بالتزامن مع عرض مسلسل الحشاشين.. تعرف على حسن الصباح مؤسس طائفة أرعبت العالم - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 7:32 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بالتزامن مع عرض مسلسل الحشاشين.. تعرف على حسن الصباح مؤسس طائفة أرعبت العالم

محمود عماد
نشر في: الأحد 24 مارس 2024 - 8:49 ص | آخر تحديث: الأحد 24 مارس 2024 - 8:49 ص

مع تواصل عرض حلقات مسلسل الحشاشين بطولة كريم عبد العزيز، تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي يتواصل النقاش والبحث عن الفرقة التي أرعبت العالم فرقة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح.

حسن الصباح ولد وتوفى في فارس "إيران" كان يلقب بالسيد أو شيخ الجبل هو مؤسس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية.

ولد حسن بن على بن محمد الصباح الحِميري بالري عام 430 هـ 1037 م، وبعض المؤرخين ذكروا أنه ولد في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية.

ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز نشاطات الطائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة، وقال في مذكراته عن تلك الفترة: "ظللت حتى السابعة عشرة دارساً وباحثاً في المعرفة ولكني ظللت على عقيدة أجدادي الإثنى عشرية. وذات يوم التقيت برجل، أحد الرفاق يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعو إلى نظرية الخلفاء في مصر".

وقال حسن الصباح أيضا: "وكان عميره زاراب ذا شخصية قوية، وكان يقول عندما تخلو إلى التأمل في سريرك أثناء الليل سوف تعرف أن ما أقوله لك مقنع ". وذلك وفقا لكتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقتئد أخطر فرقة سرية في العالم الإسلامي" لدكتور محمد الخشت.

استمر حسن في قراءة كتب الإسماعيلية، وبعد ذلك لقى معلم إسماعيلي آخر، فلقنه التعاليم الإسماعيلية حتى اقتنع، ولم يبق أمامه سوى أداء يمين الولاء للإمام الفاطمي.

لكنه أدى تلك اليمين أمام مبشر إسماعيلي نائب عن عبد الملك بن عطاش كبير الدعاة الإسماعيليين في غرب إيران والعراق، وفي أوائل صيف 1072 وصل عبد الملك بن عطاش لمدينة الري، فلقيه حسن الصباح، ثم وافق على انضمامه، وحدد له مهمة معينة في الدعوة، وطلب منه السفر إلى مصر لكي يسجل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.

بقى حسن في مصر حوالي ثلاث سنوات ما بين القاهرة والإسكندرية، ثم قيل بأنه اختلف مع أمير الجيوش بدر الدين الجمالي، فسجنه ثم طرده من مصر على متن مركب للأفرنج إلى شمال أفريقيا، لكن المركب غرق في الطريق فنجى حسن فنقلوه إلى ثم تركها ورحل إلى بغداد ومنها عاد إلى أصفهان.

بعد موت المستنصر بالله 487 هـ/1094 م، قام الوزير بدر الدين الجمالي بالدعوة لإمامة المستعلي الابن الأصغر للمستنصر، وإزاحة الابن الأكبر "نزار" ولي العهد، وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.

انشق الصباح عن الفاطميين ليدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء من نسله، حسن الصباح كان في النظام مجرد عميل للزعماء الفاطميين في مصر ونائب لعبد الملك بن عطاش وخليفته. وذلك وفقا لكتاب "الحشاشون.. فرقة ثورية في تاريخ الإسلام" للمستشرق برنارد لويس.

ولكنه بعد ذلك أصبح زعيما لطائفة النزارية الجديدة، واتخذ من قلعة آلموت في مدينة رودبار بالقرب من نهر "شاه ورد" في فارس مركزا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته.

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضا للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة أآلموت المنيعة.

فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2,100 متر (6,900 قدم). وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة), لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.

وقد بقى فيها بقية حياته ولم يخرج من القلعة مدة 35 سنة حتى وفاته، حيث كان جل وقته يقضيه في القراءة ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همه كسب أنصار جدد والسيطرة على قلاع أخرى. وذلك وفقا لرواية آلموت للكاتب فلاديمير بارتول.

لذلك استمر بارسال الدعاة إلى القرى المحيطة برودبار المجاورة، ويرسل الجنود لأخذ القلاع عن طريق الخدع الدعائية، وإن فشلوا بذلك فإنهم يقتلون الناس ويرتكبوا المجازر.

وقد أخذوا الكثير من القلاع والأماكن الصالحة لبناء القلاع الحصينة، وقد تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على قلعة لمبسر عن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 1096 و 1102 بقيادة عامله "كيا بزرك اميد" وحكمها عشرين عاما.

وقد كانت قلعة إستراتيجية مهمة وقائمة على صخرة مدورة تطل على شاه رود، وعن طريقها تمكن حسن الصباح من الاستيلاء على كل منطقة رودبار.

في سنة 1092 بدأ السلاجقة في مواجهة حسن الصباح عسكريا، فبعث سلطانهم ملك شاه حملتين، واحدة على قلعة آلموت، والثانية على قهستان لكن ميليشيات حسن الصباح تصدت للسلاجقة وبمساعدة الاهالى المتعاطفين معهم في روبارد وقزوين فانسحبت القوات من قهستان بعد وفاة السلطان ملك شاه سنة 1092.

بعدها ضرب حسن الصباح ضربته باغتيال الوزير نظام الملك نفسه في 16 ديسمبر 1092 (485 هـ)، في منطقة ساهنا في إقليم نهاوند، عن طريق فدائى من الحشاشين متنكر في زى رجل صوفى. وذلك وفقا لرواية "سمرقند" للكاتب أمين معلوف.

يقول المؤرخ رشيد الدين إن حسن الصباح نصب شباكه وفخاخه لاصطياد هدف كبير مثل نظام الملك لكي يشتهر ويذيع صيته وهو من أرسى أسس الفدائية، وبعدما نجحت العملية قال حسن الصباح: "قتل هذا الشيطان هو بداية البركة"

اغتيال نظام الملك كان من أولى عمليات الاغتيال الكبرى التي قام بها الحشاشون (الباطنية) ، وكانت بداية لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي قاموا بها ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، استمرت حتى احتل هولاكو قلعة آلموت عام 1256 وقضى على طائفتهم بالشرق والتي استمرت حوالي القرنين من الزمان.

توفي الصباح عام 518 هـ/1124 م في قلعته، واختلفت المصادر عن مصير ذريته (المصادر الغربية وبعض العربية تذكر انه قتل أولاده في حياته) إلا أن المصادر كلها اجمعت على انه مات من غير جناية.

خلفه بزرك أميد ، وكلف أناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الإمام المستتر ويتولى شئون الطائفة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك