منذ انتشار فيروس كورونا التاجي، ويحذر الأطباء حول العالم من التدخين الذي يشكل خطرًا على الجهاز التنفسي ويزيد من نسبة الإصابة بكوفيد -19، وبعد الخضوع للحجر المنزلي جراء إغلاق البلاد اضطر بعض الرجال لتخفيف نسبة التدخين بسب الجلوس الدائم في المنزل والرغبة في وقاية الأطفال والحوامل من أضرار دخان السجائر، ولكن مع فتح المقاهي يمكن أن يعود رجال إلى التدخين بشراهة مجددًا أو التفكير في استبدال السجائر بالسجائر الإلكترونية أو ما يعرف بـ"الفيب" باعتبار أنها أقلل ضررًا بعد منع الشيشة، فما هي أضرار ذلك؟
أكد علماء من المركز الطبي التابع لجامعة ماينز الألمانية أن التوقف عن تدخين السجائر والشيشة يفيد في الوقاية من فيروس كورونا لأن كلاهما سببًا في أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وبذلك تكون الرئة غير قادرة على مقاومة الفيروس.
- السجائر الإلكترونية لن تحميك
وقال البروفيسور توماس مونزيل، أستاذ الأمراض الصدرية بالمركز الطبي، إن الإتجاه إلى السجائر الإلكترونية سيكون له نفس الأضرار لأن تأثير التبغ واحد أي كان نوعه ولهذا يجب التوقف عن كل أنواع التدخين وتحمل ذلك حتى انتهاء الوباء- وفقًا لموقع "ذا استكوتش سن".
وأضاف أن هناك اعتقاد خاطئ عند البعض وهو أن السجائر الإلكترونية غير ضارة مقارنة بالسجائر العادية والشيشة لاعتمادها على النكهات والزيوت أكثر من التبغ وهذا يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس التاجي وسببًا في إصابة غيرهم.
وقالت لورين وولد، الأستاذة في قسم الفسيولوجيا وبيولوجيا الخلية في جامعة ولاية أوهايو الأمريكية، إن تلوث الهواء الواصل للرئة بسبب السجائر أو الشيشة سواء العادية أو الإلكترونية يلعب دورًا في تطوير أمراض القلب والرئة ويضعف جهاز المناعة- وفقًا لموقع " كليفلاند " الأمريكي.
وأضافت أن الهواء في مناطق كثيرة من العالم ملوث بفعل عوادم السيارات وأدخنة المصانع وهذا يؤثر على الرئة، ويزداد ذلك مع تدخين السجائر أي كان نوعها وقد يصيب العديد بالربو والانسداد الرئوي المزمن، وهذا يجعل مهمة كورونا في مهاجمة الرئة وتدمير الجسم لا تستغرق الكثير ولذلك تتساقط وفيات كثيرة حول العالم جراء كوفيد 19.
- الأمر ليس جديد
وأكدت أن من يعاني من أمراض الرئة أو يدخن أي نوع من أنواع الدخان عليه أن يحافظ على اتباع تعليمات السلامة، والتي هي ترك مسافة بينه وبين الآخرين وتنظيف اليدين وتطهيرها بالحكول وعدم لمس الأسطح مثل أبواب المصاعد لأنها غالبًا ما تكون محملة بالفيروس وجسمه غير قادرة على المحافظة على نفسه مثل غير المدخن.
حديث "وولد" عن تأثير السجائر بكل أنواعها على الجهاز التنفسي ليس جديدًا من نوعه، ففي عام 2015، توقعت دراسة صادرة عن جامعة هونج كونج الصينية، أنه بحلول 2030 سيموت حوالي 2 مليون صيني سنويًا بسبب المضاعفات الصحية المتعلقة بالتدخين، وهذا فسر سبب تغلب فيروس كورونا على المئات في الصين والعالم.
وعن تأثير كورونا على المدخن والسليم، فإن الفيروس حينما يستهدف غير المدخن، فإنه يسبب له التهابًا في الرئتين، ويفقده بذلك القدرة على التنفس بشكل جيد، ولكن مع المدخنين فإن تأثير كورونا يكون أشرس؛ لأن الرئة لا تعمل بشكل جيد في الأساس، وبالتالي تستلم سريعًا، وبهذا يكون هناك ملايين في الصين والعالم مهددون بخطر الموت جراء الإصابة فيروس كورونا، وفقًا لموقع "إنكستون نيوز" الصيني.
- المشكلة في الشيشة أم التدخين نفسه؟
ولا يحفز التدخين في المطلق فيروس كورونا، بالرغم من أنه يسبب ضغطًا مضاعفًا على رئة المصاب، بل سبق أن أثبت العلماء كيف ساهمت الشيشة باعتبارها نوع من أنواع التدخين ويتم مشاركتها مع الأخرين أحيانًا، في نشر عدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) والتي تعد واحدة من عائلة كورونا وظهرت بكثرة عام 2013 في السعودية، حيث سلط مركز العدوى والمناعة بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا الأمريكية، الضوء على أسباب انتقال متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين البشر، بالتعاون مع علماء من جامعة الملك سعود بالمملكة.
وركزت الدراسة على أشياء كثيرة مثل تبادل التحية وأطباق الطعام، ولكن التركيز الأكبر كان على الشيشة لأنها موروث ثقافي داخل المملكة، وفي دول أخرى ظهر فيها الفيروس مثل كورويا الجنوبية والولايات المتحدة، وهي دول انتقل فيها المرض من إنسان لآخر أيضًا، وفقًا لموقع " ساينس دايركت" الطبي.
وسحبت شركة "Copan Diagnostics Inc" الرائدة في جمع وتحليل العينات عالميًا، 2489 عينة من الشيشة مثل مسح الخراطيم في المدن التي سجلت أكبر نسبة إصابة في السعودية، وتم عمل ذلك ليلًا لأنه الوقت الذي يكثر فيه الإقبال على تدخين الشيشة.
وكان جزء من الأنابيب التي تم أخذها يحتوي على النيتروجين السائل الذي يوجد داخل الأنابيب المائية، وبالفحص اتضح أن الشيشة لها دور في نقل فيروس كورونا، من خلال الزفير والأدوات نفسها.
وقال توماس برايبنيل، أحد العلماء المشاركين في الدراسة، إن الشيشة التي تستخدم بشكل جماعي في بعض الدول سواء العربية أو الغربية من أسباب انتقال الأمراض، لأنها تعمل على توصيل اللعاب من شخص لآخر وبذلك يسهل انتقال المرض إلى الجسم، والأمرض ينطبق أيضًا على السجائر الإلكترونية التي يتشارك الأصدقاء في التدخين منها أحيانًا.
ونصح الجميع بضرورة تجنب كل أنواع التدخين مهما تم اتخاذ احتياطات للتعقيم وعدم المشاركة لأنها في النهاية تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي.