السيرة النبوية.. غزوة حنين حينما أعجب المسلمون بالكثرة فكادوا يهزمون - بوابة الشروق
السبت 28 سبتمبر 2024 8:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيرة النبوية.. غزوة حنين حينما أعجب المسلمون بالكثرة فكادوا يهزمون

منال الوراقي
نشر في: الأحد 23 أكتوبر 2022 - 3:53 م | آخر تحديث: الأحد 23 أكتوبر 2022 - 3:53 م

احتفاء بشهر مولد النبي محمد بن عبدالله ﷺ، أصدر الأزهر الشريف كتاب "السيرة النبوية.. وتاريخ العرب في الجاهلية" الذي تناول فيه الدكتور محمود أبو العيون، أحد كبار علماء الأزهر الشريف، سيرة النبي محمد منذ مولده وبعثته والدعوة للإسلام سرا والجهر بها، مرورا بمواقف صبره والمسلمين على أذى قريش ومبايعته لأهل المدينة وهجرته وأشهر غزواته وحتى حجة الوداع ووفاته.

تحدث "أبو العيون" في كتابه الذي اطلعت "الشروق" على نسخة منه، عن أشهر غزوات النبي الكريم وكانت ثامنها غزوة حنين والطائف، فقال كانت في أوائل شوال من السنة الثامنة للهجرة، وبدأت بأنه بعد أن تم فتح مكة رأت بطونُ هوازن من نفسها عزة وأنفة أن تقابل هذا الانتصار بالخضوع فأعلنت خلافها لرسول الله ﷺ وانضمت إليها بطون ثقيف.

بلغ ذلك رسول الله ﷺ فخرج إليهم في ألفين من أهل مكة وعشرة آلاف من أهل الفتح، وقد أعجب المؤمنون فيها بكثرتهم حتى قال أحدهم: لن نغلب اليوم عن قلة.

وصل رسول الله ﷺ حنينا في أوائل شوال، وقد جعلت هوازن كمينا على جانبيه، وحملوا على المسلمين حملة رجل واحد قبل أن يهيئ هؤلاء صفوفهم فولوا لا يلوي أحد على أحد، وناداهم رسول الله ﷺ فلم يرجعوا وثبت معه نفر قليل من كبار الصحابة، فنادى العباس وكان جهير الصوت، فاجتمع نحو المائة واستقبلوا هوازن والناس متلاحقون، فألقى الله الرعب في قلوبهم فولوا منهزمين وغيم المسلمون مالهم وعيالهم، واستمر القتل في بني مالك وثقيف، ففر منهم إلى الطائف وقتل من ثقيف وحدهم نحو السبعين.

أنزل الله سبحانه وتعالى في هذه الغزوة قوله: «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴿25﴾ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿26﴾ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿27﴾» سورة التوبة.

ثم سار ﷺ لغزوة الطائف والقضاء على من فرّ من غزوة حنين، فلما انتهى إليهم وجدهم قد تحصنوا وحملوا معهم قوت سنة، فحاصرهم أياما ثم دعا لهم وارتحل إلى الجغرانة وبها غنائم هوازن، وكانت -كما يقولون- أربعة وعشرين ألف بعير وأكثر من أربعين ألف شاة وأربعة آلاف أوقية من الفضة، فرقها على غير الأنصار فوجدوا في نفوسهم.

فدعاهم ﷺ وقال: (أوجدتُم يا معشر الأنصار علي لعاعة من الدنيا (أي اليسير والقليل منها ومن متاعها) ألفتُ قوما ليسلموا ووكلتكم إلى إسلامكم، أما ترضون أن يذهب الناس بالعير والشاة وترجعوا برسول الله إلى رحالكم؟ أما والذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنتُ امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا لسلكت شعب الأنصار)، فرضوا ثم دعا لهم.

وأتى إلى رسول الله ﷺ وفد من هوازن مسلمين بالجعرانة، فخيرهم بين نسائهم وأموالهم وأبنائهم فاختاروا النساء والأبناء، فرد عليهم ما اختاروا وكان عددهم ثمانية آلاف.

ثم وفد عليه بعد ذلك مالك بن عوف سيد هوازن، فرد عليه أهله وماله وأعطاه فوق ذلك مائة من الإبل، فحسّن إسلامه، واستعمله على من أسلم من قومه، ثم اعتمر ﷺ من الجغرانة إلى مكة ورجع إلى المدينة، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد شابا ينيف عن العشرين يغلب عليه الورع والزهد.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك