سفير مدريد بالقاهرة: ملك وملكة إسبانيا يزوران مصر خلال الأشهر المقبلة - بوابة الشروق
الثلاثاء 25 مارس 2025 3:14 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

سفير مدريد بالقاهرة: ملك وملكة إسبانيا يزوران مصر خلال الأشهر المقبلة

نسمة يوسف
نشر في: الأحد 23 مارس 2025 - 7:16 م | آخر تحديث: الأحد 23 مارس 2025 - 7:16 م

ألبارو إيرانثو: ندعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين

قال سفير إسبانيا بمصر، ألبارو إيرانثو، إنه "لطالما شعرت إسبانيا بقربها من مصر الجميلة، حيث يوجد بيننا (مصر وإسبانيا) روابط راسخة تمت صياغتها على مدى قرون عديدة".

وأضاف، خلال كلمته في حفل إفطار نظمته السفارة الإسبانية لعدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين، أن إسبانيا لن تتخلى أبدًا عن مشاعر القرب من العالم العربي والإسلامي، لافتا إلى "أننا نفخر بتراثنا المشترك، الذي يتجلى بوضوح في التراث الرائع الذي خلفته حضارة الأندلس وإنجازات الممالك الإسلامية في إسبانيا على مدى قرون عديدة"، مستطردا: "لقد منحنا هذا الماضي المشترك الثري أساسا يمكننا من إبراز صداقتنا ومصالحنا المشتركة في عالم اليوم والغد، ونحن نرغب في استغلال كل مساحة في علاقتنا للارتقاء بها إلى آفاق جديدة".

وأشار إلى أنه "من هذا المنظور، فإن مسار البحر المتوسط هو الطريق المفضل لبناء فضاء جيو استراتيجي مشترك مع جميع دول المنطقة"، منوها بأن "الاتحاد من أجل المتوسط هو أفضل مبادرة يمكن أن تثمر فيها علاقات تعاوننا على أفضل وجه؛ من أجل المساعدة في زيادة الاستقرار والازدهار في جميع أنحاء هذا الفضاء المشترك، الذي كان تاريخيا عرضة لعدم الاستقرار، وبالتالي فهو في حاجة ماسة إلى بناء السلام والتعاون في مجال التنمية الاقتصادية والتواصل بين البشر، وهي بالتحديد الأدوات التي تمنحها إسبانيا ومصر الأولوية".

وأوضح أن إسبانيا قد دعمت أيضًا تطوير روابط قوية بين الاتحاد الأوروبي بأكمله ومصر"، متابعا: "نحن راضون بشكل خاص عن الشراكة الاستراتيجية والشاملة التي تم توقيعها العام الماضي، والتي أصبحت أداة متميزة تتكشف قدراتها يومًا بعد يوم".

وزاد: "وكمثال على ذلك، تتواجد الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، في القاهرة الآن، حيث تلتقي بوزير الخارجية، بدر عبد العاطي، ومجموعة الاتصال الوزارية العربية الإسلامية، التي تم إنشاؤها خلال القمة الأخيرة التي احتضنتها القاهرة قبل أيام قليلة، وحققت نجاحًا ملحوظًا".

وقال إنه "تماشياً مع الاتحاد الأوروبي، أعربت إسبانيا عن ارتياحها لاعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، كما ندعم جهود الوساطة المصرية من أجل توفير الظروف اللازمة على الأرض لإعادة الإعمار". وأشار إلى أنه "للأسف، ازداد الوضع سوءاً مع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار".

وتابع: "لقد فاقمت الأنشطة العسكرية من أعداد الضحايا المروعة أصلا في غزة. ولهذا السبب طالبت الحكومة الإسبانية بشدة بوقف فوري لإطلاق النار؛ كونه أفضل وسيلة لتسهيل تحرير الرهائن والمحتجزين، وتقديم المزيد من الدعم الإنساني والبدء في عملية إعادة الإعمار دون تهجير السكان المحليين".

وأوضح: "كما طالبنا بحزم بالامتثال للقانون الدولي الإنساني في غزة، وذكّرنا بأهمية ربط الجهود المبذولة في غزة بالتطبيق السياسي لحل الدولتين، الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تحقق السلام الدائم للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وأكمل أنه "من الصعب أن نترك جانباً الوضع المأساوي في غزة ومناطق عدم الاستقرار الأخرى مثل السودان وليبيا والبحر الأحمر، والتي تؤثر سلباً على مصر من نواحٍ عديدة.

وأشار إلى علاقة مصر وإسبانيا الثنائية "التي تبعث على ارتياح كبير. لقد اتخذنا في العام الماضي خطوات مهمة لتوطيد وتعزيز شراكتنا".

وقال إن "الزيارة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إسبانيا في فبراير الماضي، والتي جاءت بعد أربع زيارات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى مصر، عززت علاقتنا الثنائية، بتوقيع عدد من الاتفاقيات، معظمها اقتصادية -حول التجارة والنقل والبنية التحتية والسياحة والهجرة وغيرها- ولكن، في الغالب، من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين بلدينا، وهو نوع فريد من العلاقات التي توفر لإسبانيا ومصر إطارًا سياسيًا يرقى إلى مستوى تفاهمنا المشترك في العديد من المجالات، كما تلوح في الأفق زيارة رسمية يقوم بها صاحبا الجلالة، ملك وملكة إسبانيا، إلى مصر في الأشهر القادمة".

ولفت إلى أن "الشراكة الاستراتيجية بين إسبانيا ومصر تستند إلى علاقة قوية للغاية في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون. وتعد مصر، اعتبارًا من هذا العام، واحدة من المتلقين الرئيسيين للتمويل الميسر والتجاري الإسباني (منح وقروض) في العالم، حسبما تظهر منح صندوق الاستثمار الأجنبي المباشر لقطاع النقل المصري".

وفيما يتعلق بالتنمية، أوضح أن "العلاقات بين مصر وإسبانيا تعززت أيضًا منذ أن أصبحت مصر بلدًا ذا أولوية بالنسبة للتعاون الإسباني: أكثر من 70 مليون يورو من المساعدات منذ عام 2015 هي نتيجة لهذا الدعم، مع أكثر من 50 مشروعًا قيد التنفيذ حتى اليوم".

وزاد أن "نطاق التعاون اتسع ليشمل مجالات أخرى، مثل التعليم والسياحة والآثار، من خلال العمل المتميز لمعهد ثربانتس والقسم الثقافي لدينا ونظرائهم المصريين".

وقال: "إجمالاً، نشهد ما يمكن وصفه على الأرجح بأكثر الفترات المثمرة في التاريخ من حيث التعاون الثنائي بين إسبانيا ومصر".

وفي ختام كلمته، وجه التحية للإعلاميين والصحفيين المصريين، معربا عن تقديره "للعمل الذي يقوم به الإعلاميون المصريون كل يوم"، قائلا إنه "بفضل جهودهم نبقى على اطلاع دائم بالأحداث البارزة في مصر والمنطقة"، كما اعرب عن امتنانه بشكل خاص "للتغطية الممتازة التي تقوم بها وسائل الإعلام المصرية لإسبانيا"، موضحا أن "المعلومات والآراء التي تبثونها إيجابية بشكل عام عن بلدي، وهذا أمر نقدره كثيراً، رغم أنه ليس بالأمر المفاجئ، نظراً لمشاعر التقدير الحارة التي يتقاسمها الإسبان والمصريون".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك