25 رمضان.. معركة عين جالوت والنصر تحت راية وا إسلاماه - بوابة الشروق
الجمعة 28 مارس 2025 8:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

25 رمضان.. معركة عين جالوت والنصر تحت راية وا إسلاماه

أدهم السيد
نشر في: الثلاثاء 25 مارس 2025 - 10:54 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 25 مارس 2025 - 10:54 ص

تحل اليوم 25 من رمضان ذكرى انتصار عين جالوت، حين احتشد جنود مصر خلف قائد واحد بعبارة واه إسلاماه؛ ليصدوا عن بلاد المسلمين أشرس غزو للمغول في ملحمة بقيت محفورة في الأذهان، ودرسا تتعلم منه الأجيال معاني التضحية والفداء.


وتسرد جريدة "الشروق"، نقلًا عن كتابي النجوم الزاهرة والروض الزاهر، أهم أحداث معركة عين جالوت وقضاء جيش المماليك على الغزو المغولي الذي كاد يقضي على البلدان الإسلامية.


• المغول والأسطورة التي لا تقهر

 


زحف المغول، بدايات القرن السابع الهجري على البلدان الإسلامية يسقطونها واحدة تلو الأخرى دون أن يتمكن جيش من هزيمتهم حتى وصلوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية في ٦٥٦ هجري؛ ليقتلوا الخليفة العباسي بطريقة مهينة ويدمروا بغداد مع قتل الكثير من أهلها في حادثة أثارت ذعر بقية البلدان الإسلامية والتي لاقت نفس المصير، حين اجتاح المغول بلاد الشام وقتلوا الكثير من الأهالي وأهانوا المساجد ونهبوا الكثير من الممتلكات.


• قطز وشرارة الصحوة

 


انشغل المماليك، في نزاعاتهم على السلطة حتى وصل جيش القائد هولاكو إلى غزة على أعتاب مصر، حينها ظهر دور سيف الدين قطز الذي دعى المماليك للتحالف، وتجهيز جيش لصد المغول عن مصر التي بسقوطها تتم السيطرة الكاملة للمغول على البلدان الإسلامية، وفي ذلك تعاون ركن الدين بيبرس مع قطز رغم العداوة السابقة بين القائدين العسكريين.


وشرع المغول، في ممارسة الحرب النفسية على مصر بإرسال رسالة تهديد جاء في نصها: "إنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على مَن حَلَّ به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكي، ولا نرقّ لمن شكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا العباد".


وأصدر قطز، قرارا حازما ليأمر بأسر رسل المغول وإعدامهم بتقطيعهم نصفين وتعليق رؤوسهم علي باب زويلة، وكانت بداية استخدام تلك البوابة لتعليق الرؤوس، وكان ذلك الرد بمثابة إعلان حرب على المغول، ثم بدأ قطز بحشد المماليك، وشارك في تحفيز الجنود وحشد الناس للقتال العالم الشهير العز بن عبدالسلام؛ ليتم إعلان النفير لجهاد التتار.


• الطريق لعين جالوت

 


تحرك قطز، بجيش ضخم في شعبان وقد سبقه ركن الدين بيبرس بطليعة من نخبة المماليك البحرية المتمرسين في القتال، ويسمى ذلك الجيش الصغير بالجاليش، ووصل بيبرس مبكرا عن قطز لغزة حيث تتواجد حامية صغيرة للمغول؛ ليشتبك معها الجاليش وينتصر المماليك على المغول في أول انتصار إسلامي على التتار وإن كانت معركة صغيرة.


اجتمع قطز بجيش بيبرس الصغير وواصلوا المسير نحو ميدان للمعركة الفاصلة، وقد تحرك المغول نحو عين جالوت لملاقاة جيش المماليك والقضاء عليه سريعا؛ ليسهل عليهم احتلال الأراضي المصرية ولكن المغول أخطأوا بتقدير حجم جيش المماليك، إذ ظنوا أن الطليعة بقيادة بيبرس هي من ستقاتلهم.


• اليوم الفاصل

 


عسكر الجيش المملوكي، قرب سهل عين جالوت شمالي نابلس، واختار قطز ذلك السهل لكونه محاطا بالغابات والتلال وكان مناسبا لخطة استدراج أعدها قطز، ثم في صباح الـ25 من رمضان زحف المغول نحو سهل عين جالوت من شماله، بينما اختبأ معظم الجيش المملوكي في التلال المحيطة، بينما خرجت الطليعة تحت قيادة بيبرس عند مدخل السهل.


وكان قائد يدعى كتبغة على رأس الجيش المغولي بعد سفر هولاكو، وبدأ بيبرس المعركة باستعراض عسكري كنوع من الحرب النفسية على المغول؛ لتنزل كتائب المماليك بأزياء موحدة لكل كتيبة على وقع أبواق الحرب في هيئة عسكرية أثارت قلق كتبغة لمدى تنظيم تلك الكتائب وتسليحها.

وبدأ المغول، الهجوم على طليعة بيبرس ولكن المماليك المتمرسين في القتال تمكنوا من صد المغول؛ ليهجم المغول بعدد أكبر، وحينها استخدم قطز الأبواق لإعطاء إشارة ببدء عملية الاستدراج؛ لتتراجع قوات بيبرس دون التوقف عن القتال لداخل السهل المحاط بالتلال والأشجار، واستمر المغول بملاحقة بيبرس حتى دخل جميعهم داخل السهل.

وأعطى قطز، إشارة الهجوم بتغير لحن الأبواق والطبول؛ لتنسحب قوات بيبرس ويخرج كامل الجيش المملوكي من خلف التلال والأشجار ليحيطوا بالمغول الذين تعرضوا للهجوم من جهات مختلفة، ولكن ميمنة المغول كانت من الفرسان الأكثر شجاعة فتمكنت من ضرب ميسرة قطز واختراقها نحو قلب الجيش؛ لتفريق صفوفه وهزيمته.


• وا إسلاماه

 


كان قطز يراقب المعركة، وحين استشعر انكسار الجيش المملوكي اقتحم المعركة ونزع خوذته؛ ليراه الجنود ويعرفوه ثم نادي بعبارته الشهيرة وا إسلاماه؛ ما رفع معنويات الجنود ليصدوا هجوم ميمنة المغول، ويكملوا الضغط عليهم تزامنا مع انشقاق عدد كبير من العرب في جيش المغول بقيادة صارم الدين أيبك؛ لتتشتت قوات المغول.

وتلقى المغول، الضربة القاضية حين تمكن القائد المملوكي أقوش الشمسي من الوصول لكتبغة ليقتله، وتنهار بذلك معنويات المغول الذين هربوا، ولكن قطز لاحظ أن أعدادا كبيرة من المغول نجت من المعركة، ومنعا لإعادة تجمعهم بدأ بملاحقتهم لعدة أميال حتى اشتبك معهم في منطقة بيسان.

واستبسل المغول، في بيسان دفاعا عن حياتهم، وكادوا ينتصروا علي المسلمين؛ ليكرر قطز عبارته الشهيرة "وا إسلاماه" ليحمس جنوده على تحمل هجمات المغول حتى تراجعت شراسة المقاومة المغولية لتكون الهزيمة النهائية لجيش المغول وطردهم من الشام بكاملها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك