ قَافِيَةً هَجَانِي.
أعلِمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتِ * فَلَمَّا طَرَّ شَارِبُهُ جَفَانِي.

وهكذا يصنع من لا يثمر فيهم المعروف، فيسيئون إلى من أحسنوا إليهم، ولا يقدرون لهم المعروف، وفي هذه الأبيات يصف العربي ابن أخته بنكران الجميل حين قال: لما اشتد ساعده رماني، أي أنه حينما أصبح قويًا استقوى عليا أنا ونسى أني مربيه الذي علمته فن الرماية، ولكنه حينما رمى رماني، وأنا الذي علمته نظم الشعر، ولكنه حينما قال الشعر هجاني أي سبني.

العبرة من المثل: ليس المعروف لكل الناس سواء، فهناك أناسا مهما فعلت لهم لن يشكروك، وسينكرون دائما وقفتك إلى جوارهم، وتقديمك الدعم والمساعدة، لذا يجب أن تتخير الناس، حتى لا تصاب بخيبة الأمل في من حولك.

اقرأ أيضا:

على رأي المثل (10).. القشة التي قصمت ظهر البعير



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك