أمين رابطة العالم الإسلامي: التسامح بين أتباع الديانات حاجة ملحة لمواجهة الصراع الحضاري - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:03 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمين رابطة العالم الإسلامي: التسامح بين أتباع الديانات حاجة ملحة لمواجهة الصراع الحضاري

رابطة العالم الإسلامي
رابطة العالم الإسلامي
أ ش أ
نشر في: الجمعة 21 أغسطس 2020 - 3:49 ص | آخر تحديث: الجمعة 21 أغسطس 2020 - 3:49 ص

أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن التعايش والتسامح بين أتباع الديانات والثقافات يمثل حاجة ملحة تتطلبها مصلحة الجميع في مواجهة أصوات الكراهية والعنصرية، ومحاربة شعارات الصدام والصراع الحضاري، كما يعد في طليعة مهمات عالمنا لتحقيق سلامه واستقراره وفي طليعة القيم الإنسانية المشتركة.
وقال العيسى في كلمة ألقاها في المنتدى الإعلامي لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي في نسخته الثانية، الذي عقد افتراضيا اليوم الخميس "إن الإسلام اعتنى بتعزيز السلام والوئام الإيجابي بين الجميع، وبالبر والإحسان للأخرين، واحترم الاختلاف والتنوع والتعدد واعتبر ذلك سنة إلهية حتمية لا يجادل فيها إلا مكابر للحقيقة وللتدبير الإلهي الحازم، كما احترم الإسلام الجنس البشري، ورابطة الأسرة الإنسانية الواحدة".
وأضاف: "إن كل ما سبق معطيات رئيسة في الإسلام تؤكد على آواصر الإنسانية وما يجب لهذه الآواصر من حفظ سلامها واستقرارها، ومن تعزيز تفاهمها وتعاونها، وبالحكمة التي تمثل هدياً إسلاميا رفيعاً يكون الحوار والتفاهم والتعاون والمحبة الإنسانية التي لابد أن تحوط الجميع وتشملهم بنفحات أنسها وتآلفها".
وتحدث العيسى عن وثيقة (المدينة المنورة) التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم، وجسدت مبدأ التعايش في الإسلام، وحفلت بأعلى القيم المدنية، وحفظت الحقوق والحريات المشروعة، وركزت على الإخاء الإنساني، واحترمت التنوع الديني.
وقال العيسى ، إن هذه الوثيقة من أعظم المواثيق الإنسانية عبر التاريخ، تليها من حيث الأهمية (وثيقة مكة المكرمة) التي صدرت بجوار الكعبة المشرفة في الـ24 من رمضان عام 1440 هجرية من قبل 1200 مفت وعالم و4500 مفكر إسلامي يمثلون 27 مذهبا وطائفة إسلامية جاءوا تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي في أول ملتقى جامع لكافة المذاهب الإسلامية عبر التاريخ.
وأشار إلى أن العلماء والمفكرين أكدوا في هذه الوثيقة على أمور منها أن البشر بمختلف مكوناتهم ينتمون إلى أصل واحد وأنهم متساوون في إنسانيتهم، وأن الجميع يشمله التكريم الإلهي.
وأكد أنه إيمانا من الرابطة بحتمية التعايش السلمي بين أتباع الأديان والثقافات بل وحتمية التعاون وتعزيز الأخوة الإنسانية المشتركة قامت بجهود حول العالم لترسيخ هذا المبدأ على أرض الواقع وذلك من خلال مبادرات عملية ولقاءات وحوارات فعالة ومن خلال إسهامات مباشرة في حل بعض المشكلات القائمة على خلفية أسباب دينية أو عرقية، كما حرصت على تعميق أواصر التفاهم والتعاون والثقة المتبادلة.
ولفت العيسى ، إلى أن الرابطة وبقوتها الناعمة تواجه دائماً كافة أصوات الكراهية والتطرف، ودخلت في حوارات علمية وفكرية مدعمة بالأدلة والتي برهنت لكل منصف سلامة خطواتها إزاء بعض الأفكار والأصوات الناشئة عن خفاء الحقيقة أو الجهل المستحكم أو التطرف المتأصل أو العزلة عن العالم والانكفاء في إطار عقل جمعي مغلق.
وأشار إلى أن الرابطة قدمت عددا من المبادرات والمقترحات لوزارات وهيئات ومؤسسات الاندماج الوطني في بعض البلدان، وتشاركت مع عدد من المراكز الفكرية حول العالم ذات الاختصاص والتأثير من أجل تحقيق التعايش على الوجه الأكمل، وكسر النمطية الخاطئة المنطبعة في عقول ووجدان البعض على اختلاف أديانهم وإثنياتهم وثقافاتهم.
وأكد العيسى ، أن التعايش الإيجابي بين الجميع ليس خياراً يمكن الأخذ به أو تركه بل هو واجب ديني وأخلاقي وإنساني حتمي، ولابد أن يكون له أثر ملموس ومشاهد محمودة، وأن يقوم على مرتكزات العدالة والمحبة المتبادلة وأن يحقق متطلباته وإلا كان نظرية حبيسة أو صورة مثالية في الخيال أو مجرد حبر على ورق.
وأوضح الأمين العام للرابطة أن تحقيق التعايش لابد له من أمور هي الإيمان التام بسنة الله في الاختلاف والتنوع والتعدد بين البشر، والإيمان بوحدة الأصل البشري وأن الإنسانية أسرة واحدة، وتغليب المصلحة العليا للرابطة المشتركة بين الجميع ومن ذلك مصلحة الدولة الوطنية، وتعزيز الحوارات الوطنية في القضايا كافة، وفهم القواسم المشتركة أمام الجميع والاتفاق على الأخذ بها، ووضع نقاط الاختلاف والتفاهم أمام الجميع.
وانتقد العيسى ، الأصوات التي تجعل من الاختلاف المحتوم بين البشر جداراً عازلاً، بل يتجاوز الأمر إلى جعله فتيلاً لإشعال الكراهية والتطرف والأحقاد مما ينتج عنها تداعيات قد تصل لحالات حرجة من التأزم وربما المواجهة بتصرف عنيف أو بإرهاب.
وبين العيسى أن كثيراً من الأخطاء والمواقف السلبية الناقدة في موضوع التعايش سببها الاحتجاب عن الأبعاد الزمانية والمكانية والاستطلاعات التاريخية لأي موضوع أو مسألة، ومن ثم عدم امتلاك ما يلزم لدراسة الحالة وأبعادها والأثار المترتبة عليها ومن ثم فقدان التصور الكافي بسبب النظر من نافذة واحدة، وهو ما يفوت بسببه تحقيق المقاصد الإسلامية، وهذا ما يسيء إلى صورة الدين، خصوصاً إذا كان منسوباً إلى شخصية إسلامية اعتبارية.
وأكد العيسى ، أن رابطة العالم الإسلامي هي منظمة عالمية شعبية تعمل على إيضاح حقيقة الإسلام وتعزيز التعاون في الداخل الإسلامي وأيضاً مع الديانات والثقافات، وتحرص على أن تواجه أفكار التطرف المحسوب زوراً على الإسلام والتطرف الآخر المضاد (الإسلاموفوبيا)، وتواصل جهودها بكل ما تمتلكه وتنأى بنفسها عن الدخول في أي سجالات سلبية، أو حتى القضايا السياسية إلا ما كانت جوانبها واضحة، أو متعلقة بأهداف الرابطة المنصوص عليها في نظامها الأساسي.
وتأتي مشاركة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والشخصيات الحاضرة في المنتدى، استمراراً لسياسة الاتحاد في توسيع أنشطته التي أطلقها وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي.
ومن جانبه ، قال وأكد المدير العام المساعد لاتحاد "يونا " الدكتور زايد بن سلطان في كلمة ألقاها نيابة عن المدير العام لاتحاد وكالات أنباء الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ، أحمد بن عبد الله القرني، إن المنتدى الإعلامي للاتحاد في نسخته الثانية ـ والذي استضاف الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أحد أبرز رموز التعايش والحوار ـ تطرق إلى جهود الرابطة في دعم وترسيخ الحوار والتعايش، وتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين " ، هذا المنتدى يأتي ضمن الأنشطة التي أطلقها وزير الإعلام المكلف رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي ، يطرح بقوة الإشكالات التي تفرض نفسها على طاولة النقاش ألا وهي :"إلى أي مدى يمكن للإعلام والتواصل أن يساهما في سد الفجوة بين أتباع الديانات والثقافات ويصنعا فضاء من التعايش الذي يعني احترام معتقدات الآخر وترسيخ هذه القيمة والدفاع عنها .
وأكد المدير العام لاتحاد "يونا " ، أن الاتحاد حريص على استضافة رموز ورواد الفكر والحوار وقادة المنظمات الدولية كضيوف على هذا المنتدى وفتح باب النقاش بينهم حول التعايش السلمي بين الشعوب والبحث عن تلك المشتركات والتقاطعات بين بني البشر ، لافتا إلى أن النقاش حول " التعايش بين أتباع الديانات والثقافات، شارك فيه الوزير أحمد عساف المشرف على الإعلام الفلسطيني ومندوبي الدول الأعضاء لدى منظمة التعاون الإسلامي ، ومديري ومنسوبي أجهزة ومؤسسات منظمة التعاون الإسلامي ، ووكالات الأنباء ومنها وكالة أنباء الشرق الأوسط " أ ش أ " والإذاعات ، والتليفزيونات ، والفضائيات ، والصحف ، والمنصات الإعلامية، وممثلي المنظمات الإسلامية حول العالم .
وأشاد المدير العام لاتحاد "يونا " ، بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز للاتحاد ومنظمات العمل الإسلامي المشترك ، مهنئا الأمة الإسلامية بحلول العام الهجري الجديد، سائلا الله أن يجعله عام خير ووئام وتعايش، وصحة وعافية على المسلمين والعالم .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك