فيموني عكاشة: تأثير أمي العظيم علىَّ كان دافعي الأكبر لكتابة «الخواجاية» (حوار) - بوابة الشروق
الجمعة 31 يناير 2025 12:55 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فيموني عكاشة: تأثير أمي العظيم علىَّ كان دافعي الأكبر لكتابة «الخواجاية» (حوار)

حوار: محمود عماد
نشر في: الثلاثاء 28 يناير 2025 - 7:21 م | آخر تحديث: الثلاثاء 28 يناير 2025 - 7:21 م

- غير مشغولة بتصنيف الكتاب.. وقررت تدوين حكايات وقصص أمى فى كتاب لتظل فى ذاكرة العائلة

كتاب «الخواجاية» للكاتبة فيمونى عكاشة، عن دار الشروق، أكثر من مجرد كتاب أو سيرة روائية تقليدية، ولكنه حكاية الخواجاية والدة فيمونى نفسها، وقصتها فى مصر. تلك الهولندية التى أتت لمصر فى زيارة، وقررت الاستقرار بها بعد وقوعها فى الحب وزواجها من والد فيمونى، وتكوينها لأسرة مصرية هولندية، أسرة مميزة ومختلفة. «الخواجاية» ليس سيرة لوالدة فيمونى فقط، بل هى سيرة للمؤلفة ولمصر فى ذلك الوقت، ولوضع الأجانب فى المجتمع المصرى. حظى الكتاب باستقبال جماهيرى ونقدى مميز وكبير.

ماذا مثلت لك والدتك فى حياتك حتى تكتبى عنها فى «الخواجاية»؟


ــ الأم عماد أى أسرة ولها مكانة خاصة فى قلب أى شخص وأثرها يمتد طوال عمر الإنسان، ونحن نكتشف فى كل مرحلة عمرية مدى هذا التأثير وعمقه. وفى حياتى أنا، أمى كان لها تأثير عميق على كل جوانب شخصيتى، تأثير لم أدركه إلا عندما أصيبت بالتيه، أدركت حينها فقط مدى تأثيرها وقوة شخصيتها، لأنى رأيتها على حقيقتها، بكل ضعفها وقوتها وجمالها وحبها وتشبثها بالحياة فى أبسط صورها. أدركت أيضا أننى أصبحت أتصرف مثلها وأننى أحب أشياء كثيرة كانت تحبها وأن ما بثته على مدار سنوات من تعليقات، ملاحظات، مناقشات قد تبدو عادية قد تركت أثرا عميقا فى مسار حياتى وشخصيتى دون أن ألاحظ ذلك حتى إننى صرت أرى وأتمسك مثلها بالجمال فى كل ما هو حولى من أشياء بسيطة، مثل أن ألعب لعبة، أو أن أسير فى شوارع القاهرة القديمة لأرى الجمال الخفى فى مبنى قديم متهالك. أعتقد أن تأثيرها العظيم علىَّ كان دافعى الكبير للكتابة، خفت أن أنسى الحكايات التى كانت تحكيها، وأن تخور الذاكرة وتتلاشى مع الوقت قصة حياتها الشيقة وتفاصيلها الكثيرة مثلما تاهت ذاكرتها فى أواخر عمرها.

كيف تنظرين إلى حكايات والدتك؟

ــ أعتقد أنها كانت حكايات عظيمة، بالطبع عندما كنت صغيرة لم أكن أظن هذا خاصة وأن أمى كانت تحب الحكى، وتزيد وتعيد فى قصصها حتى إننى حفظت الكثير منها عن ظهر قلب، كنت أمل أحيانا من تكرار هذه القصص، ولكنى أردت دوما أريد أن أسجل حكاياتها، للأسف الشديد لم أفعل ذلك، كنت أؤجل هذا عندما أترك العمل، لم أظن أبدا أن شيئا سيصيبها وهى القوية العتيدة، والصدمة الكبرى عندما أصيبت بالتيه، أدركت حينها أننى فقدت للأبد الفرصة لتسجيل تفاصيل حكاياتها، ولن أستطيع أن أسألها عن أى شىء، لذا قررت تدوين تلك القصص والحكايات فى كتاب لتظل فى ذاكرة العائلة ولم أنو فى البداية نشر الرواية إلا لو كانت تستحق أدبيا أن تنشر. وأكثر ما يؤثر فى الآن هو ما يقوله لى الكثيرين أنهم أحبوا «جيردا» و«أنور» بعد أن قرأوا حكاياتها. أشعر حينها فقط أننى فعلت الصواب وأننى خلدت ذكراهما.

هل شعرت قبلاً بأى اختلال فى الهوية بسبب الاختلاط بين كونكِ مصرية وهولندية وهل أشعرك أحد يوما بهذا؟

 

ــ أن تكون أمى «خواجاية» كان شيئا طبيعيا بالنسبة لى، فلم أكن الوحيدة التى لديها أم أجنبية، أقرب صديقاتى إلىَّ وأنا صغيرة مثل دينا وثريا وياسمين وتاتيانا وأخريات كانت أمهاتهن أجنبيات كذلك فى المحلة، ولكن فى نفس الوقت كنت أتعجب أن يصفنى البعض بـ «بنت الخواجاية» كأنها «سُبة»، أشعر عندها أننى مختلفة عنهم مما كان يضايقنى كثيرا. فى مرحلة المراهقة، بدأ الشعور باختلاط الهوية بسبب سفرى فى الصيف إلى هولندا وما رأيته من اختلاف الثقافات، وعندما عشت فى هولندا بعد تخرجى فى الجامعة، تمسكت بشدة بهويتى المصرية لدرجة التعصب، كنت أؤكد لكل من أتعرف عليه أننى مصرية وأن فقط أمى هولندية.
مع الوقت تعلمت أن أستفيد من هوياتى المختلفة وأن آخذ من كل هوية ما يناسبنى دون أن تطغى واحدة على الأخرى. لكنى بالتأكيد أشعر بارتباطى الوثيق بالهوية المصرية أكثر من الهولندية، فأنا عشت فى مصر وتأثرت بتراثها وثقافتها أكثر من تأثرى بهولندا، ولكنى أشعر أنها بلدى الثانى.

بماذا تصنفين كتاب الخواجاية؟

ــ أنا غير مشغولة بالتصنيف، وكما ذكر الدكتور المخزنجى «هى رواية سيرة أو سيرة روائية، فهى سيرة مموهة أو تخيل ذاتى». الكتاب سيرة امرأة عاشت حياة غير عادية وفى عدة مناطق فى زمن اختلفت فيه مصر كثيرا عن الآن، أعتقد أن هذا لامس الكثيرين الذين عاشوا تلك الحقبة وهناك قراء آخرون عرفوا أشياء عن مصر لم يكونوا يعرفونها ودهشوا مما عرفوه عن المحلة، خاصة الصور التى وضعتها فى الكتاب وضحت الكثير عن تلك الفترة وعن شخصيات الكتاب.
والرواية مبنية على حكاياتها وحكاياتى ورؤيتى الخاصة لهذه الحياة والسيرة كما عشتها والتى قد تختلف عن أخوى مثلاً بالرغم من أننا عشنا معاً فى نفس العائلة. فلا أظن أن التصنيف يهم كثيرا فى هذه الحالة، الأهم هو التأثير الذى يتركه الكتاب على القارئ.

ماذا كان دور الدكتور محمد المخزنجى فى الخواجاية فلقد تحدثت عنه كثيرًا؟

ــ عندما انتهيت من النسخة الأولى من الكتاب أعطيتها لبعض الأصدقاء الكتاب، أعجب بها الجميع والبعض أعطانى ملاحظات مفيدة للغاية، ولكنى أردت أن يقرأها كاتب لا يعرفنى، رشح صديق لى الكاتب الكبير محمد المخزنجى، وأرسل له النسخة الأولى من الرواية، قرأها وطلب هاتفى وحدثنى، بُهت بالطبع أن يحدثنى الكاتب الكبير الذى أعجب بالرواية كثيرا وقال لى كلاما جعلنى أبكى وأنا لا أفكر إلا فى أمى وأنها السبب فى كل هذا، شعرت أنها تسمع معى هذه المحادثة الجميلة وأنها لابد أن تكون سعيدة أيضا مثلى. تفضل الكاتب الكبير وكتب المقدمة كما أنه حاول مساعدتى فى نشر الكتاب، قائلا إنه بلا شك يستحق النشر وأنه من أفضل الكتب التى قرأها فى الفترة الأخيرة، ولكنى كنت قد تواصلت بالفعل مع دار الشروق عن طريق صديقة لى.

هل تنوين أن تكتبى جزءا ثانيا للخواجاية؟

ــ لا أظن، ولكنى لم أقرأ كل الخطابات بعد، ربما بعد قراءتها كلها سأكتب مرة عنها مرة ثانية، لم أقرر بعد.

حدثينا عن مشروع الفيلم وآخر تفاصيله..


ــ أثناء الكتابة، اكتشفت أننى مهما عبرت عن أمى ووصفت الحياة التى كانت تعيشها فى تلك المدن، أن الكتابة قاصرة وأن مشاهدة تلك المدن والبيوت التى عاشت بها ستقدم زاوية مختلفة لحياتها، وأن رؤية أمى خاصة فى سنواتها الأخيرة بكل ما كانت تحمله من شغف وبهجة وحياة سيعطى بعدا أكثر عمقا لحقيقتها. كنت أيضا أصورها كثيرا فى السنوات الخمس الأخيرة التى عاشت فيها معى، كمن تصور ابنتها، صورت لحظات عديدة لها وهى تسمع الموسيقى أو أثناء مداعبتها لطفل أو كلب أو عندما تحادثنى. تساءلت ماذا سأفعل بكل تلك الفيديوهات، أريد أن يرى الآخرون البهجة التى تشع منها لذا قررت أن آخذ عدة ورش عن الفيلم الوثائقى، وصورت عدة مرات فى هولندا مع خالتى وأصدقائها وأيضا فى المحلة، ولكنى رأيت أن أنتهى من الرواية أولا لأن الفيلم تفاصيله عديدة ويحتاج لوقت طويل، وسأبدأ فى الفيلم قريبا إن شاء الله.

هل تنوين الكتابة فى القادم بعيدًا عن حكايات والدتك؟

ــ بالتأكيد، أحب الكتابة ودوما أكتب، لدى عدة مشاريع ولكنى أريد الانتهاء أولاً من الفيلم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك