داخل حي البرازيل في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، تقع حديقة حيوان رفح، والتي تعتبر أول حديقة حيوان في غزة أنشئت في عام 1999 على يد صاحبها، محمد جمعة، لكن يبدو أنه فقد الأمل في قدرته على رعايتها ومواصلة مسيرتها التي امتدت لـ17 عاما؛ بسبب الصعوبات المالية التي واجهها ومثلت عائقا أمام رعاية الحيوانات وإطعامهم والعناية بهم؛ ما عرضها لمصير الغلق.
حيث أعلنت منظمة "فور بوز" المعنية بالرفق بالحيوانات، يوم الأربعاء، عن أنها ستنقل قريبا 40 حيوانا من حديقة رفح إلى محميات طبيعية في المملكة الأردنية؛ لإنقاذهم من الظروف المروعة التي حاطت بهم في جنوب قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل كليا، حيث من المقرر أن تنقل المنظمة في الأسبوع القادم 5 أسود، وعددا من القرود والذئاب والخنازير، بالإضافة إلى ضبع، وستقدم لهم العلاج وتروضهم قبل العبور بهم خلال الأراضي الإسرائيلية إلى الأراضي الأردنية.
وتعرضت الحديقة لاعتداءات متكررة إثر عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ عام 2008، ما أسفرت عن أضرار كبيرة داخلها، بالإضافة لمقتل وفقدان بعض الحيوانات، كما أن الحصار المفروض على القطاع منع صاحب الحديقة من توفير الطعام الكافي للحيوانات.
يقول جمعة، مالك الحديقة لصحيفة "القدس": "الظروف الاقتصادية الصعبة في غزة أثرت بالسلب على الحديقة كما أن إقبال الناس عليها لم يعد كما كان في بداية افتتاحها، وبالتالي لم يعد لدي دخل مادي يغطي طعام تلك الحيوانات للحفاظ عليها وإبقائها في غزة، فالحصار والأزمات وقضايا الترخيص وتكدس الديون لدي دفعتني لبيع الحديقة بأكملها".
كما أوضح جمعة، لوكالة "سما"، أن وزارة السياحة الفلسطينية أبلغته أنه عليه دفع ترخيص آخر للحديقة يصل لـ400 دولار، ومنحته 6 أشهر لإغلاق الحديقة في حال عدم بيعها، وأنه اضطر لبيع أسدين و12 قردا و2 من السلاحف الضخمة التي يبلغ وزنها 50 كيلو إلى حديقة الحيوانات في مدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية لتوفير المال.
يذكر أن حديقة رفح شهدت في مطلع العام الحالي نفوق 4 أشبال بسبب البرد القارس، وفي عام 2016 تم تسهيل نقل النمر الوحيد في قطاع غزة إلى جنوب إفريقيا.