بعد 10 سنوات على إعصار «كاترينا».. نيو أورلينز غير مكتملة بعد - بوابة الشروق
الأحد 30 يونيو 2024 6:12 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد 10 سنوات على إعصار «كاترينا».. نيو أورلينز غير مكتملة بعد

ارشيفية
ارشيفية
نيو أورلينز / الولايات المتحدة - الفرنسية
نشر في: الجمعة 21 أغسطس 2015 - 1:25 م | آخر تحديث: الجمعة 21 أغسطس 2015 - 1:25 م

قبل عشر سنوات، اقتلع الإعصار كاترينا المباني من أساساتها وانقض مثل طوفان على نيو أورلينز وأدى إلى مصرع بعض الأشخاص غرقا في منازلهم.

الذين تمكنوا من الوصول إلى السطوح أو تأمين مستلزمات الحماية النسبية على الأرض، اضطروا لانتظار الإغاثة طوال أيام، فيما كانت «بيغ ايزي»، اسم يطلق على نيو أورلينز، غارقة في الفوضى.

وحلت اليوم منازل جديدة مبنية على ركائز، محل قسم كبير من الحطام المتعفن الذي عثر عليه بعد تصريف المياه من هذه المدينة الساحلية الأكثر انخفاضا من امستردام.

فالفرق الموسيقية تشارك مجددا في العروض التي تقام في الحي الفرنسي المفعم بالحياة، فتجتذب السكان المحليين والسائحين، ويتباهى معرض المواد الغذائية بأن عدد المطاعم التي شاركت فيه، زاد 600 عن عددها قبل الإعصار.

وقال عمدة المدينة ميتش لاندريو، الثلاثاء، إن "مدينتنا نهضت من تحت الركام وهذه العودة هي إحدى أروع قصص المأساة والانتصار والقيامة والفداء في العالم"، لافتا إلى أن "بكلمة واحدة، أنها القدرة على الصمود والاستمرار في الحياة".

وقد لقي اأثر من 1800 شخص مصرعهم على طول الساحل الجنوبي للولايات المتحدة، أكثريتهم في نيو أورلينز، وأجلي أكثر من مليون شخص عندما حصل الإعصار من الفئة الخامسة (الأعلى على سلم الأعاصير) في 29 أغسطس 2005، وتجاوزت كلفة إعادة البناء 150 مليار دولار.

فانهيار السدود السيئة البناء والصيانة والتي لم تقاوم ضغط العاصفة، تسبب في وقوع العدد الأكبر من القتلى، وغمرت المياه التي فاق ارتفاعها ستة أمتار، حوالى 80% من نيو أورلينز.

وكشفت الثغرات في تعاطي السلطات مع الإعصار، عن إخفاق البلاد في تحسين إجراءات الطوارىء، على رغم المليارات التي رصدت للأمن الداخلي بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

نيو أورلينز التي كانت أكبر سوق للعبيد في الولايات المتحدة، كانت قبل الإعصار مدينة مقسومة عرقيا، وتواجه مشاكل كبيرة على صعيد الجريمة ونقصا في تمويل المدارس وبنية تحتية متهالكة وركودا اقتصاديا.

وواجهت المدينة مسألة أساسية لدى إعادة الإعمار بعد الإعصار كاترينا: هل يتعين المحافظة على طابعها القديم، أو الاستفادة من الفرصة المتاحة لإحداث تغيير إيجابي؟

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال المتعهد شون كامينغز الذي قام بتجديد معظم وسط المدينة: "بعد كارثة كاترينا، بدت لي المدينة مثل شخص مصدوم. هل أعيش الحياة التي يجب أن أعيشها؟"، وخلص إلى أن: "نيو أورلينز كانت تحتاج إلى التغيير".

وشهد اقتصاد المدينة إزدهارا بعد عشر سنوات.

فنسبة إشغال الفنادق تفوق النسبة المسجلة قبل الحرب واستحدثت 14 الف فرصة عمل منذ 2010، ووتيرة إنشاء المؤسسات أكثر بـ 64% من المتوسط على الصعيد الوطني.

وتراجعت معدلات الجريمة، وبلغ عدد الجرائم أدنى مستوياته منذ 43 عاما في 2014 وتراجع عدد السجناء بنسبة الثلثين. وتحسنت المدارس أيضا، وسجلت نسبة الحصول على إجازات ارتفاعا واضحا.

ورغم أن المدينة استعادت نشاطها على كثير من الصعد، ما زال يتعين عليها القيام بخطوات كثيرة، كما اعتبر رئيس المجلس البلدي جايسون ويليامز.

وقال لوكالة «فرانس برس»، إن "نيو أورلينز مدينة محرومة فعلا ونواجه فقرا موروثا من جيل إلى جيل".

ولم تنجز ايضا بعد أعمال تصليح البنى التحتية والمباني التي ألحق بها الإعصار كاترينا أضرارا، خطوط التوتر العالي والسوبرماركات والمستشفيات والمنازل والسدود.

وتواجه نيو أورلينز أكبر تباين على صعيد العائدات في الولايات المتحدة، ومعدل الاعمار في احيائها الفقيرة يبلغ فقط 54 عاما، أي أقل بـ25 عاما من الأحياء الميسورة التي تبعد عنها بضعة كيلومترات.

وتتهم روزانا كروز من منظمة رايس فوروارد للعدالة العرقية، العمدة بإعطاء الأولوية للسائحين والواصلين الجدد بدلا من المقيمين فيها منذ فترة طويلة. وقالت إنها "فعلا طريقة تعاط يكمن تطبيقها في جمهورية موز. ننفق بلا حساب على الذين سيأتون إلى هنا".

ويقول بعض السكان، إن "أجواء المدينة التي كان يغلب فيها الطابع الإفريقي-الكاريبي، أكثر مما يغلب عليها الطابع الأمريكي، قد تغيرت.

ولم يعد إلى المدينة قسم كبير من سكانها. فقد خسرت نيو أورلينز 100 ألف شخص بالمقارنة مع فترة ما قبل كاترينا، وعدد كبير من المقيمين فيها الان هم من الواصلين الجدد.

وخسرت المجموعة السوداء 115 ألف شخص وباتت لا تشكل إلا 60% من إجمالي السكان في 2013 في مقابل 68% في 2000، كما تفيد الإحصاءات الأخيرة.

وقد شبت آيجا ريناي الشاعرة وصاحبة مؤسسة صغيرة، في حي لوير نينث يارد الذي ألحق به الإعصار أضرارا كبيرة. وما زالت حتى اليوم تعرب عن حزنها على أصدقائها وعائلتها ومجموعة لم تعد أبدا.

وقالت: "من الصعب أن ننسى. لا يمكن أن تكون نيوا أورلينز من دون الأشخاص الذين بنوها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك