معماري فلسطيني يضع تصميما لإعادة بناء منزله في خان يونس ويحلم بإعمار غزة من جديد - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:15 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

معماري فلسطيني يضع تصميما لإعادة بناء منزله في خان يونس ويحلم بإعمار غزة من جديد

وكالات
نشر في: الإثنين 24 يونيو 2024 - 4:32 م | آخر تحديث: الإثنين 24 يونيو 2024 - 4:34 م

عندما يجلس داخل خيمته في المساء بمنطقة المواصي في خان يونس، يتصور أحمد الأسطل، أستاذ العمارة بالجامعة الإسلامية في غزة، نفسه يناقش مقترحات وتصورات حول طاولة مستديرة لإعادة بناء القطاع بعد نهاية الحرب.

ودب الحماس في أوصال المعماري الفلسطيني بإحدى الأمسيات، وأمسك بورقة وقلم وشرع في رسم تصميم لمنزله الذي تهدم جراء الغارات الإسرائيلية التي لا تتوقف على قطاع غزة منذ ما يزيد على ثمانية أشهر.

وتزاحمت الأفكار في ذهن الأسطل، ليفكر في مساحة منزله وهل سيبنيه هذه المرة من وحدة سكنية واحدة أم وحدتين، لكنه في الحالتين يعتقد أن مقومات الحياة تعتمد على توفر السكن والمأكل والملبس، لذلك سيبدأ بالضروري كي يوفر مكانا يجمعه مع زوجته وأبنائه الأربعة بعيدا عن خيام النازحين.

وبحسب وكالة أنباء العالم العربي، قال الأسطل: «أستلقي في الليل في هذه الخيمة وأتصور أنني من الذين سيكون لهم دور في إعادة بناء غزة، فأتخيل نفسي أجلس على هذه الطاولة المستديرة نتناقش في كيف نبدأ. هذا الحوار كثيرا ما يجول في خاطري. من أين نبدأ. فقررت أن أباشر بإعادة تصميم بيتي من جديد الذي سأعيد بناءه بعد الحرب إن شاء الله».

وبدأت رحلة نزوح المعماري الفلسطيني من حي المحطة بوسط خان يونس في جنوب قطاع غزة إلى منطقة المواصي في ديسمبر الماضي، قبل أن يستقر في خيمة جمع فيها القليل مما تمكن من إنقاذه من بيته الذي سواه القصف الإسرائيلي بالأرض.

ودرس الأسطل الهندسة في يوغوسلافيا السابقة، ونال الماجستير من جامعة يورك البريطانية، والدكتوراة من جامعة شيفيلد، قبل أن يساهم بعد ذلك في تأسيس قسم العمارة بالجامعة الإسلامية في غزة.

ويشيد بصمود أهالي قطاع غزة وسط كل هذه الظروف قاسية منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، قائلا: «نحن الشعب الفلسطيني، تم انتزاع الوطن منا فزرعنا الوطن فينا. دائماً أقول إن الهندسة المعمارية أداة من أدوات المقاومة والمعرفة أيضا».

وأضاف: «فحقيقة نحن مهما حصل لنا لا بد أن يكون إيماننا بالله كبير، وإيماننا نحن كشعب فلسطيني نعيش منذ نحو 100 عام صراعا على هذه الأرض، فمهما حصل لا بد أن نتحلى بالإيمان وهذا ما نقوم نحن بتدريسه للأجيال القادمة».

ورغم فقدان منزله وضياع مكتبة قيمة جمع محتوياتها من جميع الدول التي عاش فيها أو زارها سابقا، لا يزال الأسطل يتمسك بالأمل ويحلم بغد أفضل رغم الأوضاع الصعبة والخراب المحيط به من كل جانب.

ويفكر المعماري الفلسطيني بالفعل في نقطة البداية، رغم صعوبة تحقيق الأمر على أرض الواقع في ظل الظروف الراهنة، حيث يرى أن التجربة الأوروبية هي الأفضل لإعادة الإعمار.

واستطرد: «لو أردنا إعادة الإعمار من أين نبدأ؟ طبعا النظريات العالمية وخصوصا في أوروبا حيث يطلقون عليها نظريات إعادة الإعمار ما بعد الحروب، التي تقول البدء أولا بتأهيل البنى التحتية ثم نفكر بما يطلق عليه اسم سكن النواة الذي يبدأ بالأساسيات أي بناء غرفة ومطبخ وحمام (دورة مياه)، أي نبدأ بما يتيسر من إمكانيات. كما تعرف أن المأوى والمأكل والملبس أساس الحياة فلا بد أن يكون هناك مأوى أولًا».

ويعتقد الأسطل، أن البناء وإعادة الإعمار يعتمدان على قرار سياسي، مؤكدا أن الفلسطينيين لا يعرفون اليأس وسط أحلك الظروف، ويمكنهم استخدام الأنقاض والركام وكل ما تطاله أيديهم من مواد.

واستطرد: «البناء وإعادة الإعمار يعتمد على قرار سياسي. فإذا كانت الفرصة مواتية سوف نبني، حتى لو استطعنا استصلاح الركام سوف نبني منه، حتى الركام هذا يمكن أن نستخدمه في عملية البناء من خلال إعادة التدوير».

واختتم حديثه بالقول: «سأبني بالخشب وبالشوادر سنبني وبالطوب المتبقي سنبني. سنبني ما يؤوي الإنسان مؤقتا إلى أن يحين الوقت، الإنسان الفلسطيني كما تعرف لا يعرف اليأس».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك