كسوة الكعبة (7).. السلطان سليمان العثماني يخصص أوقافا لإرسالها سنويا من مصر - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:14 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كسوة الكعبة (7).. السلطان سليمان العثماني يخصص أوقافا لإرسالها سنويا من مصر

منال الوراقي
نشر في: الأحد 25 يونيو 2023 - 10:59 ص | آخر تحديث: الأحد 25 يونيو 2023 - 10:59 ص

على مر التاريخ، اعتبرت كسوة الكعبة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام، التي برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي، حتى أصبح تاريخها جزءا من تاريخ الكعبة المشرفة نفسها.

وهذا العام، أعادت مجلة الأزهر الشريف الإسلامية الشهرية، الصادرة عن مجمع البحوث الإسلامية، نشر كتاب المؤرخ الكبير السيد محمد الدقن، "كسوة الكعبة المعظمة عبر التاريخ"، الصادر في مايو عام 1985، والذي رصد من خلاله تاريخ تصنيع وزركشة ونقش كسوة الكعبة المشرفة منذ بناؤها.

- السلطان سليمان العثماني يخصص أوقافا لإرسالها سنويا من مصر

ظلت كسوة الكعبة المشرفة ترسل سنويًّا من مصر من ريع الوقف الذي وقفه الملك الصالح إسماعيل، إلى أن كان عهد السلطان سليمان المشرع، الذي استمر إرسال الكسوة فيه كما هي العادة، غير أن ريع هذا الوقف قد ضعف وعجز عن الوفاء بتكاليف عمل الكسوة.

ووصل الأمر إلى السلطان سليمان، الذي أمر بأن تُستكمل تكاليف عمل الكسوة السلطانية من الخزائن بمصر، ثم اشترى في سنة 947 هـ 7 قرى أخرى في مصر، وأضافهم إلى القرى الثلاث السابقة؛ ليصبح الوقف كله 10 قرى يُنفَق من ريعها على الكسوة الشريفة فصار وقفا عامرًا فائضًا مستمرا.

وبذلك أصبحت القرى الموقوفة على كسوة الكعبة المشرفة كما ورد في نص الوقفية التي وقفها السلطان سليمان المشرع، عشر قرى في مصر وهم: بيسوس وهي القرية التي تعرف اليوم باسم "باسوس" بمحافظة القليوبية، وأبو الغيث وهي تُعرف الآن باسم "أبو الغيط" بمركز قليوب بمحافظة القليوبية، حوض بقمص: هو الحوض الذي يُعرف باسم "حوض بقيس" بناحية مرصفا بمركز بنها بمحافظة القليوبية، سلكة وهي إحدى قرى مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسرو بجنجة وصواب التسمية "سرو بججة" وهي القرية التي تُعرف في الوقت الحاضر باسم "السرو" بمركز فارَسُكُور بمحافظة الدقهلية، وقريش الحجر وهي القرية التي تُعرف باسم "أويش الحَجَر" بمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية.

وأيضا منايل وكوم رحان وهي القرية التي تُعرف الآن باسم "المنايل" بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، بِجَام وهي اليوم تتبع مركز شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، منية النصارى وهي القرية التي تعرف باسم منية "النصر" بمركز دِكِرْنِس بمحافظة الدقهلية، بطاليا: ذُكرت هذه القرية في حُجَّة الوقف على أنها توجد بمديرية الشرقية، ولكن لم يُستدل عليها بتلك المديرية وإنما وُجدت أسماء أخرى قريبة من ذلك الاسم في محافظات أخرى مثل "طاليا" إحدى قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وكما كان يوجد قديمًا قرية اسمها "بتالي" بمحافظة الغربية، ولم يُستدل على موقعها الآن.

وقد قدرت حجّة هذا الوقف المذكور إيراد هذه القرى العشرة في السنة على النحو التالي: أولا القرى الثلاثة بيسوس، وأبو الغيث، وحوض بقمص، حاصل إيرادها في السنة الواحدة 89 ألف درهم، وقرية سلكة حاصل إيرادها 30 ألفا و494 درهما، أما قرية سرو بجنجة حاصل إيرادها 71 ألفا و820 درهما.

وكانت قرية قريش الحَجَر حاصل إيرادها 51 ألفا و304 دراهم، وقرية منية النصارى حاصل إيرادها 60 ألفا و858 درهما، أما قرية منايل وكوم رحان حاصل إيرادها 37 ألفا و840 درهما، وقرية بجام حاصل إيرادها 14 ألفا و934 درهما، فيما كانت قرية بطاليا حاصل إيرادها 10 آلاف و484 درهما، فيكون حاصل ريع الوقف كله في السنة 365 ألفا و152 درهما فضيا.

وقد حددت الوقفية أوجه صرف هذا الريع على وجه التقريب على النحو التالي: يُصرف على كسوة الكعبة الخارجية كل عام 276 ألفا و216 درهما على ما جرت به العادة في السنين الماضية، ثم يحفظ الباقي من الإيراد السنوي وقدره على وجه التقريب حوالي 88 ألفا و936 درهما لدى ناظر الوقف لمدة 15 عاما.

فيكون مجموع الفائض في تلك المدة على وجه التقريب مليون و334 ألفا و40 درهما، يُنفق من هذا المبلغ المتجمع مرة واحدة كل 15 عامًا حوالي 750 ألفا و370 درهما على وجه التقريب في صنع كسى وستائر لداخل الكعبة المشرفة والحجرة النبوية الشريفة، والمقصورة المعمورة في الحرم الشريف والمنبر ومحراب التهجد، والأستار الأربعة لنفس الحرم الشريف ومحراب ابن عباس، وقبره وقبر عقيل بن أبي طالب، والحسن بن علي، وعثمان بن عفان، وفاطمة بنت أسد.

والفائض بعد ذلك، وهو على وجه التقريب 583 ألفا و670 درهمًا يُحفظ لدى ناظر الوقف لسد العجز الذي قد يحدث في بعض السنوات نتيجة لنقصان مياه النيل أو الجفاف، وإذا ما انقضت الـ15 عامًا، وصار هناك فائض متجمع تُشترى به عقارات تضم إلى الوقف المذكور، وتستثمر لصالحه حتى يتكاثر إيراد ذلك الوقف اليها.

جدير بالذكر، أنه قد أشير في وقفية كسوة الكعبة هذه إلى وقف آخر قد وقفه السلطان سليمان المشرع لإعانة الحجاج الفقراء، في أثناء ذهابهم لتأدية فريضة الحج وعودتهم منه وكتب له حجة مستقلة، وقد نص في وقفية كسوة الكعبة على أنه إذا حدث عجز في أحد الوقفين، ولم تكف إيراداته لتغطية أوجه الصرف المطلوبة، يسد هذا العجز من فائض الوقف الآخر.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك