الحياة أو الموت على أرض فلسطين.. حكايات العالقين أمام معبر رفح خلال عودتهم إلى غزة - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 1:45 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحياة أو الموت على أرض فلسطين.. حكايات العالقين أمام معبر رفح خلال عودتهم إلى غزة

مصطفى سنجر
نشر في: السبت 25 نوفمبر 2023 - 12:19 م | آخر تحديث: السبت 25 نوفمبر 2023 - 12:19 م

روايات متشابهة ودوافع واحدة جمعتها "الشروق" من تجمعات العالقين أمام معبر رفح البري بشمال سيناء قبل عودتهم قطاع غزة أمس الجمعة مرة أخرى، حيث قررت الجهات المعنية تسهيل مهمة عودتهم للقطاع بعد أكثر من 50 يوما من التواجد في الأراضي المصرية لتلقي العلاج اللازم.

ووسط الكثير من الحقائب جلس العالقون ترقبا لدورهم في دخول بوابة المعبر، وكل يحمل رجاء العودة لأرض الوطن رغم مخاطر الأوضاع في بلدانهم "غزة، وخانيونس، ورفح، ودير البلح".

وقال سعد حسين سلوت، من منطقة بني سهيلا في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة: "سأعود إلى بلدي التي اشتاق لها، بعد أن قضيت رحلة علاج بمستشفى فلسطين بالقاهرة، وبعد أن قضيت نحو 50 يوما في مدينة العريش، رغم ما تشهده غزة وخاصة منطقتي في خان يونس".

وأضاف سلوت، "أنا راجع للوطن اللي اتولدت على أرضه وعشت تحت سماءه طول عمري من وأنا طفل حتى صار عمري 78 سنة"، مشيرا إلى أنه فقد 13 شخصا من عائلته استشهدوا خلال الغارات الإسرائيلية على خان يونس، واختتم حديثه بجملته الموجعة: "بدي أعود للدار والأرض بدي أشم ريحة البلاد وأندفن تحت ترابها".

وأكدت فاطمة من رفح الفلسطينية، أنها لا تشعر بطعم الطعام ولا الماء وتنام بأعين مفتوحة خلال الفترة التي قضتها بمساكن حي السبيل بالعريش، وهي تنتظر فتح معبر رفح والسماح للعالقين بالعودة إلى الديار بقطاع غزة.

وأشارت إلى أنها كانت تقضي فترة علاجها بالقاهرة، وخلال العودة قامت الحرب وبقيت عالقة في مدينة العريش، ومرت الأيام عليها وهي تبكي كل يوم شوقا إلى أبناؤها، وخوفا من أن يطالهم القصف الإسرائيلي، وخاصة مع استهداف الكثير من المنازل والمناطق القريبة من منزلها.

ولفتت إلى أنها تقف الآن أمام المعبر بانتظار السماح لها بدخول أرضها، ومع الانتظار تتمنى لو أنها تمتلك أجنحة كالطيور لتحلق عاليا وتصل إلى بيتها سريعا، قائلة: "مشتاقة لكل شيء في غزة، وراح أموت وأشوف أولادي وأحضنهم كلهم مع بعض، وأتمنى أن يحييني الله ويكتب لي أن أشوفهم اليوم".

وأردفت إسراء عبدالقادر، من رفح الفلسطينية، أنها كانت في رحلة علاج أجرت خلالها عملية جراحية في أحد مستشفيات الزقازيق بمحافظة الشرقية، مؤكدة أنها دخلت مصر في 26 سبتمبر الماضي، وخلال عودتها برفقة والدها إلى غزة بدأت الحرب الإسرائيلية، وظلت عالقة في مدينة العريش بشمال سيناء لنحو شهرين ونصف.

وأوضحت إسراء أنها تقف الآن على معبر رفح انتظار العودة إلى وطنها بمدينة رفح، قائلة: "مشاعري مختلطة ما بين الحزن على من استشهدوا من عائلتي ومن صديقاتي، وما بين الفرحة بالعودة إلى منطقتي لأنني اشتاق إلى كل شيء هناك، الشارع والتراب والهواء، وما يوجعني أنني سأعود للإقامة لدى أقاربي بعد أن تعرض منزلنا للقصف، ومعه راحت ذكرياتي وغرفتي الخاصة وأشيائي التي اعتز بها، ولكن لابد من العودة رغم كل هذه المواجع".

واستكمل والدها عبدالقادر العرجة الحديث، مؤكدًا أنه غاب عن الوطن منذ شهرين ونصف، ولكنه يعتبر هذه الفترة تساوي 20 عاما، وخاصة بعد بدء العدوان على غزة، قائلا: "كنت أتألم في صمت وأبكي وأنا أرى أبناء عائلتي يصرخون تحت نيران الصواريخ التي تتساقط عليهم كالمطر، كل يوم كان يمر علي في العريش أشعر بالوجيعة وأنا أرى أشلاء أبناء وطني الأطفال والكبار وخاصة المسنين الرجال والنساء والشباب ومئات الآلاف من البيوت وهي تهوي وتتطابر حوائطها تحت قصف القنابل وصواريخ الموت التي تهوي على رؤوس سكان غزة شمالا ووسطا وجنوبا".

واختتم العرجة حديثه، قائلا: "رغم الترحاب الشديد والجهود التي بذلتها مصر، وخاصة مستشفى العريش وكل الجهات المعنية التي حملتنا على أكف الراحة وسعي الجميع لتوفير جميع احتياجاتنا، وشعورنا إننا نعيش وسط أخوتنا وأهلنا، إلا أنه لابد من الرحيل والعودة إلى الديار التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، ونحن نعود اليوم لبيتنا المقصوف وإلى من تبقوا من أهلي وعائلتي في مدينة رفح، وأشتاق إلى أولادي حد الوجع".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك