إبراهيم فرغلي: الكتابة عن ابن رشد كانت صعبة للغاية بسبب قلة المصادر عنه

حاتم حافظ: رواية "بيت من زخرف" تتويج لرحلة إبراهيم فرغلي في مناقشة العلاقة بين الشرق والغرب
خااد منصور: في الرواية يحاول فرغلي البحث مرة أخرى عن ابن رشد
طارق إمام: أنا من محبي كتابة إبراهيم فرغلي.. ودائما أقرأ أعماله أكثر من مرة لأنها تستحق تلك القراءات

نظمت دار الشروق يوم الإثنين الماضي حفل توقيع ومناقشة رواية "بيت من زخرف:عشيقة ابن رشد" للكاتب والروائي إبراهيم فرغلي الصادرة عن دار الشروق، وذلك بمبنى قنصلية بوسط البلد، وناقش الرواية الكاتب الصحفي حاتم حافظ وأدار النقاش الإعلامي خالد منصور.

وذلك في حضور أميرة أبو المجد العضو المنتدب بدار الشروق، وأحمد بدير مدير عام دار الشروق، ونانسي حبيب مسئولة النشر بدار الشروق، والكاتب والروائي طارق إمام، والكاتب والصحفي زين خيري شلبي، والكاتبة والصحفية رحمة ضياء، والكاتب الصحفي محمد سرساوي، والكاتب الصحفي خالد حماد، والكاتبة رضوى الأسود، والكاتب يوسف الشريف، ومجموعة كبيرة من القراء والمثقفين والنقاد.

واستهل الكاتب والروائي إبراهيم فرغلي حديثه بتوجيه الشكر لدار الشروق على نشر الرواية وعلى تنظيم هذا الاحتفال، وبدأ حديثه عن الرواية وفكرتها بأنه أصبح هناك خلل في معرفة الناس لهويتها بسبب بعض الأفكار التي تأتي بها بعض التيارات، وهي أفكار لا تمت لهويتنا بصلة.

وتابع فرغلي حديثه أن فكرة البحث عن العقل الضائع وفكرة التشوش كانت حاضرة بقوة في أحدث رواياته بيت من زخرف، وهذا له علاقة كبيرة بالعقلانية داخل المجتمع، ورأيت في ابن رشد مثال لذلك، مضيفا أنه أهدى النص لنصر حامد أبو زيد، ولكن البطل ليس هو نصر حامد أبو زيد، بل نصر حامد أبو زيد هو رمز لكل النخب المثقفة التي تم قمعها والتضييق عليهم، مشيرا إلى أن ابن رشد كان أحد هولاء بكل ما تعرض له من محن.

وأكد أن هناك أفكار مشوشة عن ابن رشد، وهذه من الأسباب التي دفعته للكتابة عنه، وأضاف أنه بعد البحث عن ابن رشد وسيرته اكتشف أننا لا نعرفة، موضحا أن شخصية ابن رشد شخصية صعبة لا يمكننا الإمساك بها، خاصة وأنه كان له العديد من الخصوم الدين كان صوتهم عالي في التاريخ.

وأكمل فرغلي حديثه بأن المنصور كان حاكما غريبا في بعض تصرفاته وذلك يرجع لنشأته في بلاط يضم العلم والعلماء وكونه غيورا في نفس الوقت.

وأضاف أن مواجهة المنصور مع ابن رشد ونفيه لابن رشد، هي مواجهة بين السلطة والمثقفين وحرية التعبير وقول بأن الوقت هو وقت السيفوليسوقت القلم، مشيرا إلى أنه عندما بدأ الكتابة عن شخصية ابن رشد كان الأمر صعب للغاية بسبب قلة المصادر عنه وأن الكتابة عن شخص كأبن رشد شئ صعب، وكان يخاف أيضا من صورة نور الشريف والذي جسد دور ابن رشد في فيلم المصير للمخرج يوسف شاهين أن تكون في ذهن القارئ وهو يكتب النص لأن تلك الصورة لبست الصورة الحقيقية وليست الصورة التي بالرواية، موضحا أن الذي وصل لنا ليس كل شئ عن ابن رشد، وتابع أن ابن رشد كان يحاول الوصول لكل شئ.

وتابع فرغلي، أنه وبسبب قلة المصادر حاول الوصول لبعض المخطوطات عن ابن رشد ووجدها بالفعل في دير في مدريد، وتلك المخطوطات لم تكن بخط يده، وما بها ليس الذي نعرفه عن ابن رشد وأكد أن تلك المخطوطات ساعدته كثيرا.
وتحدث الإعلامي خالد منصور والذي أدار المناقشة، أن في رواية "بيت من زخرف" يحاول إبراهيم فرغلي البحث مرة أخرى عن ابن رشد، وعن أسئلة في واقعنا المعاصر، وأضاف أن الرواية توضح لنا كيف نعود للماضي من أجل الحاضر.

وقال الكاتب الصحفي حاتم حافظ والذي ناقش الرواية، إن إبراهيم فرغلي منذ بدايته في الكتابة وهو يناقش العلاقة بين الشرق والغرب، موضحا أن رواية بيت من زخرف والصادرة عن دار الشروق، هي تتويج لتلك الرحلة، وذلك التطور في مناقشة فكرة العلاقة بين الشرق والغرب.

وتابع حافظ، أن الرواية بها قدر من التفاؤل في العلاقة بين الشرق والغرب، مؤكدا أن هنالك دائما تبادل إنساني حضاري بين الشرق والغرب حتى ولو ليس بوعي منا، وهذا نجده هنا في الرواية، وأضاف حافظ أن إبراهيم فرغلي تجنب أن يجذب القارئ الكسول بعدم الدخول في المناطق الساخنة، وتحدث حافظ عن شخصية إيلينا بالرواية واصفها إياها بأنها تكاد تكون من شخصيات ابراهيم الأثيرة في كل روايته، وذلك منذ روايتة الأولى، وهي الشخصية النسائية الأقرب لفرغلي في كل كتاباته.

فيما قال الكاتب والروائي طارق إمام أنه من محبي كتابة إبراهيم فرغلي، ودائما يقرأ أعماله أكثر من مرة لأنها تستحق تلك القراءات.
وأكمل أننا في رواية "بيت من زخرف" نرى التوفيق بين خطاب التنوير النقدي والخطاب الإبداعي، وأيضا أمام نص تأويلي، وأمام فعل التنقيب طوال الرواية، وأضاف أن وعي الوجود بالإنسان شئ محوري في كتابة إبراهيم فرغلي، وأكد أن دار الشروق دائما ما تنشر الأعمال القوية التي تستحق أن ترى النور وأن ذلك ليس بغريب عليها موجها الشكر لها.